الكشف عن خطّةٍ إسرائيليّةٍ لاحتلال الضفّة الغربيّة بعد الضم

الإثنين 15 يونيو 2020 11:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الكشف عن خطّةٍ إسرائيليّةٍ لاحتلال الضفّة الغربيّة بعد الضم



القدس المحتلة / سما /

كشفت وثيقة سرية طبيعة الاستعدادات التي تجريها أجهزة الاحتلال الأمنية المختلفة لمواجهة تداعيات خطة ضم المستوطنات في الضفة الشهر القادم. وقالت القناة 12 في التلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، إنّ وثيقة سرية تحت عنوان “فجر الجبال” ناقشت الأسبوع الماضي، تناول خلالها كلا من جيش الاحتلال، وما يسمى الإدارة المدنية، وجهاز الشاباك، التدابير لمنع التدهور و التحضير لتصعيد محتمل على مختلف الجبهات.
وووفقًا للمصادر عينها، تضمن نقاش الوثيقة، عرضًا لجميع السيناريوهات المحتملة بدءًا من الحفاظ على الوضع الراهن إلى توقع اندلاع موجة من المواجهات وصولا إلى هجمات فردية تنزلق إلى انتفاضة شاملة.
كما تطرقت الوثيقة إلى تأثير الضم على غزة والأردن، وكيف سيرد الملك عبد الله (وقف اتفاقية الغاز، وخفض التنسيق الأمني) وما إذا كانت حماس ستنضم أيضًا إلى دائرة المواجهة من خلال تنفيذ عمليات وإطلاق النار في الجنوب إلى محاولة السيطرة على الضفة الغربية. بحسب القناة التي نقلت عنها وكالة معا.
وحذر مسؤولون في الجيش الإسرائيلي من أنّ ضمّ أجزاء من الضفة الغربية وسيؤدي إلى تفجير الوضع الأمني في غزة، حيث يعتقد المسؤولون الأمنيون أنّ احتمال التصعيد في قطاع غزة أعلى منه في الضفة الغربية، نظرًا لوجود فصائل حماس والجهاد الإسلامي هناك.
وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أعلن في أكثر من مناسبة، أن حكومته تريد الشروع بعملية الضم (تشمل 30% من مساحة الضفة الغربية)، في تموز/ يوليو المقبل، ضمن “صفقة القرن” الأمريكية المزعومة.
إلى ذلك، حذّرت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيليّ من أنّ ضمّ مناطق في الضفة الغربية سينهي عملية التسوية مع حماس وسيؤدي إلى تصعيد أمني في قطاع غزة، وادعت المصادر عينها أنه في الوقت الذي تشخص فيه عيون السياسيين إلى الضفة الغربية، فإنّ احتمال تدهور أمني قريب في قطاع غزة مرتفع جدًا.
وبحسب مُحلِّل الشؤون العسكريّة، امير بوحبوط في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ ، فإنّ وضع عملية التسوية، المتوقفة منذ عدة أشهر، أدىّ إلى زيادة الضغط على قيادة حماس في غزة بقيادة يحيى سنوار، الذي كان يأمل بمقابل اقتصادي في الوقت الذي يلجم فيه أعمال الإرهاب والتظاهرات وإطلاق البالونات المفخخة.
وتابع قائلاً: لكن في المؤسسة الأمنية يقدرون أنّ حماس ستجد صعوبة في أنْ تبدو كمن يجري مفاوضات على التسوية مع إسرائيل، بينما حكومة إسرائيل تقود خطوة الضم وتفرض السيادة على مناطق في الضفة الغربية بدءًا من تموز (يوليو).
وتابع الموقع أنّ مصادر عسكرية قدرت أمام وزير الأمن، بني غانتس، أنّ الوضع في غزة متفجر جدًا، وأنّ الوضع يمكن أنْ يتطور لإطلاق صواريخ وعودة العنف قرب السياج الحدودي، هذا من خلال معارضة حازمة للضم، وكذلك أيضًا محاولة قضم مكانة السلطة الفلسطينية، التي قررت في هذه المرحلة اتخاذ خطوات سياسية فقط ضد إسرائيل ووقف التنسيق الأمني والمدني، ولفتت إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن يعارض ردًا عنيفًا.
وأعربت مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أيضًا عن قلقها من سلوك حركة الجهاد الإسلامي، وقدّرت  المصادر أنّ عناصر الجهاد هم الذين سيقودون عمليات إرهابية ضد إسرائيل ردًا على خطوة الضم، حتى دون مصادقة القيادة في دمشق.
في غضون ذلك، علم موقع (WALLA) أنّ المؤسسة الأمنية أجرت نقاشًا معمقًا قبل 3 أسابيع بمشاركة قادة الجيش، شعبة الاستخبارات، قيادة المنطقة الجنوبية، الشاباك والموساد، حول سباق تسلح وتعاظم حماس في السنوات الأخيرة، وأنهم (في المؤسسة الأمنية) عرضوا صورة قاتمة، وقالوا إنّه بينما تنعم إسرائيل بهدوء نسبي على طول الحدود، فإن حماس استغلت الوقت لتدريب قواتها وتطوير ترسانة الأسلحة.
المصادر الإستخبارية استعرضت في النقاش جهود حماس لتطوير وتصنيع قدائف صاروخية، صواريخ وطائرات مسيّرة، بما في ذلك إجراء تجارب فوق البحر لتحسين مدى وحجم الرأس الحربي المتفجر والدقة، بالمقابل، تحاول الحركة تهريب وسائل قتالية وذخيرة عبر الحدود بين غزة ومصر وتطوير عالم الأنفاق الدفاعية التي تهدف إلى خدمة الذراع العسكري لها في سيناريو توغل إسرائيلي في عمق الأراضي الفلسطينية.
وبحسب (WALLA)، فإنّ قائد المنطقة الجنوبية، الجنرال هرتسي هليفي، قدّم في الأشهر الأخيرة مجموعة خطوات، من ضمنها، خطط، تدريبات، تحضير منطقة الحدود، بنك الأهداف وتعزيز التعاون بين الجيش والشاباك بهدف إعداد قيادة المنطقة وفرقة غزة لتصعيد وتدهور الوضع على مراحل، على حدّ تعبير المصادر العسكريّة.