تحدث نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، ظهر اليوم الثلاثاء، عن أبرز الملفات السياسية الداخلية والخارجية الساخنة التي تعصف بالقضية الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة الماضية بدءاً من الانقسام مروراً بصفقة القرن الأمريكية، وكيفية مواجهتها.
وأكد العالول، خلال كلمته له بالمسيرة التي دعت لها حركته ظهر اليوم بالقرب من دوار المنارة وسط مدينة رام الله، أن مواجهة صفقة القرن يكون من خلال ترتيب البيت الداخلي ورص الصفوف والاصطفاف جنباً إلى جنب، فهدفنا جميعاً أن نحمي هذه الأرض.
وقال إن الرئيس أبو مازن قدم مبادرة من أجل الوحدة الوطنية بين شقي الوطن، لافتاً إلى أننا شكلنا وفداً للذهاب إلى قطاع غزة.
وتابع: "أن هذه المبادرة جاءت لنقول لقطاع غزة أهلاً وسهلاً بكم في حضن فلسطين لنصطف جميعاً".
وأردف: "للأسف لم يتلقفوا المبادرة التي قدمت لهم ولم يأتنا الرد حتى اللحظة ولكننا سنحاول وسنستمر في ذلك لأنها أمانة في أعناقنا جميعاً".
وبشأن الهدف الذي يمكن وراء دعوة حركة "فتح" المواطنين للخروج بالمسيرات الاحتجاجية بمحافظات الوطن، أكد العالول أن السبب الرئيسي وراء خروج ألاف المواطنين بمسيرات حاشدة وذلك لرفض "صفقة القرن" وتحدي لها وكذلك دعماً لموقف وخطاب الرئيس محمود عباس بمجلس الأمن الدولي.
وأضاف: "لا يعقل أن يقبل بمثل هذه الصفقة التي يوجد بها هذا الكم من الإذلال، ولذلك خرج الفلسطينيون من كل مكان، ولا لهذه الصفقة ولا لمخططات ترمب ولا نتنياهو".
وشدد على أن خطة ترمب ونتنياهو مرفوضة، ولن نقبلها ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول هذه الخطة التي تأخذ القدس من الفلسطينيين فلا يمكن أن نتخلى عنها بأي شكلٍ من الأشكال.
وتابع : "لا يمكن لأحد أن يتنازل عن القدس وعن حق عودة اللاجئين وفلسطين، من أجل ذلك قال الرئيس محمود عباس موقفه الصلب الواضح إنه لا لا لا لهذه الصفقة ولا لترمب ولا لنتنياهو".
وأشار إلى أننا نواجه ضغوطات كبيرة للغاية من خلال الاستيطان والتهويد إضافة للظروف الاقتصادية الصعبة، ورغم كل هذه الأمور وأمام هذا الحشد نقول إن كل الضغوطات لن تدفعنا للتنازل عن حقوقنا وحقوق أبناء شعبنا.
وأوضح أن التصدي لهذه الصفقة كانت بدايته قافلة من الشهداء التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية كالشهيد محمد حداد وبدر نخلة وغيرهم، لافتاً إلى أن هذه المقدمة من التضحيات التي أساساً لا تتوقف ولا يمكن أن تتوقف.
ووجه رسالة للأمة العربية بأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن ثوابته وسوف يضحى بكل ما يملك من قوة، "وإن هم تخلوا فهذا شأنهم".
واستطرد: "الشعب الفلسطيني يقدم دماً، وإذا كنتم لا تريدون مساعدته فلا تعرقلوه وعدونا الأساسي أمريكا والاحتلال".
وأعرب عن أمله بأن يساعدنا الجميع في مواجهة هذه الصفقة ونحن نراهن أننا سنفشل هذه الصفقة بكم وبإرادة الشعب بتحديه وبمواقفه الصلبة دائماً.
وعبر عن شكره لكل من وقف وكان له موقف واضح تجاه هذه الصفقة الأمريكية التي صاغها الرئيس دونالد ترمب برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مردفاً: "لن يتمكن ترمب وا نتنياهو من تمرير صفقته عبر أي من الأشقاء".
وحول قضية الأسرى بالسجون الإسرائيلية، قال نائب رئيس حركة "فتح" إن هذه الجماهير التي خرجت تقول للمعتقلين الذين ضحوا بحريتهم من أجل حريتنا وحرية هذا الوطن بأننا معكم جميعاً، مؤكداً أن الأسرى بقلوب وعقول ووجدان كل الشعب الفلسطيني.
وتساءل: هل يعقل أن نقبل بالصفقة التي وصفها بـ"العار" التي تتخلى عن أسرانا ومسرانا وحق العودة واللاجئين جميعاً؟ ليجيب بأن هذا الامر ليس ممكناً.
واختتم كلمته قائلاً: "من أجل ذلك نقول إننا عهدنا الرئيس ياسر عرفات وعهدنا الشهداء والأسرى ولكل المناضلين الذين ضحوا، فمن أجل هذا الثمن الباهظ لن نقبل وهذا عهد أبو مازن أيضاً بأننا سننال حريتنا واستقلالنا كاملة غير منقوصة، وإنها ثورة ثورة حتى النصر".