أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، خلال خطاب أمام ضباط كبار، مؤخرا، ما وصفه بـ"إنذار للقادة العسكريين" بشأن تصعيد محتمل في الضفة الغربية على خلفية عزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على البدء بتنفيذ مخطط ضم مناطق في الضفة لإسرائيل، بحلول مطلع تموز/يوليو المقبل.
ونقل المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الأربعاء، عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولهم إن "هذه طريقة رئيس أركان الجيش للقول ’كونوا مستعدين، فالتصعيد واقعي جدا". وكان نتنياهو قد كرر الإعلان، أول من أمس، أنه يعتزم فرض القانون الإسرائيلي في الضفة وغور الأردن في الأول من تموز/يوليو المقبل، وأنه "يوجد تاريخ محدد ولن نغيّره".
ووفقا لهرئيل، فإن أقوال كوخافي حول التصعيد المحتمل تتطرق إلى الضفة "وبقدر أقل لقطاع غزة"، لكن لم يتم حتى الآن تعزيز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة. وأضاف أن "الجيش يستعد لتطبيق خطط عسكرية بحلول تموز/يوليو، من أجل مواجهة احتمال تفجر العنف. وقسم من الخطط يشمل إمكانية تعزيز قوات بشكل كبير. وعقد كوخافي، أول من أمس، مداولات أخرى برئاسته، وجرى خلالها طرح سيناريوهات مختلفة".
وأشار هرئيل إلى أنه عشية جولة انتخابات الكنيست الثانية، في أيلول/سبتمبر الماضي، درس نتنياهو ضما أحادي الجانب لغور الأردن، لكنه تراجع عن ذلك في أعقاب تحذير كوخافي ورئيس الشاباك، ناداف أرغمان، من تبعات خطوة كهذه وفي مقدمتها المس باتفاقية السلام مع الأردن. وجاء تراجع نتنياهو حينذاك، أيضا على خلفية معارضة المستوى المهني، الذي يشمل كبار الموظفين في وزارتي الخارجية والأمن وضباط كبار.
ولفت هرئيل إلى أنه لم تجر حتى الآن مداولات شاملة، بمشاركة المستوى السياسي وقادة جهاز الأمن ووزارة القضاء حول التبعات الواسعة على العديد من المجالات في حال اتخاذ قرار بتنفيذ الضم.
وأعلنت السلطة الفلسطينية عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل احتجاجا على مخطط الضم. ونقل هرئيل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه "بالمقارنة مع فترات توتر سابقة، هددت السلطة فيها بوقف التنسيق الأمني، فإن انقطاع الاتصالات بين أجهزة أمن السلطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بارز أكثر من الماضي"، مضيفين أنه "على الرغم من أن أجهزة الأمن الفلسطينية ستعنى بشكل فوري بمعلومات حول مخرب يعتزم تنفيذ عملية مسلحة، لكنهم أوقفوا التعاون في مجالات أخرى، مثل نقل معلومات يحصلون عليها من خلال تحقيقات مع مشتبهين".
ولوحظ مؤخرا حدوث تراجع كبير في حملات الاعتقال الليلية المتواصلة ضد الفلسطينيين في الضفة، وعزا هرئيل ذلك إلى سببين. الأول يتعلق بمشاكل في التنسيق مع السلطة الفلسطينية، والثاني هو المتناع عن احتكاكات مع الفلسطينيين خلال عيد الفطر. وأضاف أنه تم إلغاء اقتحام قوات إسرائيلية إلى المناطق A في منطقة قلقيلية، "وعلى ما يبدو أن ذلك جاء إثر التخوف من احتكاك مع أجهزة أمن السلطة".
ونقل هرئيل عن المسؤول السابق في الشاباك عن القدس والضفة، أريك برفينغ، قوله إن السلطة الفلسطينية أخرجت، مؤخرا، أفراد شرطة فلسطينيين من مناطق توجد فيها إمكانية كبيرة لحدوث مواجهات بين قوات الجيش ومتظاهرين في الضفة، "ويبرز هذا في الخليل وأماكن أخرى. ويدرك الجمهور الفلسطيني أن إبعاد أفراد الشرطة يعني أن السلطة تعطي الشرعية لمواجهات مع الجيش الإسرائيلي".
وحذر قائد "الإدارة المدنية" التابعة للجيش الإسرائيلي، يوءاف مردخاي، والضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، ميخائيل ميلشطاين، في مقال نشر في موقع "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" الإلكتروني، من أن "تهديد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حقيقي أكثر من أي مرة سابقة ويعكس ضائقته الإستراتيجية"، وأن ذلك يأتي على خلفية أزمة اقتصادية شديدة في الضفة. وأضافا أنه "يوجد تخوف من مزيج قابل للاشتعال يتكون من إحباط الفلسطينيين بسبب تراجع ظروفهم الحياتية والأزمة السياسية، وخاصة على خلفية ’صفقة القرن’ ومخطط الضم الذي يطرحه نتنياهو".