تصعيد أم انفجار مرتجل؟ اطلس للدراسات

الأحد 18 أغسطس 2019 04:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
تصعيد أم انفجار مرتجل؟ اطلس للدراسات



غزة/ اطلس للدراسات/

منذ قيام الشهيد هاني أبو صلاح بعملية اختراق السلك الفاصل والاشتباك مع جنود الاحتلال واستشهاده بعد إصابته لضابط وجنديين؛ بدأنا نشهد عددًا من العمليات التي تنسب للشباب الثائر، ففي أقل من شهر نفذ الشباب الثائر أو الغاضب أربع عمليات اقتحام للسلك، بالإضافة لعمليتي إطلاق صواريخ. ورغم أن أغلب منفذي العمليات (والذين استشهدوا أثنائها) جاءوا من فصائل المقاومة؛ إلا أن هذه الفصائل - وعلى الرغم من مباركتها وإشادتها بهذه العمليات التي اعتبرتها تعبيرًا عن غضب الشباب الثائر ضد السياسات الاحتلالية - لم تعلن مسؤوليتها عنها.

إسرائيل التي كانت تعتقد بأن كل شيء في القطاع يخضع للسيطرة الكلية لحركة حماس، وأن أي شيء لا يحدث ولا يتحرك من مكانه بدون قرار من الحركة، وأن نمط العمل الفردي المقاوم محصور فقط في جغرافية الضفة لأسباب كثيرة تخص الواقع في الضفة؛ فتحت عيونها على واقع غير مفهوم لها، ويدور في عقلها الكثير من الأسئلة والتساؤلات التي لازالت معلقة أو على الأقل بدون إجابات قاطعة.

التساؤل الرئيسي هو عن علاقة حركة حماس بالأمر، فهل ما يحدث هو نوع من انفجار الغضب من قبل بعض عناصر حماس، الذين أطلق عليهم الإعلام الإسرائيلي "خائبي الأمل من حماس"؟ ولماذا انفجر كل هذا الغضب الآن؟ فهل ثمة يد موجهة لانفجار منظم؟ أم أن ثمة يد سمحت بطريقة ما لبعض المقاومين بالوصول الحر للسلك؟ أم أن حركة حماس تدير مفاوضات تحت النار؟ أم أنه تصعيد دون تحمل مسؤولية؟ وعلى المستوى الرسمي، فإن إسرائيل تحمّل حركة حماس مسؤولية كل ما يحدث.

يبدو أنهم في إسرائيل يفضلون التقدير الذي بموجبه لا حماس ولا الفصائل تقف خلف هذه العمليات، لأن ذلك يخفف الضغط عن المستوى السياسي الإسرائيلي المطالب بالرد القوي، وحكومة نتنياهو تمر الآن بظرف انتخابي حساس، وتفضل سياسة الاحتواء وتثبيت الهدوء ولكن دون دفع استحقاقات التفاهمات.

البعض في اسرائيل يقدّر بأن قيادة الحركة والفصائل في القطاع لا يريدون تصعيدًا يتدحرج لحرب، لكنهم يدفعون باتجاه التسخين لإلزام إسرائيل بالتفاهمات، انطلاقًا من تقديرهم بأن أي تسخين لن يتعدى سقف جولة تصعيد يتم احتواؤها، لأن إسرائيل ستفضل خيار الاحتواء وتقديم بعض التنازلات على خيار الحرب.