تشير التوقعات إلى أن إسرائيل ستشهد أزمة غير مسبوقة في السياحة الوافدة والمغادرة بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، بعد إيقاف الرحلات الجوية إلى الشرق الأقصى، وإلغاء مئات آلاف السياح الأجانب زيارتهم إلى إسرائيل، فيما تعمل شركات السياحة والطيران على تقليص الأضرار وتطرح رزم سياحية مخفضة في محاولة لإنقاذ موسم السياحة بحلول عيد الفصح اليهودي وأشهر الصيف، وفقا لتقرير نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "ماكور ريشون" اليوم، الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن المحاضر والخبير الإسرائيلي في السياحة والطيران، يهودا زفراني، قوله إنه "إذا لم يكن فيروس كورونا من ورائنا في غضون شهرين، فإن فرع السياحة والطيران في إسرائيل سيشهد أكبر أزمة في تاريخه"، لافتا إلى أن هذا الفرع في إسرائيل تكبد حتى الآن خسائر تزيد عن مليار شيكل.
وأضاف زفراني أنه "في العام 2003، عندما انتشر فيروس السارس، وهو الوباء الأقرب لما نشهده اليوم، بلغ الضرر الاقتصادي العالمي 40 مليار دولار. ونحن اليوم في واقع آخر تماما، لأن الصين انفتحت بالكامل على العالم وهي هامة جدا لحركة السياحة كلها. واليوم، ألحق كورونا أضرارا بفرع السياحة وحده 30 مليار دولار. وفي تقديري أنه إذا استمرت هذه الأزمة فإن الأضرار ستتجاوز الـ100 مليار دولار بالنسبة للسياحة والـ500 مليار دولار في الاقتصاد العالمي. وهذه أرقام يصعب تخيلها لأنه لن يتضرر عالم السياحة فقط وإنما جوانب أخرى كثيرة".
ووفقا للمعطيات، فإن العام 2019 سجل رقما قياسيا في السياحة الوافدة إلى إسرائيل، وبلغ عدد السواح 4.5 مليون وبلغ مجمل الدخل من ذلك قرابة 22 مليار شيكل. وكانت التوقعات للعام 2020 الحالي أن قرابة ربع مليون سائح صيني سيصلون إلى البلاد.
وأكد زفراني أن "هذا لن يحدث. وهذا عام ضائع من ناحية السياحة الصينية، لأنه لا يتم تنظيم المجموعات السياحية بين ليلة وضحاها وإنما يستغرق ذلك أشهرا طويلة للتحضير لسنة قادمة". ويتابع العاملون في فرع السياحة وتيرة انتشار كورونا ويأملون بأن يتوقف مع ارتفاع درجة الحرارة.
من الجهة الثانية، فإن الفنادق الإسرائيلية تواجه أزمة وهناك آلاف الغرف الشاغرة. وتحاول الفنادق التغطية على ذلك بجذب نزلاء من إسرائيل من خلال خفض الأسعار.
وفيما يتعلق بالسياحة المغادرة، أعلنت شرطة الطيران الإسرائيلية "يسرائير"، أول من أمس، عن تراجع بنسبة 50% في عدد حجوزات رحلات طيران ورزم السياحة من إسرائيل، في الأشهر القريبة وإلى جميع الوجهات، خاصة بسبب "التخوف النفساني" من عدوى في المطارات والطائرات.
وفي محاولة لتقليص الأضرار، شرعت شركات الطيران الإسرائيلية، "إل عال" و"أركياع" و"يسرائير"، بحملات تسويق لبيع تذاكر طيران ورزم سياحية، الآن ولأشهر الصيف المقبل.
وقال نائب مدير عام التسويق في "يسرائير"، غيل ستاف، إن "القصة هي أننا في عالم انعدم فيه اليقين، وشركات الطيران تحاول تقليصه بواسطة إمكانية الإلغاء. وكلما مر الوقت وكورونا لا يختفي نشعر بهذا التباطؤ. وفرضيتنا في العمل حاليا هي أننا نأمل ونتوقع وحتى أننا نصلي كي يكون كورونا من ورائنا بعد شهر أو ما شابه، ونعود إلى المجرى الاعتيادي للأمور. ولو كان هناك اعتقاد بأن كورونا سيستمر بالانتشار، لعملت الشركات من أجل تقليص الأضرار وألغت رحلات جوية مستقبلية. ونشهد الآن ردود فعل موضعية بالأساس لمجمل شركات الطيران".