أضحوكة نتنياهو وإمبراطوريته الكاذبة..

بعد "سليماني" وغزة.. هل تراهن إسرائيل على استطلاعات الرأي؟

الجمعة 21 فبراير 2020 06:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
بعد "سليماني" وغزة.. هل تراهن إسرائيل على استطلاعات الرأي؟



القدس المحتلة / سما /

يديعوت- بقلم أليكس فيشمان "المعقل الإيراني في سوريا يتفكك، وإسرائيل هي القوة العظمى العسكرية الثامنة في العالم، وحماس تتطلع إلى تسوية مع إسرائيل التي لم يتبقَ أمامها غير أن تحرر إسرائيل لها طرف خيط اقتصادياً كي تتمكن من البدء بتفكيك الملاجئ في غلاف غزة. هذه حفنة من الترهات التي تخرج على لسان القيادة السياسية الأمنية في الأسابيع الأخيرة، كجزء من الدعاية الانتخابية. يخلقون إحساساً زائفاً بالقوة: نحن إمبراطورية. هذه هي أعراض ذاك الغرور الذي شهدناه عشية حرب يوم الغفران وعشية حرب لبنان".
 
فاستناداً إلى ما يقوله وزير الجيش الإٍسرائيلي نفتالي بينيت بأن المعقل الإيراني في سوريا يتفكك، فهل بات من الممكن لصورة استخبارية بعد شهر من تصفية سليماني أن تدل على انعطافة استراتيجية كهذه لدى الإيرانيين؟ إسرائيل تستخف بخليفة قاسم سليماني، وإسماعيل قاآني، تماماً مثلما لم تقدّر السادات ونصر الله على نحو صحيح في بداية طريقهما. وقيود قوة قاآني السياسية قد توجهه نحو قرارات أكثر مغامرة بكثير في المجال العسكري. لا شك أن فيلق القدس يجتاز هذه الأيام شداً لأوضاعه. وكتلميح للمستقبل، فقد عين محمد حجازي نائباً لقاآني، قائد فيلق لبنان في فيلق القدس، وهو شخصية مركزية في مشروع دقة الصواريخ لحزب الله.
 
إن التسهيلات التي أعطيت لحماس في الآونة الأخيرة هي وليدة خيال اخترعته دولة إسرائيل لنفسها، وبموجبه حشرت حماس في الزاوية ونشأت نافذة فرص لفرض الهدوء عليها. هذا الخيال هو الذي يقف خلف القول الهاذي لوزير الجيش عن "الإرهاب" الآخذ في الأفول، مما يبرر إصدار آلاف تصاريح العمل للعاملين من غزة في إسرائيل – تحت غطاء التراخيص للتجار – بلا مقابل. يومان بلا بالونات لا يعنيان أن الإرهاب ينطفئ. فمنذ سنتين وهم يروون لنا بأن التسوية تقبع خلف الزاوية، غير أن حماس لا تتعاون مع هذه القصة، ولا توقف "الإرهاب" من القطاع، وتواصل ابتزاز إسرائيل بنار صاروخية وترفض الحديث عن الأسرى والمفقودين. حماس تضغط بنجاح على إسرائيل، وليس العكس. والدليل: في اليوم الذي منحت فيه إسرائيل آلاف تصاريح العمل ووسعت مجال الصيد، احتفل أمس قناصو الجهاد الإسلامي بإطلاق النار نحو قوات الجيش الإسرائيلي.
 
ولكن الخدعة الأكبر هي من مدرسة نتنياهو، التي تقول إن إسرائيل هي القوة العظمى الثامنة في العالم. تلك هي جولة الانتخابات الثانية التي يستخدم بها هذا التلاعب. وهو يستخدم معطى مأخوذاً من استطلاع سنوي يجريه معهد غالوب بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا برعاية مجلة “US NEWS AND WORLD REPORT”. فتحت عنوان “الدولة الممتازة” يُسأل نحو عشرين ألف شخص في بضع عشرات من الدول عن نحو ستين دولة في العالم. وذلك دون أن يزوروها أو أن يتعرفوا عليها. ويفحص الاستطلاع عملياً صورة هذه الدول في نظر المستطلعين، في سلسلة طويلة من المواضيع، بما فيها الأمن، الذي هو الآخر ينقسم إلى بضعة تصنيفات مثل العلاقات الدولية، والقوة العسكرية، والزعامة، وغيرها.
 
وفيما يتعلق بصورة القوة العسكرية لإسرائيل، فقد صنفها المستطلعون في المكان الثاني في العالم بعد روسيا وقبل الولايات المتحدة والصين. رئيس الوزراء لا يستخدم هذا المعطى كي لا يجعل من نفسه أضحوكة.
 
 فعندما توزن إلى جانب القوة العسكرية معطيات أخرى من القدرات مثل التأثير الدولي والاستقرار السياسي وما شابه.. تهبط إسرائيل إلى المكان الثاني. ولكن عندما يفحص ماذا يفكر مواطنو العالم عن دولة إسرائيل في كل مقاييس الاستطلاع، مثل جودة الحياة، والاقتصاد، والحركة، والتأثير الثقافي وغيره، نهبط إلى المكان الـ 29. هبوط بخمس مراتب مقارنة ببدء ولاية نتنياهو.
 
تجدر الإشارة إلى أن معاهد بحث رائدة في العالم في مجال الأمن، التي تستند إلى مواد استخبارية ومعطيات علنية، تشير إلى انخفاض تدريجي في قدرة إسرائيل العسكرية في العقد الأخير، بما في ذلك موضوع النووي.
 
صحيح أن المعطيات الكاذبة تخدم الدعاية الانتخابية، ولكنها أرضية لعدم الاكتراث، وللاستخفاف بالعدو وللجاهزية المتردية.