لوكنت هنا فلربما قابلت الأَلْفُ من الشخصيات المرموقة والثقافية – ساسة وعلماء ، وايضا شباب متقلبي المزاج ، وكهولا منهمكين في طلب الرزق لأسرهم ؛ وحفنة من الصبية غير مبتهجين يلعبون هنا وهناك، وامهات قلقات يحضن اطفالهن بخوف وحب و توجس، و رجال كبار حكماء لا يريدون سوء ان يتركهم السادة بسلام بعيدا عن المختالين والمحتالين والمحتلين والمتسولين والمسؤلين ، وكل من يحاول التأثير في ما تبقى من شبه الحياة - حياتنا و أيامهم. ايضا عجائز حكيمات شاهدوا هذا كله.
و يا نور الاله حين يتلألأ على تلك الوجوه ، وحين تدور طواحين الكلام .. واي كلام؟ (فكره يا حماتي بلدك هربيا) ؟ .. بلا مقدمات يسطع نور الهي ويزداد كمن وقع لتو في حالة من الوجد والحب والتأمل الصوفي العميق ، انهم مولعين بحديث من ذكريات كلها حنين وشجون حزن والم ، وايضا دماء : ( طيب يا ابو حميد .. اتفضل ضيافة العيد) وبعد ان بدا عمل الة التفكير الضخمة ، وخصوصا عندما يكون الحديث مغلف بهموم كبيرة ثقيلة وعبرات ، الكل دفع ومازال ضريبة الفكر والعقول الكبيرة ! وايضا ضريبة الدم – شوف : نحن ليس مولعين بالحرب ، بالعكس نحن محبين للسلام ، فقط بعد ان يرحل اخر محتل ومجرم صهيوني عن ارضنا ... نعم لديهم بعض الميزات الكبرى ويبدو انهم جعلونا ضعفاء – بعض الشيء ، وربما يتمتعون بالكثير من الحيل والمؤامرات التي لا تنتهي ، فالرئس المدبرة واليد المدمرة التي تشعل المناطق المجاورة هم ، وقد امتلكوا التحكم بقوة وان يقرروا وقت الاشتعال ومكانه وقادرين على استغلال ذلك في صالحهم وامور اخرى قادمة !!
وظلوا خلالها اقويا مدة 72 عاما ، وان جعلوا قضيتنا هامشية ... نحن نقطة ضوء على شاشة الرادار العالمي ..كان وجودنا على مسرح العالم سابقا ، لكنهم وضعوا كل ذلك لخدمة اهداف كبيرة ، وبدعم من جيش همجي ، وقوات امن على احط مستوي من البربرية ، وبدعم غربي.. اقتصادي وسياسي وعسكري منقطع النظير ، لكنهم برغم من هذا كله مسكونين بخوف مستمرا - شيئا غامضا غير معروفا ! اشياء حيرت كل الدنيا وعجز امامه، كبار علماء النفس وعلماء التاريخ ، وحتى كبار علماء الاجتماع في العالم ، على ان يجدوا مفتاحا لفهم نفسية هؤلاء !! وفهم تاريخهم الحقيقي ان وجد ؟
انه احتلال بالكذب.. واساطير تاريخية لا تستند الى وقع او منطق ؛ ومن اكثر موضوعات التاريخ القديم التي يشوبها الغموض والارتباك والتضارب في النظريات والفرضيات ، هم وسيرتهم وتاريخهم ، فلا نكاد نجد مصدرا تاريخيا يسرد تريخهم ووقائع عصرهم ، الا وقد خالطه الوهم ، او دخله الخطأ او امتلا بالفرضيات التي يعتريها الشك وعدم اليقين .
