أعلنت إيران، اليوم الثلاثاء، عن 54 وفاة ناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، خلال الساعات الـ24 الماضية، في أعلى حصيلة خلال يوم واحد منذ ظهور وباء كوفيد-19 في البلاد، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء.
وبذلك، يرتفع عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في إيران إلى 291، بحسب ما أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور خلال مؤتمر متلفز، مضيفا أنه تم تأكيد 881 إصابة جديدة.
وقالت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، إن رقم الوفيات الذي أُعلِن عنه اليوم في إيران، يمثل زيادة بنسبة 18 ٪ في الوفيات مقارنة باليوم السابق.
نطاق حظر السفر يشمل جميع أنحاء إيطاليا
على صلة، وسّعت الحكومة الإيطالية، اليوم الثلاثاء، إجراءات الحجر الصحي لتشمل البلد بأسره في محاولة لإبطاء أسوأ تفش لفيروس كورونا في أوروبا.
وكان رئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبي كونتي، قد مهّد لهذا المرسوم بمؤتمر صحافي عقده في مقرّ الحكومة مساء أمس الإثنين، ودعا خلاله مواطنيه إلى "ملازمة منازلهم".
وبلهجة حازمة قال كونتي: "سأوقّع مرسوما يمكن تلخيصه بالآتي: ألازم منزلي. لن تعود هناك منطقة حمراء في شبه الجزيرة (...) إيطاليا بأسرها ستصبح منطقة محميّة".
وأضاف: "لم يعد هناك وقت لإهداره. الأرقام تخبرنا أنّ هناك ارتفاعا كبيرا في أعداد المصابين وفي أعداد الراقدين في المستشفيات في أقسام العناية الفائقة وللأسف في أعداد الموتى أيضا. علينا أن نغيّر عاداتنا. عليها أن تتغيّر الآن".
وأوضح كونتي أنّه لهذا السبب "قررت أن أعتمد فورا إجراءات أكثر قسوة وأشدّ فعالية"، مشدّدا في الوقت نفسه على أنّ هذه التدابير لن تشمل "الحدّ من وسائل النقل المشترك، وذلك لضمان استمرارية" النشاط الاقتصادي في البلاد "ولتمكين الناس من الذهاب إلى أعمالهم".
وبذلك باتت إيطاليا، العضو في مجموعة السبع، أول دولة في العالم تعمم الإجراءات المشددة جدا في محاولة لوقف انتشار الفيروس. وهي ثاني دولة في العالم بعد الصين من حيث عدد الإصابات والوفيات بكورونا المستجدّ، إذ سجّلت البلاد أكثر من تسعة آلاف مصاب بينهم 463 توفوا جرّاء الفيروس، بحسب حصيلة جديدة صدرت مساء الإثنين.
ويشبه هذا الإجراء ما قامت به الصين في مقاطعة هوباي التي بدأ انتشار الفيروس فيها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي وجرى فرض طوق صحي على 56 مليونا.
وتشمل الإجراءات، التي أعلنها كونتي؛ توسيع خطوات اتُخذت بالفعل في منطقة لومبارديا الغنية بشمال البلاد وأجزاء من الأقاليم المجاورة وتضيق الخناق على التنقلات.
وكتب كونتي في "تويتر" مشجعا الناس على تحمل المسؤولية الشخصية وقال: "مستقبل إيطاليا في أيدينا. دعونا كلنا نؤدي دورنا ببذل شيء من أجل الصالح العام".
وأمرت السلطات الناس بعدم التنقل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة على أقل تقدير إلا لأغراض العمل أو الاحتياجات الصحية أو الطوارئ، وباستثناء ذلك عليهم البقاء في منازلهم. ويتعين على أي شخص يقرر التنقل ملء استمارة يعلن فيها مبرراته ويحملها معه.
وحُظرت التجمعات الكبيرة والأحداث المقامة في الهواء الطلق ومنها الأحداث الرياضية وأصبح يتعين على المطاعم والحانات إغلاق أبوابها الساعة السادسة مساء وستظل المدارس والجامعات مغلقة حتى الثالث من أبريل نيسان.
وانتشرت في الصحافة الإيطالية عناوين من قبيل؛ "الجميع في المنزل" و"كل شيء مغلق"، وكتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" عنوانا يقول: "إيطاليا كلها مغلقة الآن".
وفي الصباح الباكر بدت شوارع روما أهدأ من المعتاد على نحو مخيف حيث تحركت السيارات بحرية في الشوارع التي عادة ما تشهد تكدسات مرورية كبيرة، في أجواء مماثلة للجو العام في مدينة ميلانو العاصمة المالية للبلاد والتي تطبق قيودا أكثر صرامة.
ويمكن للمتاجر أن تظل مفتوحة طالما حافظ الزبائن على مسافة متر على الأقل تفصل بينهم.
واتُخذت هذه الإجراءات بعد أن أظهرت أحدث البيانات استمرار تزايد انتشار فيروس كورونا حيث بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة في إيطاليا 9172 حالة حتى يوم الاثنين إلى جانب 463 حالة وفاة لتسجل البلاد بذلك ثاني أعلى مستوى وفيات في العالم بعد الصين.
النمسا تغلق حدودها مع إيطاليا
وفي خطوة مثيرة لمنع انتقال فيروس كورونا إلى الشمال، قال المستشار النمساوي، سيباستيان كورتس، إن البلاد منعت المسافرين من إيطاليا من الدخول.
وصرح كورتس أنه سيتم استثناء أولئك الذين يحملون ملاحظات طبية وأن السلطات ستساعد في إعادة النمساويين من إيطاليا.
وأوقفت مالطا جميع الرحلات الجوية من وإلى إيطاليا. وأصدرت النمسا وبريطانيا وأيرلندا نصائح سفر لإيطاليا في ما يبدو أن الإغلاق الاستثنائي لمكافحة فيروس كورونا المستجد في البلاد سيعزلها من الداخل والخارج.
وأعلن رئيس الحكومة المالطية، روبرت أبيلا، أنه حتى إشعار آخر سيتم تعليق الرحلات الجوية من إيطاليا وإليها ولن يسمح للسفن القادمة من إيطاليا بالرسوّ، إلا إذا كانت تحمل بضائع أو أغذية أو أدوية.
وقال أبيلا إن سفينة الرحلات البحرية "إم إس سي غرانديوسا"، التي كان من المقرر أن ترسو في مالطا اليوم الثلاثاء، لن يُسمح لها بالدخول لأنها جاءت للتو من باليرمو الإيطالية.
رئيس البرلمان الأوروبي يعزل نفسه احترازيا بعد زيارة إيطاليا
وفي سياق ذي صلة، قال رئيس البرلمان الأوروبي، ديفيد ساسولي اليوم الثلاثاء، إنه وضع نفسه في عزلة بمنزله في بروكسل كإجراء احترازي بعد أن سافر إلى إيطاليا.
وأضاف ساسولي الذي يحمل الجنسية الإيطالية في بيان: "سيواصل البرلمان العمل وأداء واجباته. لا يمكن لفيروس أن يقف في طريق الديمقراطية"، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.
وقال مسؤول إن البرلمان الأوروبي قرر يوم الإثنين تقليص اجتماعه الشهري بسبب مخاوف من إمكانية انتشار فيروس كورونا وسط مئات المشرعين الموجودين في مكان واحد.
وكان من المقرر أن تنعقد الجلسة بكامل هيئة البرلمان في مدينة ستراسبورج الفرنسية لكنها ألغيت بسبب مخاوف من أن يزيد السفر إلى هناك مخاطر انتشار الفيروس.