يُمكن الإصابة بالحزام الناري (بالانجليزية: Shingles) بعد الإصابة بجدري الماء (بالانجليزية: Chicken Pox)، إذ بعد الشفاء من جدري الماء يبقى فيروس الجدري النطاقي (بالانجليزية: Varicella Zoster Virus) كامناً في الجسم، ويصبح نشطاً فيما بعد ويسبب الحزام الناري.
معظم الحوامل سَبق إصابتهن بجدري الماء في الطفولة، مما يؤمّن لديهن مناعة ضد الحزام الناري من شخص مصاب به، لكن في حال عدم الإصابة بجدري الماء مسبقاً فيوجد احتمال إصابتهن بجدري الماء عند التعرض للفيروس من مريض مصاب بجدري الماء أو الحزام الناري.
لحسن الحظ تُعد الإصابة بالحزام الناري أثناء الحمل أمراً نادراً، وفي معظم الإصابات لا يؤثر الحزام الناري على الحمل أو الجنين.
الحزام الناري ليس له مخاطر على الحمل أو الجنين كمرض جدري الماء، وفي دراسة أُجريت على النساء الحوامل المصابات بالحزام الناري لم يسبب المرض تشوهات خلقية للأجنة، ولم يصل الالتهاب إلى داخل الرحم. قد تصاب الأم بمضاعفات الحزام الناري دون أي تأثير على الجنين.
مضاعفات الحزام الناري
يسبب الحزام الناري الألم الحاد، عادة يكون الألم هو سبب مراجعة الطبيب إذ أنه غير مُحتمل، وبالإضافة للألم أثناء الإصابة بالمرض، قد يسبب الحزام الناري مضاعفاتٍ مستديمة عند المريضة، إلا أنه لا يؤثر على الجنين. ومن مضاعفات الحزام الناري:
الألم العصبي التالي للهربس (بالانجليزية: Post-Herpetic Neuralgia): هو ألم عصبي يستمر بعد الشفاء التام من الحزام الناري، وقد يستمر لسنوات
إن انتشرت العدوى إلى الوجه فقد يتسبب الحزام الناري بضرر دائم للعينين، المعروف باسم الحزام الناري العيني (بالانجليزية: Herpes Zoster Ophthalmicus)، فقد يتسبب بندوب في العينين مما قد يؤدي إلى فقدان البصر، أو قد يسبب مرض زرق العين (بالانجليزية: Glaucoma) الذي يسبب فقدان البصر ببطء أيضاً
قد يُضعف الحزام الناري حاسة السمع ويُسبب مشاكلاً في التوازن في حال إصابته للعصب السمعي، ويُضعف عضلات الوجه في الجهة المصابة، المتلازمة المعروفة بمتلازمة رامزي هانت (بالانجليزية: Ramsay Hunt Syndrome)
في حالات نادرة قد تنتشر العدوى إلى الدماغ وتسبب مضاعفات خطيرة للغاية مثل الجلطة الدماغية أو التهاب السحايا (بالانجليزية: Meningitis)
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الحزام الناري هم المرضى ذوي المناعة الضعيفة، كالأشخاص الذين يتناولون مثبطات المناعة أو مرضى نقص المناعة المكتسبة (الأيدز)، بالإضافة إلى كبار السن الذين تعدوا سن 60 من العمر.
علاج الحزام الناري أثناء الحمل
علاج الحزام الناري لا يوقف الأعراض بشكلٍ نهائي بل يخفف من حدتها ويقلل من خطر الإصابة بالألم العصبي التالي للهربس، وأدوية علاج الحزام الناري آمنة أثناء الحمل وليس لها تأثير سلبي على الجنين. يجب مراجعة الطبيب فوراً عند ظهور أعراض الحزام الناري أثناء الحمل، لأن تناول الأدوية في الأيام الأولى يعطي أفضل النتائج في تخفيف الأعراض.
والأدوية التي تستخدم لعلاج الحزام الناري هي:
مضادات الفيروسات: هذه الأدوية آمنة أثناء الحمل إن تم تناولها حسب ارشادات الطبيب بالضبط، قد تؤخذ مرة واحدة في اليوم أو عدة مرات. مثال على المضادات الفيروسية: أسيكلوفير (بالانجليزية: Acyclovir)، وفامسيكلوفير (بالانجليزية: Famciclovir)، وفالاسيكلوفير (بالانجليزية: Valacyclovir)
باراسيتامول (بالانجليزية: Paracetamol): يُستخدم لتسكين الألم، ويجب استشارة الطبيب قبل تناوله. مع التذكير أن مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية ممنوعة في الثلث الأخير من الحمل
مضادات الهستامين (بالانجليزية: Antihistamines): تستخدم مضادات الهستامين لتخفيف الحكة، كما يمكن استعمال محلول الكالامين (بالانجليزية: Calamine) أيضاً لتخفيف الحكة.
علاج الحزام الناري في المنزل
يمكن القيام ببعض الأمور البسيطة التي تخفف من أعراض الحزام الناري في المنزل، وهذه الأعراض تشمل الطفح الجلدي المؤلم بالإضافة إلى الشعور بالحكة، وقد تستمر لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ولتخفيف هذه الأعراض يمكن القيام بما يلي:
تخفيف الطفح الجلدي: من المهم تخفيف الألم والحكة الناتجين عن الطفح الجلدي، ويمكن استعمال الطرق التالية لتخفيف الحكة:
حمام الشوفان: الاستحمام في حوض من الماء البارد يساعد في تخفيف الحكة، وإضافة بودرة الشوفان إلى الماء يعطي نتائج أفضل بكثير
استعمال كمادات باردة: يمكن استعمال كمادات باردة بتطبيقها على الطفح الجلدي لمدة 20 دقيقة في كل مرة لتخفيف الحكة ووقاية الجلد من الالتهاب. عند توقف الطفح الجلدي عن الارتشاح يجب إيقاف الكمادات الباردة، كما يجب الامتناع عن استخدامها في حال استخدام كريمات أو ضمادات على البثور
ارتداء ثياب قطنية ناعمة مريحة
استخدام محلول الكالامين: محلول الكالامين يهدئ ويرطب البثور ويخفف الحكة. يجب تجنب مراهم المضادات الحيوية لأنها قد تؤخر علاج البثور
التخلص من التوتر النفسي: الألم لفترة طويلة قد يجعل المريضة تصاب بالإرهاق والتوتر، مما يجعل المرض يبدو أسوأ مما هو عليه، لذلك يجب الحفاظ على الصحة النفسية أيضاً بجانب علاج البثور والطفح الجلدي، وفيما يلي بعض الطرق التي تساعد على التخلص من التوتر:
الحفاظ على العادات الصحية: يقاوم الجسم الحزام الناري بضراوة، وهو يحتاج إلى الطاقة والدعم ليستطيع المقاومة، لذلك يجب على المريضة تناول غذاء صحي ووجبات منتظمة والإكثار من الفواكه، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية السهلة مثل المشي أو تمارين التمدد
إشغال النفس: يمكن القيام بعدة أمور تشغل النفس مثل الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، أو التحدث مع صديق، أو القراءة أو ممارسة الهوايات المفضلة
الحفاظ على هدوء الأعصاب: الحفاظ على هدوء الأعصاب يساعد على التعامل مع الألم بشكل أفضل، ويمكن ممارسة اليوغا أو التأمل أو المشي لتهدئة الأعصاب وإمضاء الوقت