انهم مملؤون بالمخاوف والقلق الدائم ، و يرجع ذلك الى عقدة الاضطهاد و اثارها المدمرة على الصحة العقلية والنفسية لهم ، واثار القهر قديما ، وتحول ذلك الى قلق دائما يجعلهم ، قساة خطرين علي نحو مضاعف ، وافتعالهم المعيب لكثير من الاحداث المأسوية في التاريخ ، واشعال الحروب المهلكة والكوارث ، ليس في بلادنا فقظ .. بل هنا البداية ... بداية الافتراس الفعلي ، لما تبقى من ارضنا ،افتراس جسدك ارضك زرعك املاكنا ، سرقوا كل شيء قتلوا كل شيء.. جمعوا ما استطاعوا جمعه – سرقة .. سطو مسلح مصحوبا بالإبادة بانتظام وبلا عواقب، يعثوا فسادا كبير الى ان اصبحوا اكثر فتكا .. طغاة بل طغمه.. همجية مهوسين بأعمال القتل المنظم ، فرع من نبت شيطاني غرس بيد الانجليز و الامريكان واخرين.
للتخلص من شرورهم بتلك البلاد، جاءوا ، بدافع السطو واعمال السرقة .. بسبب تشردهم بعد ان تم طردهم من دولهم ، لتعاملهم بما يتنافى مع وجبات المواطنة بتلك الدول ... دوافع طردهم معلومة للعالم والكل يعرف ايضا سوء سلوكهم وغرابة اطوارهم .. اذن جاءوا كي يهاجمون دولة مدنية من اقدم الحضارات في التاريخ ليحتلوها وليمحو هذه الحضارة ويطمسون معالم تقدمها .
بعد ان الاحق الضرر بالتضامن العربي وتقوية هذه العصابات الصهيونية ، وزيادة نفوذها وتدعيم هيمنتها وتغلغلها في الحياة العربية ، وانفرادها بالشعب الفلسطيني .. وأنطلقت هذه العصابات الأجرامية ليعيثوا الفساد في المدن والقرى الفلسطينية، ناشرين بذور فسادهم في الارض ، فلا يتورعون عن القتل والسرقة ويتلفون المحاصيل ، ويقتلون الناس .. حتى حيوانات الحقل قتلوها !! وعندما يتذمر القرويون يطلقون عليهم الرصاص ثم يضرمون النار في بيوت القرى !!
الي الان اسمع اصدا اصوت تذكرني، بعربات العصابات الصهيونية ، كانت تطوف بالمدن والقرى العربية، حاملة مكبرات الصوت وهى تحذر العرب من انهم ان لم يهاجروا فسوف يلاقون نفس مصير أهالي، دير ياسين .. اى القتل الفوري الجماعي والتمثيل بالجثث لدفع الاخرين الى الفرار وترك ديارهم واملاكهم. وكتبت لهم حياة الفاقة والظلم والظلام .
هؤلاء المتطرفون للغاية، بهيئاتهم الغريبة وسحناتهم المقلوبة وبنفوسهم المريضة ، وعقولهم الخاوية الا من الشر المطلق ، وبنزعتهم العدوانية للقتل عبارة عن حالات مرضية وتزمتهم هو تعويض عن خلال نفسي حاد وحرمان دفين ، ينطلق بلا وعى ليجد طريقه مندفعا في اهدار دم الاخرين ، بطريق تدميري سادي ، ليرجح كفة الموت على كفة حياة الابرياء ، فيقتلون عامدين متعمدين في كارثة ساحقة وكابوس ، في نزعة سادية - طاغية يشبعون رغبتهم المستبدة ، في الجشع وبهذا السلوك العدواني المدفوع بشعورهم بالذل والاضطهاد الأبدي ، فلا يرزح ضميرهم تحت وطاءة الشعور بالذنب ولا بافتخارهم المعيب بقتل الأبرياء !! من يفتخر بأنه قاتل ؟
هذه نبذه بسيطة جدا عن جرائم الصهيونية ، واحة الديمقراطية بوسط صحراء الشرق الاوسط القاحلة !!!
نهديها للمنبهرين ، بها وبالحضارة الغربية التي ما قامت الاعلى المعاناة البشرية وأشلاء الأبرياء... ولابد من نصر في النهاية.
هذا حديث مختصر له بقية. كل عام وانتى بالف خير وصحة يا ست الكل.