معاريف" تهاجم الرئيس التونسي قيس بن سعيد

الأحد 16 فبراير 2020 04:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف" تهاجم الرئيس التونسي قيس بن سعيد



القدس المحتلة / سما /

نشرت صحيفة "معاريف" مقالًا هاجمت فيه الرئيس التونسي قيس بن سعيد، مطالبة الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالتدخل لشرح حساسية هذا الأمر للرئيس الجديد.

وفي مقال للسفير الإسرائيلي السابق في القاهرة اسحق ليفانون، ترجمه مركز أطلس، وصف الرئيس التونسي بأنه "يتبنى أفكارًا قومية عربية معلنة، يؤمن بعروبة تونس كجزء من الأمة العربية الكبرى، ومن هنا أيضًا ينشأ عداؤه لإسرائيل"، مشيرًا إلى أنه "في حملته الانتخابية للرئاسة وفور انتخابه، تحدث بحدة متطرفة تجاه إسرائيل".

وضمن أمور أخرى، قال ليفانون بأن "تونس توجد في حرب مع إسرائيل، وحسب الدستور التونسي فإن كلّ من يُطبع العلاقات معها سيُتهم بالخيانة العظمى، وعقوبتها حسب الدستور هي الإعدام، كما يمنع دخول اليهود من حملة جوازات السفر الإسرائيلية الى تونس".

وبحسب كاتب المقال، فإن أقوال بن سعيد تتناقض والصورة المعتدلة والبراغماتية التي تحاول تونس اتخاذها لنفسها منذ دعا زعيمها الأسطوري الحبيب بورقيبة للاعتراف بإسرائيل منذ العام 1956. لقد ادّعت تونس بأنها ساهمت في مسيرة أوسلو، وفي العام 1996 فتحت مكتب مصالح في إسرائيل بمكانة دبلوماسية كاملة".

وأضاف السفير السابق "في المغرب العربي، تونس والمغرب تعتبران ذات توجه واعي وواقعي تجاه إسرائيل، أما مواقف بن سعيد المتطرفة فمقلقة، في ضوء الصلة التاريخية القديمة بين اليهود وتونس"، لافتًا إلى كنيس الغريبة في جزيرة جربة، وهو "معلم تقليدي ودائم لحجيج اليهود، بمن فيهم الإسرائيليون، وزيارة الكنيس والمشاركة في الصلاة والاستماع الى الأشعار هي تجربة خاصة عشتها بنفسي".

جديرٌ بالذكر أن كنيس الغريبة هو الكنيس اليهودي الأكبر والأقدم في أفريقيا، حيث يعود تاريخه إلى قرابة 2600 سنة، ويزوره يهود من أنحاء العالم كل عام لأداء طقوس "زيارة الغريبة"، أو ما يعرف بـ "حج اليهود".

وتزعم روايات تاريخية بأن امرأة يهودية قدمت الى جربة واستقر بها الحال في مكان كنيس الغريبة الآن، وعرفت هذه المرأة بالكرامات فأقيم لها هذا المقام عند الممات، كما سمي الكنيس "الغريبة " نسبة إليها.

وأردف ليفانون بالقول: "الرئيس بن سعيد - كما يبدو - يريد أن يمس بكل هذا ويمنع الإسرائيليين من المشاركة في تقاليد تعود إلى آلاف السنين؛ وهو بمواقفه المتطرفة هذه يمسّ بالتقاليد اليهودية".

وطالب الولايات المتحدة بأن تتدخل وتشرح للرئيس الجديد حساسية هذا الأمر، مشددًا على ضرورة تجنيد الدول الأوروبية - ولا سيما فرنسا ماكرون - في هذه الجهود، فهذا أمر حيوي، على حد تعبيره.

وختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن "تونس، بهذه السياسة، تقف بوضوح ضد الولايات المتحدة؛ القوة العظمى التي تساعده ماليًا، حيث بلغت المساعدات مليار ونصف دولار منذ الربيع العربي في 2011. وبدلًا من إسداء الشكر للولايات المتحدة، تبصق تونس في البئر الذي تشرب منه".