تبنت وزارة الصحة الإسرائيلية، توصيات فريق التعامل مع الأوبئة التابعة لنقابة الأطباء الإسرائيلية حول حث المواطنين على عدم استخدام القفازات الطبية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، فيما أكد الفريق أن ارتداء القفازات المطاطية قد يشكل ضررًا عوضا عن منع انتقال الفيروس.
ولفتت هيئة البث الإسرائيلي ("كان")، في نشرتها المسائية اليوم، الثلاثاء، إلى أن فريق التعامل مع الأوبئة أكد أن الدراسات لم تثبت أن الفيروس ينتقل عبر الأسطح الملوثة، وبالتالي ليس لاستخدام القفازات أي فائدة؛ كما أشار الفريق إلى أن القفازات في هذه الحالة قد تتحول إلى أداة لتجمع البكتيريا والفيروسات، لذلك لا يجب ارتدائها في الأماكن العامة، بخلاف الطاقم الطبي.
وعلى صلة، اعتبر المستشار الطبي البروفسور دان أدركا، الذي يقدم استشارات لوزارة الصحة ورئيس الحكومة الإسرائيلية في ما يتعلق بسبل الوقاية من انتقال العدوى، أن توصية وزارة التعليم، بعدم إلزام طلاب المراحل الدنيا الذين عادوا إلى مقاعد الدراسة بداية الأسبوع الجاري، بارتداء الكمامات الواقية قد تشكل خطرا على صحتهم العامة.
واعتبر أدركا أنه حتى إذا تمت تهوية الفصل الدراسي باستمرار وعلى نحو دائم، فإن خطر العدوى بدون أقنعة يبقى مرتفعًا. وبناء على توصية المستشار الطبي، لفتت "كان" إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير التعليم، رافي بيرتس، سيناقشان الأمر، فيما أكد بيرتس للقناة أن الوزارة ستنصاع لرغبة الطواقم الطبية، وستلزم التلاميذ بارتداء الكمامات.
موجدة ثانية أشد وطأة؟
على الرغم من التسهيلات على القيود المفروضة للحد من انتشار كورونا التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية وأعلن عنها نتنياهو أمس، فإن "الهيئة الوطنية للطوارئ" التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية أعربت عن قلقها من تجدد انتشار الفيروس في موجة ثانية مع بداية فصل الخريف المقبل واستمرارها حتى بداية فصل الشتاء.
ووفقًا لتوقعات الهيئة، فإن الموجة الثانية من تفشي الوباء ستبدأ في أيلول/ سبتمبر وستنتهي في كانون الأول/ ديسمبر المقبلين، حيث سيصل العدد التقديري للمرضى إلى عشرات الآلاف، وسيستوجب ذلك نقل آلاف المرضى إلى المستشفيات ما قد يؤدي إلى وفاة عدد قد يقدر بين المئات إلى بضعة آلاف من المرضى.
وقدرت الهيئة أن المؤسسات الحكومية وأجهزة الدولة ستجد صعوبة في التعامل مع الموجة الجديدة من تفشي الوباء في مراحلها الأولى. ونتيجة لذلك، يحثون الحكومة على الاستفادة من فترة "الراحة النسبية" بين الموجتين لمضاعفة في قدرات الأجهزة الصحية في ما يتعلق بعدد أجهزة التنفس الاصطناعي ورعاية المرضى.
وعلى الرغم من هذه التقديرات، ذكرت "كان" أن وزارة الصحة ألغت معاملة استيراد 3500 جهاز تنفس اصطناعي من أصل 15000 جهاز تعمل الحكومة على استيرادها. والسبب الذي قدمته الوزارة هو أنه ليس هناك حاجة إلى هذا العدد الكبير من الأجهزة في ظل تباطؤ انتشار الوباء.
يذكر أنه في المراحل الأولى لأزمة كورونا، حدد نتنياهو هدفًا لجهاز الصحة بتوفير 7000 جهاز تنفس اصطناعي، علما بأن وزارة الصحة كانت قد طالبت بتوفير 5000 جهاز، وأوضح المصدر أن هناك بالفعل حوالي 3000 جهاز تنفس في إسرائيل، لهذا السبب قررت الوزارة إلغاء استيراد 3500 جهاز، وتوفير 380 مليون شيكل.
من جانبه، عبّر مدير المشتريات في وزارة الأمن الإسرائيلية، المنوط به شراء وتوفير الأجهزة، عن دهشته من قرار الوزارة إلغاء استيراد 3500 جهاز، وشدد على أنه طالما "مجلس الأمن القومي التابع لمكتب رئيس الحكومة لم يصدر توجيهات للجيش بعدم ضرورة استيراد الأجهزة، فإن عمليات الاستيراد ستستمر. يشار إلى أنه لا يوجد طواقم طبية في إسرائيل مؤهلة بتشغيل كل هذا العدد من الأجهزة، كما أن تقديرات وزارة الصحة تؤكد أنه لم يعد هناك حاجة لتوفير هذا العدد الكبير من الأجهزة.
معركة على تطعيمات الإنفلونزا الموسمية
وفي سياق متصل، أشارت القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن انتشار جائحة كورونا أثارت مخاوف المسؤولين في جهاز الصحة بشأن انتشار الإنفلونزا الموسمية في الشتاء المقبل، ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى الشروع بالاستعدادات لذلك، واستيراد أكثر من ثلاثة ملايين تطعيم (لقاح)، في ظل الطلب العالمي المتزايد على هذه التطعيمات، مما قد يصعب على الحكومة الإسرائيلية الحصول على الكمية المطلوبة منها.
ولفتت القناة إلى أن الحكومة الإسرائيلية اشترت خلال السنوات الثلاثة الماضية حوالي مليوني وثلاثمائة ألف لقاح ضد الإنفلونزا، غير أن الكمية لم تكف خلال الشتاء الأخير في ظل الإقبال المرتفع على تلقي التطعيمات. وفي الشتاء المقبل، من المتوقع أن يدفع الذعر الناتج عن أزمة كورونا عددا أكبر من الأشخاص في جميع أنحاء العالم لتلقي تطعيمات الإنفلونزا. لهذا السبب طلبت إسرائيل حاليًا ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف لقاح ضد الإنفلونزا - حوالي مليون لقاح أكثر من العام الماضي.
ولفتت القناة إلى تصاعد الطلب العالمي على اللقاحات ضد الإنفلونزا الموسمية، ما قد يؤدي إلى منافسة شديدة بين الدول حول العالم على اقتناء اللقاحات، علما بأن إسرائيل سجلت العام الماضي، تلقي 24% من المواطنين فقط التطعيمات ضد الإنفلونزا التي قد تكون قاتلة في كثير من الأحيان، خصوصا عند إصابة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.