كشفت صحيفة أميركية اليوم، السبت، معلوماتٍ استخبارتية عن مسار تحركات قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سُليماني، وجدول أعماله في الفترة الأخيرة واحتياطاته الأمنية قبل أن تقتله غارة أميركية فجر الأمس، الجمعة، في محيط مطار بغداد الدولي.
وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمر" إن الاستخبارات الأميركية كانت على علم بأن سليماني سيسافر جوا من دمشق لبغداد في غضون أيام، وذلك ضمن جولة يصل بها أيضا إلى لبنان.
وحسب الصحيفة، فإن وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، ووكالة الاستخبارات المركزية، "CIA"، وجهات أخرى بذلت جهودا مكثفة لتحديد مكان الجنرال الإيراني واتخاذ التدابير لقتله.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين لاحظوا أن سُليماني لم يسع لإخفاء مسار تحركاته.
ومن المثير للدهشة، أن المعلومات الصادرة عن تقارير زيارات سُليماني للعراق كانت معلومة للجميع، نظرًا لدوره ومهامه العسكرية في الإشراف عن الملفات الساخنة في المنطقة، وفق ما ورد في تقرير الصحيفة.
ووفق الاستخبارات الأميركية فإن سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة تستهدف شخصيات دبلوماسية وعسكرية أميركية.
قرار ترامب كان بتشجيع مستشاريه
وأضافت "لوس أنجلوس تايمز" إن قرار الرئيس، دونالد ترامب، باستهداف سليماني كان جزئيا "بتشجيع الصقور من مستشاريه".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن "ترامب اختار بشكل غير متوقع استهداف سليماني من بين خيارات عدة".
وقُتل الجنرال الإيراني فجر الجمعة في غارة جوية أميركية استهدفت عربتين قرب مطار بغداد الدولي. كما أدى القصف لمقتل شخصيات مهمة في فيلق القدس والحشد الشعبي العراقي.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، إن استهداف سليماني كان عملية وقائية هدفها حماية الدبلوماسيين والعسكريين ووقف المزيد من سفك الدماء.
وأوضح أوبراين أن ترامب اتخذ القرار بعد توفر معلومات استخباراتية تفيد بأن الجنرال الإيراني كان يخطط لهجمات ضد الأميركيين.
وأشار إلى أن العملية أنجزت بموجب تشريع 2002 الذي يسمح للرئيس بشن هجمات وقائية لحماية المصالح الأميركية. وقال أيضا إن إيران تقف أمام خيارين "إما التصعيد وهو قرار خاطئ، أو التصرف كدولة عادية".