كسرت ريم ابنة ال" 23 " عاما، الاعراف كافة وتحدت الظروف الصعبة التي واجهتها في قطاع غزة الغارق في العادات والتقاليد الرافضة لخروج الفتاه للعمل او استكمال تعليمها، فصممت لتكون جاهزة للسفر لسنوات طويله خارج بلادها لتحقيق احلامها.
فقد حصلت الفتاة الفلسطينية ريم حمدي داود على منحة الماجستير في اللغة الانجليزية من دولة ايرلندا والتي تمت بناء على طلب نائب رئيس الوزراء (سيمون كوفيني) بإصدار المنحة وبقرار شخصي منه ، لتصبح جاهزة للابتعاد عن اهلها ومخيمها البريج القابع في حصار يؤديها الي الموت في كل تفاصيل الحياة.
وعن مشوارها الذي بدأ بحلم الطفولة قالت ريم: " ان سبب اختياري لتخصص اللغة الإنجليزية كان حبي للغة منذ طفولتي واهتمامي بممارستها، وتشجيع والدي لي و الذي كان عنده شغف باللغة وكان دائما يستمر في ممارستها مع اخواتي في البيت ويشجعنا دائما لتعليمنا لها حتي اصبحت مادتي المفضلة بالمدرسة، وكنت دايما اشارك بمسابقات اوائل الطلبة، حتى وصلت الى المرحلة الفاصلة بعد حصولي على التوجيهي بمعدل عالي بالفرع العلمي ليصبح القرار صعب في اختياري لتخصصي، حتي اخترت تخصص اللغة الإنجليزية وأساليب تدريسها في جامعة الأقصى وتخرجت خلال ٣ سنين ونصف، بمعدل 88.1%".
وأضافت ان والدتها دفعتها لخروج من الصندوق وشجعتها لاختيار تخصصي لتكون قادرة للأبداع فيه، وبعد تخرجي قررت مواصلة تعليمي وألتحق بالماجستير بجانب شهادة البكالوريوس مع اصراري أكمال دراستي في دولة تمارس اللغة في تفاصيل حياتها، واصراري على خوض التجربة لتحقيق أكبر استفادة ممكنة في رحلتي الأكاديمية وفي تطويري لذاتي.
وأوضحت ريم انها كانت حريصة على إبقاء اللغة في تفاصيل حياتها فأصبحت امارسها واطلع دائما على الاخبار باللغة الانجليزي وقراتي كتب ب ومشاهدة افلام حتى الموسيقى والأغاني بالإنجليزية، مع اصراري الدائم على ممارسة اللغة في كل فرصة متاحة لي، مشيرة الى أن الجامعة كانت اكتر مكان مارست فيه التحدث باللغة خلال محاضراتي ومع دكاترة التخصص والذي كان الأساس في تطوير لغتي.
اما عن تفاصيل سفرها لدولة ايرلندا ولقائها مع وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء (سيمون كوفيني) فتقول : كان لسفرنا المعاناة الكبرى والإجراءات الكثيرة بالرغم من اننا طلاب مدعوين من الحكومة الأيرلندية والممثلية الايرلندية بفلسطين والتي حاولت بكل جهودها لتسهل سفرنا واستقبالنا من قبل الممثل الأيرلندي برام الله على معبر بيت حانون/ايرز لضمان خروجنا من القطاع و نقلنا بسيارات تابعه للسفارة حتي جسر اريحا، وبالرغم من ذلك أجبرنا الاحتلال التخلي عن معظم اغراضنا الشخصية على معبر بيت حانون/ ايرز، وحتى أجهزة الحواسيب الخاصة بنا لم تسمح لنا بأخذها بالرغم من تقديم السفارة الايرلندية تصريح للاحتلال و لكن تم الرفض.
وأستكملت قائلة " فور وصلولنا الى ايرلندا تم استقبالنا في القصر الرئاسي والتقينا بوزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الأيرلندي برفقة مجموعة من الطالبات اللواتي حصلن عن منح وسمح لكل شخص بالتحدث والتعرف بنا، ليكن لبلادي النصيب في إيصال معاناتها من الاحتلال الإسرائيلي الى نائب رئيس الوزراء، وطلبت منه انه يستمر بدعمه لها وان تستمر هذا المنحة، ومع تأكديه انه سوف يزور غزة، مشيرا الى منحة المشروع توليد الطاقة بخلايا شمسية لغزة وتشجيعهم ودعمهم الكامل للأونروا.
وأوضحت انها كانت ضمن أول دفعة تستقبلها ايرلندا لطلبة حاصلين على منح لتصبح مسؤولية كبيرة علينا لتحديد مصير المنح في السنوات القادمة.
و قالت " كان للسفارة الفلسطينية في دولة ايرلندا دورها و ان السفير الفلسطيني لم يقصر في استقبالنا بالسفارة وطلبوا منا ان لا نتردد في الطلب، مؤكدة انها خلال اجتماعنا بالسفير وطاقم السفارة لم يكن بشكل رسمي بل كانوا كأهل لنا واشعرونا اننا في بلادنا.
