تنشط الأحزاب الإسرائيلية في إطلاق التهديدات التي تطالب بشن عدوان على غزة، لاستقطاب أصوات الناخب في عملية الاقتراع المقرر إجراؤها 2 آذار/ مارس المقبل، في وقت لا يزال يطالب فيه الفلسطينيون برفع الحصار عن القطاع.
وأمام ذلك أكد سياسيون ومراقبون فلسطينيون لقناة "الغد"، أن التهديدات الإسرائيلية تأتى في إطار المزايدة والحملات الانتخابية، وأن عدم الاستقرار في غزة واستمرار الحصار سيبقى الأوضاع على صفيح ساخن ما دام هناك استمرار فعلي لتأزم الحياة الإنسانية والمعيشية في القطاع.
وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، إن تهديد الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان على قطاع غزة يأتي في سياق المزايدات الانتخابية بين أقطاب اليمين الصهيوني، مؤكدا أن لدى "المقاومة" الفلسطينية جرأة وحكمة للتعامل مع هذه التهديدات.
وأوضح قاسم أن التوتر الحاصل سببه استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والحصار على قطاع غزة. وقال إن حركته ستراقب سلوك جيش الاحتلال في إجراءات فك ورفع للحصار عن غزة، كون الاستمرار بهذه الطريقة هو ما يفجر الأوضاع في كل مرة في القطاع.
من جهته أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، أن سياسة إسرائيل تقطير تخفيف الحصار عن قطاع غزة منذ آيار الماضي لن تحل مشكلة القطاع، موضحًا أن إسرائيل تستخدم هذه التسهيلات بهذه الحدود بين الفترة والأخرى لتهدئة الأوضاع.
ورأى أبو ظريفة، أن تل أبيب يجب أن تدرك التزاماتها لجهة كسر الحصار ووقف كل إجراءات العدوان على الشعب الفلسطيني، لأن المزايدات الإسرائيلية لا تزال مستمرة بين كل قوى اليمين التي تتصارع في الانتخابات.
وتابع: "بالتالي الدماء الفلسطينية في قطاع غزة ستكون هي البازار لهذه الانتخابات، وأمام ذلك علينا أن ندرك أن التصعيد يمكن أن يتم في أي لحظة للخروج من هذا المأزق وتصدير الأزمات لقطاع غزة من أجل خلط الأوراق، لذلك علينا الإعداد واتخاذ كل التدابير اللازمة للدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني".
وفي ظل هذه التهديدات، قال الكاتب والمحلل السياسي، هاني حبيب، إنه منذ وقت طويل كانت هناك عملية مقاضية مقابل استقرار غلاف غزة- تصعيد وتسهيلات وردات فعل من هنا وهناك- ذلك يأتي في ظل الحملة الإسرائيلية المسعورة بأن الانتخابات لن تكون حائلا لشن حرب على قطاع غزة.
ولفت حبيب إلى أن عملية الأخذ والرد هي جزء من تأكيد أولوية التهدئة على الملفات الأخرى بما فيها ملف المصالحة الذي غاب طويلا على أن يكون محل نقاش، واستمرار الحديث عن تهدئة تصل لهدنة وخطوات من هنا تسمى تسهيلات، ولكن هي في الواقع تسمى تسهيلات تفرضها شروط الاحتلال على قطاع غزة.
وأضاف:" أنه في المقابل هناك ردود فعل فلسطينية على تخوم غلاف القطاع بين أخذ ورد في مقايضة واضحة بين استقرار غلاف غزة مقابل تسهيلات، وهذا الأمر سيطول طالما استمرت عملية المقايضة هي التي تسود العلاقة بين الاحتلال وقطاع غزة".
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هدد قطاع غزة بإمكانية شن حرب عليه قائلا:” ذلك قد يحصل في كل لحظة حتى قبل الانتخابات".
وقررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إعادة توسيع منطقة الصيد في بحر قطاع غزة إلى مسافة 15 ميلا، بعد أن قلصتها قبل عدة أيام إلى 10 أميال.