اغتيال سليماني: أميركا تستنفر وإيران تتوعد ووساطة دولية للتهدئة

الأحد 05 يناير 2020 07:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اغتيال سليماني: أميركا تستنفر وإيران تتوعد ووساطة دولية للتهدئة



وكالات

تتواصل الاتصالات الدولية الداعية إلى التهدئة بين أميركا وإيران، وتفادي انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى ساحة للمواجهة العسكرية، بعد اغتيال القوات الأميركية لقائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وتأتي هذه الاتصالات فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، عن استنفار قوات من المارينز إلى الشرق الأوسط، في الوقت الذي صعدت طهران من لهجتها وتوعدت برد قاس على اغتيال سليماني.

وأعلن البيت الأبيض، السبت، أنه أبلغ الكونغرس توقعه ردا إيرانيا على مقتل  قاسم سليماني، "خلال أسابيع". وذكر البيت الأبيض أنه سيرسل إشعارا للكونغرس بالهجوم الذي أدى لمقتل سليماني.

وفي وقت سابق السبت، كشف غلام علي أبو حمزة، قائد الحرس الثوري الإيراني في إقليم كرمان الجنوبي، عن تحديد طهران 35 موقعا أميركيا حيويا في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى تل أبيب لتكون في مرمى إيران. وقال إن طهران "ستنقم" لمقتل سليماني.

وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إن اغتيال قاسم سليماني، هي نقطة البداية لإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة.وأضاف سلامي في تصريح للتلفزيون الحكومي، مساء السبت، أن الهجوم الأميركي الذي استهدف سليماني "كان خطأ استراتيجيا كبيرا".

وتابع أنه "اغتيال قاسم سليماني، هي نقطة البداية لإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة، يجب تسجيل هذا الكلام، لأنه في المستقبل سيرون تحقيق ذلك". وأردف سلامي "انتقامنا سيكون على رقعة جغرافية واسعة، مع مرور الوقت ومع تأثيرات حاسمة".

ظريف: مرحلة إنهاء الوجود الأميركي غرب آسيا بدأت

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على "تويتر" إن "مرحلة إنهاء الوجود الأميركي الضار في غرب آسيا قد بدأت".

وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ"انتقام مؤلم" على خلفية مقتل سليماني، وإعلان الحداد في البلاد 3 أيام.

وفي سياق محاولات التهدئة بين واشنطن وطهران، قال مسؤول بالجيش الإيراني إن واشنطن وسطت 16 دولة لإقناع طهران بعدم الرد القوي على اغتيال سليماني.

جهود ألمانية

وأفادت وكالة "رويترز" أن وزير خارجية ألمانيا يعتزم إجراء محادثات مباشرة مع إيران لمحاولة تهدئة الوضع، فيما قال وزير الدفاع البريطاني إنه تحدث مع نظيره الأميركي وإن لندن تدعو كل الأطراف للتهدئة.

و نقلت صحيفة "فيلت ام زونتاغ" الألمانية أن وزير الخارجية هايكو ماس، سيسعى لإجراء محادثات مباشرة مع إيران في محاولة لمنع تصعيد التوتر بعد الغارة الجوية الأميركية. وقال ماس للصحيفة إنه "سنبذل كل ما في وسعنا خلال الأيام المقبلة لمنع حدوث تصعيد آخر في الموقف في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وفي حوار مع شركائنا بالمنطقة بما في ذلك إجراء محادثات مع إيران".

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف تحدث مع نظيره الإيراني، ظريف، عبر الهاتف لمناقشة مقتل سليماني. وقال البيان إنه "عبّر لافروف عن تعازيه في مقتل سليماني، وشدد الوزيران على أن مثل هذه الأفعال من جانب الولايات المتحدة تنتهك بشدة أعراف القانون الدولي". وأضاف البيان  إنّ لافروف قدّم تعازيه إلى ظريف خلال المحادثة التي تمت بمبادرة إيرانية. وأوضح البيان أن "الوزيرين أشارا إلى أنّ الأعمال الأميركية تشكّل انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي"، وأنها شوف "تقود إلى جولة جديدة من تصاعد حدة التوتر في الإقليم".

وأجرى وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، مكالمة هاتفية بنظيره الإيراني، قالت الخارجية في بيان قصير، إنها تناولت التطورات الإقليمية. وأشارت الخارجية إلى أن بن علوي قدم تعازيه لإيران بمقتل قائد "فيلق القدس".