وأضافت انها بالرغم من طبيعة السفر لوحدي على بلد اوروبي وثقافات مختلفة ولغة مختلفة كان يصيبني شعور الخوف، ولكن تفاجأت بكمية الحب والود من الشعب الأيرلندي لنا. اما عن رسالة ريم لوالدها ووالدتها وأسرتها فقالت " كان لهما الفضل الأكبر في وصولي لهذه المرحلة وكذلك كان للجامعة الأقصى وكادرها التعليمي والمدرسين دورا كبيرا في تشجيعي و نجاحي ، مقدمة شكرها وتقديرها لأسرتها التي لولاهم بعد الله ما وصلت الى ما وصلت اليه وتشجيعهم المستمر لي الذي جعلني أن اكمل تعليمي كذلك الشكر لأخواني نور وعماد ومحمد وفارس الداعمين لي كل واحد بطريقته وأسلوبه.، وثانيا جامعتي جامعة الاقصى (جامعة الشعب) بحب اسميها لانها من احسن الجامعات الموجودة بغزة و قسم اللغة الإنجليزية بالذات الذي يضم كادر كتير مؤهل ودكاترتي الذين دعموني وشجعوني كتيرا ان أحصل على الماجستير ،ولا أحتاح دورات تأهيلية ولا كورسات لغة ولا اي اشيي...كان بكفي تعليم جامعة الاقصى....
ونصحت الطلبة في قطاع غزه بأن يتحدوا الوضع في غزه وان يثابروا ويجتهدوا لأستكمال طريقهم ولتحقيق احلامهم وان يضعوا هدفهم واحلامهم امام أعينهم لتحقيقها بالرغم من المشكلة الأزلية الموجودة في غزه. وأضافت انصح الطلاب بأن لا ييأسوا بالرغم من معرفتي وضع غزة وفي ظاهره"اكتئاب ما بعد التخرج" و انا عانيت فيها والواحد بحس بأن لا مكان له وحياته فراغ بدون مستقبل ولا حاضر ، واما النصيحة الآخرى ان يكون لدى الطلاب شغف وهدف واضح وارادة بالوصول للهدف وان الأمر ليس بالسهل ! وقالت " أشعر ان معظم الطلبة يستسلمون بسهولة لما ما تزبط معه ، مطالبة الطلاب بان يبتعدوا عن التفكير الانهزامي المسيطر عليهم مع يقينهم ان الذين يسافرون ليس احسن (ولا اشطر) منهم !"..
وترى الطالبة المتفوقة ريم ان العلامات ومعدل الجامعة ليس كل ما يدركه الطالب خاصة أن آلاف الطلبة بغزة معدلهم اعلى من معدلي ، مؤكدة أن المعدلات كلها مجرد ارقام وإذا الطالب اشتغل واجتهد على نفسه يصل والجامعات بأوروبا مش سهل القبول فيها ابدا خاصة إذا أثبت الطالب اهتمامه بالتخصص وشغفه فيه وشعرت الجامعة انه ممكن يقدم جديد للبحث العلمي في المجال سيقبلوه بدون تردد بعد أن بطلعوا على خبرته وانجازاته في هاد المجال
وأكملت قائلة " . الطلاب يجب عليهم أن يتخلصوا من هوس العلامات المسيطر عليهم لأنه يضرهم أكتر ما ينفعهم ، وليس عيبا أن يكون لدى الطالب روح المنافسة ويحب يحقق علامات عالية ولكن بحدود معينة . موضحة ان شبح توجيهي وهوس العلامات العالية ممكن يكون مدمر ويضر ما بنفع و انا أعتبر نفسي طالبة عادية و معدلي بتوجيهي عادي وتقبلته لكن كان كالصاعقة لكتير من اهلي وأقاربي المتعودين على علاماتي دائما ٩٨ و٩٧ % ويتطلعون أن اكون من اوائل الوطن وادرس طب و الصورة النمطية في مجتمعنا و لكن بالنسبة لي كنت مبسوطة وبغض النظر عن ردود الافعال المحبطة جدا جدا ما تأثرت لأن هدفي كان واضح أمامي وأسرتي في تلك الفترة كانوا الوحيدين المتفهمين ودعموا وجهة نظري وشجعوني.. لأني أقنعنهم ان العلامات مجرد ارقام وليس من تحدد مين انا او شو قيمتي او وين لازم اكون. ! "
وعن تجربتها بالسفر قالت " كانت اول تجربة وكنت لوحدي مسافرة بدون اهل على بلد اوروبي مختلفة ثقافتة وعاداته وتقاليده ولغته فكنت أشعر بالخوف لكن و الحمدلله تأقلمت بسرعة ما كنت متخيلها خاصة وأن الشعب الايرلندي كتير ودود وداعم القضية الفلسطينية ودائما أشعر مدى التعاطف اتجاه قضيتنا وشعبنا وذلك بسبب انهم مروا بتجربة مماثلة لتجربة شعبنا مع بريطانيا قبل استقلالهم فكتير عندهم وعي عن وضعنا وقضيتنا "