وانتصف عام كورونا!! ..ميسا جيوسي

الإثنين 01 يونيو 2020 12:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
وانتصف عام كورونا!! ..ميسا جيوسي




يدخل العالم اليوم اول ايام يونيو حزيران من "عام كورونا" إن صح التعبير، نصف عام ذكرت فيه كلمة فيروس كورونا او كوفيد 19، ملايين المرات وبكل اللغات وفي كل زوايا الكرة الارضية. عام انتصف بقسوة كبيرة اطبقت انيابها على العالم بلا رحمة، فجائحة كورونا لم تذر اخضرا ولا يابسا دون أن تحدث به خرابا لم ينته حتى اللحظة. 
اليوم وبعد أكثر من نصف عام على ظهور الوباء، لا زال العالم يتأرجح مصدوما لا يعي ما القادم، فكورونا هي حرب ضد مجهول شرس تقف أمامه مؤسسات الصحة ومعاهد العلم والاقتصاد والسياسة والحياة بكافة جوانبها عاجزة رهينة لعبة احتمالات لا منتهية.
فهو ومنذ اليوم الأول لظهوره يرى على انه تارة فيروس مخلق شرد حين غفلة من مختبرات ووهان الصينية، وتارة جلبه الجيش الأمريكي خلال تدريب له في مدينة ووهان الصينية. لا مهلا، انه فيروس ظهر في الأسواق الرطبة تحديدا في سوق ووهان بعد أن أكل احدهم خفاشا، أو حلزونا أو ثعبانا مصابا. مهلا، انه ناتج عن تكنلوجيا الجيل الخامس من الاتصالات. 
ومن ثم من مكان نشأته إلى وقت ظهوره، هل ظهر في الصين في نوفمبر فعلمت به الأخيرة وأخفته؟ لماذا نهش في إيران وايطاليا قبل أن يلتهم اسبانيا وباقي دول أوروبا؟ لماذا استهانت به الإدارة الأمريكية لتعود وتواجهه بضراوة متكبدة خسائر جاوزت في كثير من الأحيان مجموع خسائر دول كثيرة. هل سيموت الفيروس في الصيف؟ لا انه فيروس لا يتأثر بالحرارة بدليل انه انتشر في دول ذات جو حار جاف كدول إفريقيا، بل انه يحب الحرارة والرطوبة!!!
انه فيروس لا يصيف الأطفال ولا الشباب، فهاتين فئتين ناقلتين له دون أن يترك فيهما أثرا مميتا. للكن مهلا فقد ظهرت حالات إصابة لدى شباب وأطفال أودت في بعض الأحيان إلى الوفاة. يقال انه يتحور بسرعة، فإصابتك به وشفاؤك منه لا تعني أن جسدك قد اكتسب مناعة ضده. مهلا يقال انه أنفلونزا موسمية حادة، لا تقلقوا، لكن لا تتحركوا من بيوتكم فشبح الموت قابع خلف الأبواب. 
هناك بروتوكول علاجي يعتمد على هيدروكسي كلوروكين، لكن بعد أيام احذروا فهذا البروتوكول خطير ويجب التوقف عن استخدامه على الفور. هناك عقار جاهز للاستخدام أعلنت عنه شركة أمريكية، مهلا فالعقار لن يكون في متناول العالم قبل العام القادم. 
كلما سبق ذكره هو غيض من فيض الفوضى والتخبط الذي عاشه العالم ولا زال فيما يخص هذه الجائحة التي أثبتت بما لا يقبل الشك أن أولويات البشرية جمعاء يجب أن تكون قيد المراجعة وإعادة التقييم كي لا تكون جائحة اليوم هي ابسط من ما يخفيه لنا المستقبل. وأخيرا فالثابت بكل ما ذكر هو أن هذا الفيروس سيستمر وعلى البشرية جمعاء أن تتعايش معه ـ فهو لن يختفي وكل ما بإمكاننا فعله هو أن نتقي شره إلى أن نجد منه مخرجا وله علاجا.