ذكر تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الثلاثاء، أن "يحيى السنوار" زعيم حماس بلا منازع، اختار عدم ممارسة الضغط على "إسرائيل"، من خلال الوسائل الملموسة مثل: البالونات أو المظاهرات العنيفة بالقرب من الجدار، وما بين الموافقة الضمنية لحماس بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقد ساعدته هذه الأعمال خلال العامين الماضيين على كسب مزايا ووسائل أخرى لتحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة،
وفيما يلي أهم ما جاء في تقرير صحيفة معاريف العبرية:
• في الآونة الأخيرة، كان "السنوار" مشغولاً في مواجهة وباء كورونا الذي وصل أيضاً إلى القطاع قطاع غزة، وبفضله سجلت إنجازات كبيرة وخاصة في ضوء الكارثة المدنية التي كانت من الممكن أن تتطور هناك على إثر الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية.
• في الجيش الإسرائيلي يقولون إنه من غير المشكوك فيه بجدية أن سكان غزة كانوا الأكثر انضباطاً لتوجيهات الحجر الصحي.
• لقد أدركت حماس بشكلٍ جيد عواقب تفشي كورونا في غزة والتي تملك فقط 70 جهاز تنفس، حيث شددت التوجيهات ولم تخاطر.
• حماس أغلقت المساجد وفرضت العزل بصرامة ولم تتهاون، وفي الأشهر الأخيرة كانت كورونا عنصراً كابحاً للاحتجاجات السلمية ليس فقط في غزة، ومع العودة إلى الروتين لا يزال حجم هذه الاحتجاجات موضع تساؤل.
• في غضون ذلك، يوصى بالتطرق إلى هذا الهدوء النسبي بضمان محدود، أجراس السلام لم تسمع في غلاف غزة، والظروف التي أدت إلى صدام عسكري بين "إسرائيل" وغزة مرةً بعد مرة لم تتغير.
• ومع ذلك، فإن موقف المنظومة الأمنية هو أنه ينبغي استغلال فترة الهدوء، والمصلحة الإسرائيلية هي تحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، وحسب مفهوم الجهات الأمنية فإن القضية الاقتصادية هي الأكثر أهمية من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة وتغلب الخوف على الخوف من الحرب.
• إذا قامت السلطة الفلسطينية بتقليص الرواتب وتفاقمت الأزمة الاقتصادية في غزة، فقد يكون لذلك تأثير مباشر على إسرائيل، وعامل آخر كان له تأثير كبير على القطاع في الآونة الأخيرة هو قضية فرض السيادة.
• إن التصريحات الخاصة بالضم وفرض السيادة، أزالت من جدول الأعمال الأمني قطاع غزة، حيث كانت الأشهر الثلاثة الأخيرة إحدى أكثر الشهور هدوءً التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
• تتساءل المنظومة الأمنية كيف ستنسق حماس ما بين طريقها في المقاومة على فرض السيادة وبين رغبتها في تحسين الظروف المعيشية في القطاع.
• إن المعضلة التي تواجه مسؤولي حماس صعبة، حيث كانوا مهتمين بقيادة التصعيد في الضفة الغربية، إلا أنه في الأعوام الأخيرة الماضية نشاطات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الفلسطينية أدت إلى تآكل المقاومة خارج غزة.
مشروع دقة الصواريخ لحماس:
• إن شخصية "يحيى السنوار" كقائد لحماس رائعة، بعد 22 عاماً في السجون مروراً بكتائب عز الدين القسام أصبح حاكم حماس بلا منازع.
• أيضاً لدى حماس كانت هناك شخصيات بارزة في الأعوام التي تلت الانفصال عن غزة: أحمد الجعبري (قائد الذراع العسكري الذي قامت إسرائيل باغتياله عام 2012)، ومحمد الضيف وخالد مشعل الذي كان رئيس المكتب السياسي لحماس حتى عام 2017.
• على النقيض من ذلك، تمكن السنوار من بناء قيادته على جميع أذرع حماس، وتحت قيادته الجدران التي فصلت بين الذراع السياسي والعسكري لحماس تكاد تكون معدومة.
• إن تاريخ "السنوار" العسكري في التنظيم تمنحه المرونة لاتخاذ قرارات بشأن تقييد مقاومة حماس، وذلك يكلفه في بعض الأحيان انتقادات من الداخل، لكن تمكنه مع التوجيه النجاح خاصةً في ضوء حقيقة أنه في الفترة الأخيرة تمكن من جلب أموال ومساعدات لغزة، وأقام مركز عزل في شمال قطاع غزة.
• يعتقدون في إسرائيل بأن الحرب ضد إسرائيل لن تخدم أهداف "السنوار "في هذه المرحلة، لكن قضية الضم قد توجِد توتراً ما بين رغبته في تحسين حياة السكان وبين التزامه بقيادة المقاومة ضد إسرائيل.
• يعتبر "السنوار" أيضاً زعيماً براغماتياً في إسرائيل، لكن ممنوع الخلط بين الأشياء، هذه ليست براغماتية غريبة، ولا يمكن للمرء أن يتوقع أنه مقابل الرفاهية الاقتصادية ستقود حماس إلى التخلي عن الأفكار التي تتضمن تدمير إسرائيل، وقبل كل شيء تأتي الأيديولوجيا.
• السنوار باستطاعته إقرار وقف إطلاق نار طويل الأمد أو تخفيض اللهب، لكنه لن يتخلى عن التقوية العسكرية، وفي غضون ذلك، يمكن الافتراض أنه بالضبط ما يقوم به السنوار في هذه الأيام من الهدوء.
• في جولات القتال الأخيرة استغلت إسرائيل الفرصة، وبعد إطلاق الصواريخ تم إلحاق الأذى بالبنى التحتية والوسائل القتالية لحماس، وفي الوقت نفسه اتخذت إجراءات في مناطق أخرى أبعد ضد شحنات الأسلحة إلى القطاع، كما نشر عبر وسائل الإعلام الأجنبية، المصريون عملوا بشكلٍ غير مسبوق لمنع وضرب مشروع الأنفاق على الحدود، ومن الحي المكتظ لرفح المصرية لم يتبقى أي أثر.
• إن مَن نجح في الماضي في تهريب جيبات الهامر من تحت الأرض يجد صعوبةً اليوم في تهريب وسائل قتالية صغيرة جداً مثل الصواريخ على سبيل المثال، وعلى الرغم من ذلك لا يمكن إلا أن يثار الانفعال من صناعة السلاح والبحث والتطوير من قبل حماس، التي خلال عقد من الزمن تمكنت من تطوير صواريخ عالية القدرة تجاوزت المائة كيلومتر، وربما تحاول اليوم الوصول إلى مستوى دقة بالضبط كما يفعل "حزب الله".
• من الوارد أن تحتاج إسرائيل قريباً أن تقر خطوطاً حمراء تماماً كما فعلت مع "حزب الله" في الشمال، لكن مقارنةً بسوريا في غزة فإن مرونة العمل لدى الجيش الإسرائيلي أصغر بكثير طالما أن القرار هو عدم التدهور نحو التصعيد، وهذه معضلة معقدة من المتوقع أن تصاحب إسرائيل في السنوات القادمة.