إردوغان يعزي و"يعبر عن أسفه العميق"

وبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، السبت، مع نظيريه الإيراني حسن روحاني، والعراقي برهم صالح، العلاقات الثنائية والمستجدات في المنطقة. وقالت مصادر في الرئاسة التركية، لوكالة "الأناضول"، إن مباحثات إردوغان مع نظيريه جاءت في اتصالين هاتفيين منفصلين.

واعتبر الرئيس التركي  أن "التدخلات الأجنبية والصراعات الإقليمية تمنع تحقيق الهدوء في المنطقة"، بحسب ما نقل موقع الرئاسة الإيرانية، وقال الموقع إن إردوغان "عبّر عن أسفه العميق"، وإنه سيزور طهران قريبًا.

وقال روحاني إن "أميركا ارتكبت جريمة كبيرة إذا سكتنا عنها ستكررها مع دول أخرى"، وأضاف أنه "إذا لم نكن متحدين في مواجهة أميركا فخطر كبير يهدد المنطقة برمتها".

روحاني: "أهمية تطوير العلاقات بين طهران والدوحة"

والتقى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، روحاني الذي أكد أن واشنطن "ستدفع ثمناً باهظاً" لاغتيالها سليماني، وحمل إياها "مسؤولية عواقب ذلك"، وأكد أن "التصرفات الأميركية الحمقاء تزيد من التوترات والتشنجات في المنطقة". وقال روحاني إن "الأميركيين للأسف يسلكون مسارا جديدا وخطيرا للغاية للمنطقة"،  وأن ذلك "يستدعي ضرورة المشاورات والتنسيق الوثيق بين الدول الصديقة".

وأكد روحاني "أهمية تطوير العلاقات بين طهران والدوحة"، وأنه "يرى أن التواصل والمشاورات الوطيدة مع قطر تنفع تعزيز العلاقات الثنائية والإقليمية".

وقال وزير الخارجية القطري، إن بلاده تولي "اهتماما كبيرا" لتوسيع العلاقات مع إيران، وشدد على أن "قطر لن تنسى الدعم الإيراني في الظروف الصعبة". وقال إن قطر "تتفهم الغضب والحزن العميق" للشعب والحكومة في إيران بسبب اغتيال سليماني، وأوضح أنه "لم نكن نتوقع أن يتم اتخاذ مثل هذا القرار يوما ما ويحدث هذا الحادث". كما دعا الوزير القطري إلى "تبني رؤية استراتيجية بدلا من المواقع التكتيكية"، وأن الدوحة "تدعم خطة السلام في هرمز"، وهو مشروع طرحه روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أيلول/ سبتمبر الماضي، لتأمين أمن الملاحة البحرية بالخليج.

وتوجه، السبت، 2200 عنصر من قوات مشاه البحرية الأميركية (المارينز) إلى منطقة الشرق الأوسط على متن البارجة الحربية "يو إس إس باتان".

ونقلت موقع "ميليتيري" المعني بالشؤون العسكرية الأميركية، عن مسؤول بوزارة الدفاع (لم يسمه) إنه "تم تغيير مسار البارجة، وإلغاء مشاركة قوات المارينز بمناورات عسكرية في المغرب، والتوجه إلى الشرق الأوسط عقب تصاعد التوترات مع إيران".

وأضاف أن البارجة على متنها "2200 عنصر من المارينز"، لافتا أنهم كانوا سيشاركون الجيش المغربي تدريبات عسكرية تحمل اسم "أسد البحر الإفريقي" (سي لايون).

ومن المقرر أن تنضم قوات المارينز إلى جنود من الفرقة 82 المحمولة جوا من فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى العراق.

إلى ذلك، ستبدأ البحرية البريطانية في مرافقة السفن التي ترفع علم بريطانيا أثناء مرورها في مضيق هرمز، لتوفير الحماية لها بعد مقتل  سليماني على يد القوات الأميركية.

وقال وزير الدفاع البريطاني، بن ولاس، إنه أمر سفينتا (إتش.إم.إس مونتروز) و(إتش.إم.إس ديفندر) الحربيتين بالاستعداد للعودة لمهام مرافقة كل السفن التجارية التي ترفع علم بريطانيا.

وأضاف "ستتخذ الحكومة كل الخطوات الضرورية لحماية سفننا ومواطنينا في هذا التوقيت".