اعتبرت مؤسسة "حرية نيوز" أن صفحات "المنسق" التابعة لما يسمى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية مصيدة حقيقية لبعض الفلسطينيين، حيث استغلت هذه المؤسسة الاحتلالية بتطور التكنولوجيا والانفتاح العالمي الذي أحدثته لتطوير أساليب الاحتلال الإسرائيلي وأذرع جيشه ووحداته في التجسس على المواطنين الفلسطينيين ومراقبتهم وتتبُّع أخبارهم.
وقال تقرير بهذا الصدد إنه "مع اشتداد سطوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية السيئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ بفعل الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته، تزداد حاجة الفلسطينيين للمساعدة في قضاء متطلباتهم واحتياجاتهم الأساسية، مثل العلاج وتصريح العمل والسفر وغيرها، فيستغل الاحتلال حاجاتهم الإنسانية، والتي تصل إلى المقايضة والابتزاز عبر صفحاته الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الناطقة بالعربية".
وأورد التقرير تصريحاً لأحد الباحثين الحقوقيين بالشأن الأمني، جاء فيه: "إن الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة مخابراته تستخدم وسائل متنوعة لإسقاط الفلسطينيين، ومنها صفحة "المنسق" التي تعمل على تنسيق أعمال حكومة الاحتلال بالأراضي الفلسطينية، إضافة إلى صفحات ضباط مخابرات معلن عنها بشكل رسمي".
وأضاف: إن بعض المواطنين يتواصلون مع هذه الصفحات عبر الرسائل الخاصة لطلب تصاريح عمل أو للسماح لهم بالخروج عبر المعابر التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال أو لتلقي العلاج، وغيرها من القضايا الإنسانية التي يتحكم بها الاحتلال.
وأوضح أن جهاز الأمن العام للاحتلال الإسرائيلي (الشاباك) هو من يدير هذه الصفحات، ويستغل الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين من أجل دفعهم للتخابر معه والحصول عن معلومات تكون في البداية بسيطة من الشخص الذي يتواصل معهم مقابل تلبية حاجته، ثم تزداد خطورتها دون أن يشعر، محذراً من أن المعلومات التي يقدمها الشخص تصبح وسيلة ابتزاز لاحقاً، يهدده فيها ضباط الشاباك بفضح تعاونه معهم إذا لم يتواصل عمله لصالحهم.
وشدد على أنه خلال الفترة الأخيرة، أخذ "الشاباك" ينتحل صفة جمعيات خيرية ويتواصل مع الأسر الفقيرة بزعم تقديم مساعدات إنسانية، ومن خلال ذلك يعرض ضباط المخابرات تقديم المساعدة للشخص الذي يتواصلون معه، ظاناً أنه يتواصل مع جمعية خيرية، لكن في النهاية يكتشف أنه كان يتواصل مع ضباط مخابرات، وعند ذلك يتم تهديده بفضحه إذا رفض التعاون معهم.