غزة: أطفال يواظبون على الدراسة رغم إغلاق مدارسهم بسبب مرض "كوفيد-19"

الإثنين 18 مايو 2020 09:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة: أطفال يواظبون على الدراسة رغم إغلاق مدارسهم بسبب مرض "كوفيد-19"



غزة / سما / (شينخوا)

 يفتقد أطفال في قرية صغيرة في قطاع غزة مقاعد الدراسة التي انقطعوا عنها منذ أكثر من شهرين ضمن التدابير الاحترازية لمنع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد -19).

لذلك يتجمع الأطفال يوميا في قرية "المغراقة" داخل غرفة ضيقة من الصفيح لمراجعة الدروس على أمل أن تنتهي أزمة مرض كورونا الجديد قريبا ويتم استئناف أنشطة المدارس كالمعتاد.

وتتولى الطفلة فجر حميد (13 عاما) منصب الأستاذة في الدروس اليومية لأقرانها داخل الغرفة التي تحولت إلى فصل دراسي يكفي لاستيعاب حوالي 20 طفلا في كل فترة دراسية.

وتستخدم حميد أحد أبواب خزانة ملابس قديمة لتكون السبورة التي تكتب عليها الدروس.

وهي تقدم دروسا للأطفال من الصف الأول حتى السابع على فترتين، تشمل أساسيات اللغة العربية وبعض المناهج التعليمية الأخرى مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية.

وتقول حميد: إن طول فترة الغياب عن المدارس قد تؤثر سلبا على احتفاظ الطلاب بالمعلومات التي حصلوا عليها مسبقا.

وتضيف أنهم يحاولون البقاء على اتصال مع أجواء الدراسة وعدم نسيان الدروس في ظل استمرار إغلاق المدارس.

وتم إغلاق المدارس والجامعات ضمن فرض حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية منذ مطلع مارس الماضي على إثر اكتشاف أول إصابات بمرض فيروس كورونا الجديد في مدينة بيت لحم.

وسجل قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة في 22 مارس الماضي اكتشاف أول حالتي إصابة بمرض فيروس كورونا الجديد لاثنين من المسافرين العائدين من باكستان.

وبلغ عدد الإصابات في قطاع غزة حتى الآن 20 حالة تماثل غالبيتهم للشفاء.

وتعتبر قرية المغراقة، من القرى المهمشة في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ منتصف العام 2007.

وتبلغ مساحة القرية حوالي 3260 دونماً، ويقطنها حوالي 8500 نسمة، يعاني غالبيتهم من الفقر ويعتمدون على تلقي المساعدات الغذائية الحكومية ومن ومنظمات دولية.

ولا يوجد في القرية سوى مدرسة واحدة.

وبحسب حميد، يضطر الأطفال للوصول إلى المدرسة سيرا على الأقدام لمسافة تزيد عن كيلو متر ونصف على الأقل للالتحاق بصفوفهم الدراسية.

وتشير إلى أن فترة وجود الطلاب لفترة طويلة في المنزل في ظل إغلاق المدارس، أثرت سلبا على وضعهم النفسي حيث إنه يغلب على كثير منهم مظاهر العنف واللعب في الشوارع بشكل مستمر.

وتستخدم الطفلة حميد أساليب تعزيز وتشجيع للأطفال حي يلتزموا بصفوفهم الدراسية، من خلال شراء قطع من الحلوى من مصروفها اليومي لهم وتوزيعها عليهم كجوائز رمزية لهم على تفاعلهم الإيجابي خلال الحصة الدراسية.

إضافة إلى ذلك، تعتمد حميد على منح طلابها فرصة للتعبير عن مشاعرهم من خلال حصة الفنون والرسوم، وذلك بتوزيع الألوان والأوراق البيضاء عليهم من أجل يرسموا عليها.

من جانبها، تلتزم الطفلة لمى الشوربجي (9 أعوام) بحضور جميع الحصص الدراسية التي تقدها صديقتها فجر، حيث تتفاعل باستمرار مع معلمتها الصغيرة وتشارك في الإجابة على أسئلتها.

وتقول الشوربجي إنها تنتظر بفارغ الصبر كي يحل الصباح لتذهب إلى صفها الجديد، خاصة أنه قريب من منزلها ولن تضطر للسير مسافة طويلة كي تصل إليه.