طلاب جامعة بير زيت في الطليعة..د.عبد الستار قاسم

الإثنين 24 فبراير 2020 11:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
طلاب جامعة بير زيت في الطليعة..د.عبد الستار قاسم



اعتادت فلسطين في سنوات ما قبل السلطة الفلسطينية على شهامة وشجاعة ووطنية وانتماء جامعة بير زيت، ودفاعهم عن القضايا الوطنية، ووقوفهم بقوة وبأس في مواجهة التطورات التي تمس القضية الفلسطينية وشعب فلسطين. طالما تعرض شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة بأزمات حادة، ومؤامرات ثقيلة تهدف للنيل من عزيمتنا ومن مكانة القضية الفلسطينية في النفوس وعلى المستويين العربي والعالمي. ولم يكن طلاب جامعة بير زيت يتوانون عن القيام بواجبهم الوطني والتصدي لكل ما من شأنه الاستهتار بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. دائما كان طلاب جامعة بير زيت في الطليعة وتحملوا دائما التضحيات المصاحبة لسعيهم في الحفاظ على القضية عنوانا لقمة الأزمات على المستوى العالمي.كان طلاب جامعة بير زيت في الطليعة، ونشاطاتهم كانت دائمة ملهمة لطلاب الجامعات الفلسطينية الأخرى التي لم تكن تتخلى عن دورها في دعم بير زيت والسير معها في تبني القضايا الوطنية.

تراجع دور الطلاب بعد إقامة السلطة الفلسطينية لأسباب عدة، لكن طلاب بير زيت استمروا في المحافظة على أنفسهم كمجسات فلسطينية للانحرافات الوطنية ونشاطات التفريط بالثوابت الفلسطينية. إنما بصورة عامة، تراجع دور الطلاب عموما، وتراجعت همم طلاب جامعة بير زيت. وقد سبق أن كتبت أكثر من مقال أسألهم فيها عن هممهم ونشاطاتهم وتراجع قيادتهم للعمل الوطني بخاصة أن بعض أهل فلسطين وضعوا القضية الفلسطينية على مذبح الكيان الصهيوني. سألتهم عن مكانهم ووجودهم وأدوارهم بخاصة أن ليالينا المظلمة أصابت تماسكنا الاجتماعي ومنظومتنا القيمية الأخلاقية الوطنية، وظروف معيشتنا ومكانة قضيتنا ومستوى التزامنا وانتمائنا الوطنيين بأضرار كبيرة.

لكن طلاب بير زيت لبوا النداء بعد الاجتماع التطبيعي المخزي الذي شارك فيه نفر منشق من الفلسطينيين مع صهاينة في تل أبيب. جلسوا مع الصهاينة وتناولوا أطراف الحديث وشربوا وأكلوا. خرج الطلاب على الملأ يدينون المطبعين المشاركين ويصححون بوصلة الالتزام الوطني. من المؤسف جدا أن يوجه فلسطينيون أصابع الاتهام والخيانة لعرب يلهثون طلبا لود الكيان الصهيوني، في حين أن سوسة التطبيع تنتعش وتستفحل وتتكاثر في فلسطين وبقيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير التي لم تعد بصفة التحرير.

كل الشكر لجهود طلاب بير زيت، وليكونوا على ثقة أن أغلب الشعب الفلسطيني يمجدون ما يقومون به، والتاريخ لن ينساهم في تسجيل جهودهم المباركة. لكن الحراك الطلابي الفلسطيني بحاجة إلى مزيد من التفعيل ليصبح ظاهرة فلسطينية مستمرة حتى إعادة القضية الفلسطينية إلى مكانتها الصحيحة وحتى تنظيف النشاطات الخاصة بفلسطين من الزيف الوطني والخيانة والانحراف والتفريط. ولن يعدم الطلاب الدعم والمساعدة من الجامعات الأخرى، ومن قطاعات واسعة من شعبنا.

نحن أشد العرب حاجة لحراك يغير ما نحن فيه من ترهل وضياع وتيه

كاتب واكاديمي فلسطيني