شعلة سبت النور تنشر أضواء قيامة المسيح على منازل المواطنين برغم "كورونا"

الأحد 19 أبريل 2020 12:02 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شعلة سبت النور تنشر أضواء قيامة المسيح على منازل المواطنين برغم "كورونا"



رام الله / سما /

كانت ساحة المهد التي تقابل الكنيسة الساحرة التي ولد في مغارة بداخلها السيد المسيح عليه السلام قبل ألفي عام وعقدين من الزمن في هذه الأيام، وتحديداً يوم سبت النور، تعج بآلاف الحجاج والمؤمنين من المدينة ومن أصقاع الأرض بانتظار النور المقدس قادماً من القدس المحتلة، ولكن هذا العام كانت الساحة خالية تماماً من المواطنين والحجاج حول العالم، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس "كورونا"، فأُغلقت البلاد أمام القادمين من أنحاء العالم، وبقي المحتفلون بعيد الفصح حسب التقويم الشرقي في بيوتهم.

أما الكنيسة المغلقة أمام روادها منذ أكثر من 45 يوماً بفعل هذه الجائحة، فكانت تزخر بأصوات المؤمنين وصلواتهم، واليوم لم يكن بداخلها إلا عدد قليل من المطارنة والرهبان ليقيموا الشعائر بعيداً عن آلاف المحتفلين.

وأكثر ما كان يميز احتفالات استقبال سبت النور وجود آلاف من الحجاج الأقباط القادمين من مصر، الذين حرصوا على أن يكونوا في القدس وبيت لحم، ويقيموا احتفالات شعبية مميزة، إذ يُشعلون الشعل ويغنون ويبثعون بصورهم عن أجواء ساحة المهد مباشرة إلى أحبائهم في مصر، وكان قد عبر العديد منهم في العام الماضي عن سعادتهم الغامرة ودهشتهم لأجواء العيد الأخاذة، وقال مانويل لطفي من منطقة الصعيد إنه سوف يأتي كل عام هنا إلى بيت لحم لما شاهده من أجواء فرح وسعادة لا توصف.

ولا شك، بحسب داود عيسى، أحد الأدلاء السياحيين، أن هذا الحاج وكافة الحجاج، تحديداً من أقباط مصر الذين حُرموا من المجيء هذا العام، جراء انتشار الوباء، حزينون لهذا الوضع الذي يعمّ العالم أجمع، واضطروا ان يقضوا العيد في منازلهم حتى بعيداً عن كنائسهم، ولكن كل المؤمنين وعامة الناس في المعمورة لم يفقدوا الأمل بأن ينتهي هذا الكابوس في أسرع وقت ممكن حتى تعود الحياة إلى مجاريها.

من جانبه، قال الأب عيسى مصلح، راعي طائفة الروم الأرثوذكس، الذي أقام الصلوات داخل كنيسة المهد: إن الاحتفالات هذا العام قد أُلغيت بطابعها الشعبي والتجمعات الكبيرة، ولكن الصلوات لم تُلغَ وإن كانت مقلصة، والاحتفال بالعيد أيضاً لم يُلغَ، بل اقتصر على أضيق نطاق، فسيُحيي المواطنون العيد في منازلهم، ولن تمنعهم "كورونا" من القيام ببعض العادات، كتلوين البيض وصنع المعمول وبقية حلويات العيد والمعايدة عبر الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافةً إ لى أن حراك "شباب كنيسة المهد" قاموا بواجبهم بعد الحصول على أُذونات باستلام النور المقدس القادم من القدس، وقاموا بتوزيعه على منازل المواطنين في مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور ومحيطها، والذين استلموه ليُشعلوا به داخل منازلهم الفوانيس التي تعمل على الكاز، حيث تستمر الشعل داخل المنازل ثلاثة أيام بحسب عادات هذا العيد، وهذا بحد ذاته تعبير عن العيد وفرحته وأهميته، ونحن نتمنى أن تزول هذه الجائحة في أسرع وقت ممكن لنعود إلى حياتنا الطبيعية، ولذا فإن الأمل والصبر هما مصدر الفرح والفرج معاً.

من جانبه، قال إلياس غطاس، من بيت ساحور: إن العيد لن يفقد قيمته ومعانيه ومكانته بصرف النظر عن الظروف الصعبة التي مر مثلها علينا نحن أبناء الشعب العربي الفلسطيني، فقد كان الاحتلال يمنع التجول أياماً طوالاً، ويفرض الحصار المشدد، ومع ذلك كنا نقوم بممارسة تقاليد العيد وحسب الإمكانيات.

وأضاف: "نحن نشعر بالفرح بشكل كبير، لاأنا نعرف أن هذا الفيروس لا بد أن يزول، ومن جهةٍ أُخرى فإن الوضع فيما يتعلق بانتشاره في بلادنا يُبشر بخيرٍ بعد إجراءات تمدده وانتشاره، ولدينا أمل كبير بأن يخرج شعبنا سالماً من هذه الجائحة بأقل الخسائر.

وجال حراك "شباب كنيسة المهد" بالنور المقدس، ومعهم دوريات للشرطة الفلسطينية التي أشرفت على توزيع النور إلى كافة المنازل.