"واشنطن بوست": بالنسبة لإسرائيل الضم هو قول الجزء الهادئ بصوتٍ عالٍ

الأربعاء 17 يونيو 2020 08:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"واشنطن بوست": بالنسبة لإسرائيل الضم هو قول الجزء الهادئ بصوتٍ عالٍ



القدس المحتلة / سما /

 نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، تقريراً لكاتبها إيشان ثارور تحت عنوان "بالنسبة لإسرائيل، الضم هو قول الجزء الهادئ بصوتٍ عالٍ"، أشار فيه إلى أن "رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ما زال يبدو عازماً على بدء ضم الأراضي في الضفة الغربية، وهو تحرك يدفعه فعلياً اقتراح "السلام" المثير للجدل الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الثاني الماضي (صفقة القرن)".

ويشرح الكاتب: "ومن خلال تمديد القانون الإسرائيلي على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وأجزاء من غور الأردن، سيحقق نتنياهو أُمنيات العديد من الإسرائيليين اليمينيين والمسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة، الذين لا يرغب أيٌّ منهم في السماح بظهور دولة فلسطينية مستقلة في الأرض المقدسة، ولكن المشكلة التي تواجه نتنياهو وحلفاءه تتمثل في أنّ معظم العالم يعارض خططهم. ففي واشنطن، يعارضها الديمقراطيون وحتى بعض الجمهوريين، كما تعمق علاقة ترامب ونتنياهو الوثيقة الفجوة بين الحزبين بشأن الدعم الأميركي لإسرائيل".

وبالنسبة للقيادة الفلسطينية، يقول الكاتب: إن الضم يُعتبر أمر غير مقبول، "وقد ردوا بغضب وعلقوا التنسيق مع إسرائيل بشأن مجموعة من الأمور اليومية، حيث قال رئيس الوزراء محمد اشتية للصحافيين الأسبوع الماضي: إن هذه قضية لا يمكن أن نصمت عليها... الضم هو تهديد وجودي لمستقبلنا".

ويضيف ثارور: "وعلى الرغم من ذلك، قد يجادل العديد من الفلسطينيين العاديين بأنه سيكون ببساطة تأكيداً إضافياً للوضع الراهن الذي طال أمده، وتخضع فيه حرياتهم وحقوقهم السياسية لضرورات الأمن الإسرائيلي"، كما أنه "على رغم حديث نتنياهو وترامب عن إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل، لا يوجد خبير جاد يعتقد أن ذلك سيكون مرجحاً بمجرد زوال التفاهمات التي تم التوصل إليها بوساطة دولية خلال العقود الثلاثة الماضية نتيجة الضم أُحادي الجانب، بل على العكس، وبدلاً من ذلك، يُلوح شبح دولة الفصل العنصري الراسخة في الأفق، كما يدرك معظم نخب السياسة الخارجية في واشنطن مخاطر هذه اللحظة.

ويستشهد ثارور بما كتبه روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المقرب من إسرائيل قائلاً: "ينص تحليل التكلفة والمنفعة على ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن... إذ تتمتع إسرائيل بالفعل بسيطرة أمنية كاملة على الضفة الغربية، وقانونها المدني يحكم بالفعل مواطنيها الذين يعيشون هناك، وقد نجحت إلى حدٍّ كبيرٍ في جعل المجتمع الدولي يعتاد النمو المستمر في النشاط الاستيطاني... وقد تقبلت معظم الجهات الفاعلة ذات الصلة كالسلطة الفلسطينية، والعديد من الدول العربية، والعواصم الأوروبية الرئيسية، وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والولايات المتحدة- هذا الواقع ولا تعارضه بنشاط".

ويضيف ثارور: "بعبارة أُخرى، يمكن لنتنياهو أن يعرض للخطر السيطرة العليا التي تحتفظ بها إسرائيل بالفعل على الأراضي الفلسطينية، وكذلك السكوت النسبي الدولي على أفعالها هناك، بما في ذلك توسيع المستوطنات على مدى العقدين الماضيين. والآن، أدانت بعض الحكومات الأوروبية احتمال الضم -حيث وصفه أحد كبار الدبلوماسيين مؤخراً بأنه "انتهاك جسيم للقانون الدولي" يرقى إلى حد "السرقة"، فيما يساور جيران إسرائيل العرب غضب عارم، وتدهورت علاقات نتنياهو مع العاهل الأردني الملك عبد الله بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، حيث ورد أن الملك رفض تقبل مكالمة هاتفية من رئيس وزراء إسرائيل يوم الاثنين".

ويقول الكاتب: "يحب مساعدو ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو، التباهي بالدعم الحذر الذي تتلقاه جهودهم من الدول العربية الأخرى، خاصة ممالك الخليج التي وجدت أرضية مشتركة مع إسرائيل إلى حد كبير بفضل كرههم المشترك لإيران. ولكن في يوم الجمعة الماضي، نشر يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات لدى واشنطن مقالاً غير مسبوق باللغة العبرية في واحدة من أكبر الصحف اليومية في إسرائيل، محذراً من أن الضم سيكون "استفزازاً قوياً" يحطم التقارب الضمني الجاري. وعلاوةً على ذلك، يعارض العديد من المسؤولين المتقاعدين البارزين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الضم، خوفاً من انهيار شرعية السلطة الفلسطينية وصعود الفصائل المسلحة مثل حماس".