يسعى وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، إلى سحب قوّات بلاده من قوات حفظ السلام الدوليّة في شبه جزيرة سيناء المصريّة، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مساء أمس، الخميس.
ووفقًا للصحيفة، فإنّ هذه الخطوة تلقى معارضة إسرائيليّة ومن وزارة الخارجيّة الأميركيّة.
ويبلغ عدد القوات الأميركيّة في سيناء 400 جندي، وتشارك في المعارك ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش")، المعروفة باسم "ولاية سيناء"، والتي تحوّلت إلى واحدة من أكبر معاقل التنظيم من تحرير المناطق الخاضعة لسيطرته في سورية والعراق.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين لم تسمّهم أنّ إسبر يعتقد أنّ "الجهود العسكريّة الأميركيّة في شمالي سيناء ليست الأفضل لناحية استغلال موارد الوزارة، ولا تستحقّ المخاطرة بالقوات الموجودة هناك".
بينما قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركيّة إنّ سحب القوات من سيناء يأتي ضمن تخفيض الإنفاق العسكري للولايات المتحدة حول العالم.
وذكرت الصحيفة نفسها، أمس، الخميس، أنّ الولايات المتحدة الأميركيّة بدأت بسحب 4 بطاريات صواريخ دفاع جوي من طراز باتريوت وسربي طائرات مقاتلة من السعوديّة.
ووفقًا للصحيفة، فإن الولايات المتحدة دفعت بهذه القوات إلى السعوديّة، خشية من تعرّض الأخيرة لهجوم إيراني، عقب استهداف منشأتي "آرامكو" في أيلول/سبتمبر الماضي، في الهجوم الذي تبنّاه الحوثيّون، لكن مسؤولين أميركيين اتهموا إيران بالوقوف خلفه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة سحبت عشرات من عسكرييها من السعودية، وأنها تبحث تخفيض انتشارها البحري في مياه الخليج.
ووفقًا للصحيفة، فإنّ القرار الأميركي استند إلى تقديرات البنتاغون بأن إيران "لم تعد تشكّل تهديدًا إستراتيجيًا" على الولايات المتحدة.
وتأتي هذه التطورات بعدما هدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، بفرض عقوبات عسكريّة عليه إن لم يخفّض إنتاج السعودية من النفط ما يضع حدًا لتراجع أسعاره وينهي "حرب الأسعار" مع روسيا.
وذكرت وكالة "رويترز"، الخميس الماضي، أنّ العقوبات التي هدّد بها ترامب على شكل سحب للقوات الأميركيّة من السعوديّة.
وبحسب ما نقلت "رويترز" عن 4 مصادر على اطّلاع على الموضوع، فإنّ ترامب أبلغ بن سلمان أنه إن لم تخفّض "أوبك" إنتاجها للنفط، فستمنع عن عرقلة قرار في الكونغرس لسحب القوات الأميركية من السعوديّة.
وهذه أوّل مرّة، بحسب "رويترز"، يهدّد فيها رئيس أميركي بإنهاء التحالف الإستراتيجي بين السعوديّة والولايات المتحدة، المستمرّ منذ 75 عامًا. لكنّ هذا التهديد آتى أكله عبر إعلان السعوديّة، بعد التهديد بعشرة أيام، خفض إنتاجها من النفط ضمن اجتماع أوبك+، مطلع نيسان الماضي.