أشار عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية -أمان، الرئيس الحالي لمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إلى أن "الأراضي الفلسطينية اعتادت على السلوك السياسي لأبو مازن وسلطته، التي تدرك نتائج أي تصعيد من قبلها، وإمكانية التسبب بانهيار اقتصادي لها، ما نراه اليوم مزيد من تحريض السلطة الفلسطينية وحماس في الوقت ذاته".
وأضاف أن "الفلسطينيين لا يحبون فعلا صفقة ترامب، لكن طالما لم يصدر عنها تطبيق عملي على الأرض، لا سيما في مسائل الضم، فإن الرد الفلسطيني سيبقى في الإطار السياسي، ولكن في حال انطلقت مشاريع الضم، فإن ذلك سيعني اندلاع أوضاع التدهور الميداني، نحن أمام بعض الأحداث الموضعية، ورغبة الفلسطينيين بتضخيمها، لكنني أزعم أننا لسنا بصدد تغير جوهري في المشهد الفلسطيني".
وأشار إلى أن "استراتيجية الجيش الإسرائيلي في هذه الآونة هي دفاعية، ومنع تعاظم قوة الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ولكن دون الوصول إلى مرحلة تصعيد عسكري، صحيح أننا نرى شواهد جديدة في الضفة الغربية، لكن حادثا واحدا ليس كفيلا بإعطاء انطباع جديد، والضفة الغربية قد تشهد انقلابا في الصورة إن قدر للأحداث أن تسفر عن سقوط قتلى فلسطينيين، لأن القتلى دائما يستدرجون مزيدا من الدم".
وأكد أنه "رغم إعلان أبو مازن بأنه لن يكون هناك المزيد من التنسيق الأمني، لكني لا أظن ذلك دقيقا، أظن أن هناك تنسيقا أمنيا قائما، لكن في بعض الأماكن قد تبدو السلطة أقل ضبطا للأوضاع، وأقل ضغطا على الجمهور الفلسطيني، مع أن هذا الجمهور في الضفة الغربية لم يخرج بعد إلى الشوارع، لكن أي عملية ضم أحادية الجانب كفيلة بإخراجهم إلى الشوارع، بل وإشعال الضفة الغربية كلها".
وقال جنرالات إسرائيليون إن "التصعيد الميداني مع الفلسطينيين قد يبقى في الإطار المحدود ردا على صفقة ترامب، طالما لم يتم الشروع العملي في ضم مناطق الضفة الغربية".
وأضافوا في مقابلات أجرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، ، أنه "رغم أن الليالي السابقة شهدت تنفيذ عدد من الهجمات الفلسطينية الفدائية ضد أهداف إسرائيلية في القدس، واندلاع مواجهات شعبية في جنين، وإطلاق صواريخ وبالونات حارقة من غزة، لكن التقدير الإسرائيلي يرى أننا لسنا في بداية انتفاضة فلسطينية جديدة، وإنما موجة عمليات، القتل فيها يأتي بقتل جديد".
الجنرال إيتان دانغوت، المنسق السابق للمناطق الفلسطينية في مكتب وزير الحرب الإسرائيلي، قال إن "التنسيق الأمني مع سلطة رام الله لم يتوقف، والسلطة تفكر طويلا، صحيح أنها تواصل إطلاق تهديداتها، لكنها تدرك فداحة الثمن، والخسارة التي قد تمنى بها ردا على اندلاع أي انتفاضة جديدة".
وأشار إلى أن "السلطة الفلسطينية تعتقد أنه طالما لم تقدم إسرائيل على خطوات أحادية قبل الانتخابات في آذار/ مارس القادم، فإن نتائج أي سلوك منها، مثل وقف التنسيق الأمني، سيترك تبعاته على الأرض، وتحديدا حول مستقبل بقائها برمته، نحن نقترب من نهاية عهد أبو مازن، ومن خلال معرفتي به، فهو لا يريد أن يترك الوضع الفلسطيني في حالة توهان وفوضى".
وأكد أننا "نرى تصعيدا تدريجيا بأوضاع الضفة الغربية، لكنه ناجم عن قرارات ميدانية موضعية، وليس توجهات عامة، ليس هناك كسر للقواعد العامة المتعارف عليها بين الجانبين، لا أرى، حتى الآن، اندلاع مواجهات عارمة بالضفة، لكننا موجودون في النقطة التي طالما حذرنا منها في أوقات سابقة، فالضفة الغربية منطقة خطيرة، وغزة تدفع باتجاه إشعالها، والقدس بقعة حساسة، القدس هي المنطقة الأكثر قابلية للاشتعال".
وأوضح أنه "حتى اللحظة لا نرى مقدمات واضحة على بداية اندلاع انتفاضة جديدة، لكننا في مواجهة سلسلة عمليات وهجمات، القتل فيها يأتي بقتل آخر، هذه موجة عمليات معادية يمكن للجيش التصدي لها من خلال نشر المزيد من القوات في الميدان والعمل الاستخباري، فقد سبق لنا أن شهدنا مثل هذه الموجات".