أكد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، نقلا عن مصادر وصفتهم الصحيفة بأنهم "مسؤولون في أجهزة استخبارات وخبراء في الشرق الأوسط ومطلعين على العمليات السرية الإسرائيلية والإيرانية"، أن إسرائيل هي المسؤولة عن هجوم السايبر الذي استهدف ميناء "الشهيد رجائي" الإيراني عند مضيق هرمز.
وأشارت التقرير - الذي أحد الصحافيين اللذين أعداه هو الصحافي ومحلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان – إلى أن هجوم السايبر ضد الميناء الإيراني كان محدودا وأحدث زحمة مرورية لشاحنات وتأجيل شحن بضائع، لكنه لم يسبب ضررا كبيرا وطويل الأمد. وحسب المصادر فإن رسالة إسرائيل من هذا الهجوم هي تحذير إيران من استهداف منشآت مدنية إسرائيلية، في إشارة إلى هجوم السايبر المنسوب لإيران واستهدف منشآت مائية وصرف صحي إسرائيلية، الشهر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن الخبراء "الضالعين في عملية صناعة القرار" قولهم إن اختراق حواسيب الميناء الإيراني كانت ردا مباشرا على هجوم السايبر ضد منشآت مائية إسرائيلية، الذي وُصف بأنه "فاشل"، فيما وصف المسؤولون في الاستخبارات الهجوم الإيراني بأنه "بائس". وحسب "الخبراء"، فإن البرنامج الإلكتروني الذي استخدم في الهجوم طوّره الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف المسؤولون في الاستخبارات أن القرار في إسرائيل كان في البداية عدم الرد على مهاجمة المنشآت المائية، لأن تأثيره كان ضئيلا حتى لو نجح. لكن بعد النشر عن الهجوم في وسائل الإعلام الإسرائيلية، دفع وزير الأمن، نفتالي بينيت، خلال الأيام الأخيرة لولايته في المنصب، نحو رد باستهداف منشآة مدنية إيرانية، وتسريب الأمر إلى وسائل إعلام دولية.
وكان بينيت قد صرح خلال مراسم مغادرته منصب وزير الأمن، أول من أمس، أن "الأخطبوط الإيراني يرسل أذرعه للالتفاف حولنا من كافة الجهات. والخطوة الصحيحة هي تعريف غاية واستهدافها وإضعاف إيران، رأس الأخطبوط، مصدر الإرهاب وممولته، كي يسحب أذرعه ويعود إلى البيت. وعلينا تكثيف الضغوط السياسية، الاقتصادية، العسكرية، التكنولوجية، والعمل في مجالات أخرى أيضا. وهذا ممكن".
وقال المسؤولون الاستخباريون للصحيفة الأميركية إن استهداف الميناء الإيراني في هجوم السايبر اختير عن قصد بحيث ألا يكون مركزيا، وبهدف تمرير تحذير بأن مهاجمة منشآت مدنية إسرائيلية لن يبقى من دون رد وأن هذا "خط أحمر".
وحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أمس، فإن إسرائيل هي المسؤولة على الأرجح عن هجوم إلكتروني استهدف ميناء "الشهيد رجائي"، في مدينة بندر عباس الإيرانية. وقالت الصحيفة إن عمل الميناء الإستراتيجي الإيراني في مضيق هرمز تعطل في ذلك اليوم بشكل مفاجئ جراء خروج الحواسيب المسؤولة عن الملاحة في المنطقة عن الخدمة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين ومسؤولين حكوميين أجانب لم تذكر أسماءهم، أن الاضطراب الذي وقع في التاسع من آذار/مارس الماضي، بأجهزة الكمبيوتر الإيرانية من المرجح أن يكون انتقاما لمحاولة هجوم إلكتروني استهدف في وقت سابق على أنظمة توزيع المياه في مناطق ريفية بإسرائيل.
وقال المدير العام لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية محمد راستاد، لوكالة أنباء إيلنا الإيرانية الأسبوع الماضي إن الهجوم الإلكتروني لم يخترق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمنظمة، واستطاع فقط التسلل إلى عدد من أنظمة التشغيل الخاصة وتدميرها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني حكومي أجنبي قوله إن الهجوم كان "عالي الدقة" وإن الأضرار التي لحقت بالميناء الإيراني كانت أكثر خطورة مما وصفته الروايات الإيرانية.