تحظى أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية صينية الصنع بإقبال كبير في قطاع غزة في ظل الإشادة بمزاياها ورخص أسعارها فضلا عن الرغبة في تحدي العقوبات الأمريكية على الصناعات التكنولوجية الصينية.
ويكتظ معرض تجاري مختص ببيع الأجهزة الخلوية في غزة بالزبائن على مدار الساعة تقريبا وسط طلب لا يتوقف على أجهزة الهواتف الذكية صينية الصنع مثل هواوي وشاومي.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية منتصف الشهر الماضي إدراج المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات هواوي على لائحة الشركات المشبوهة التي يحظر بيعها تكنولوجيا، الأمر الذي ترفضه شركة هواوي بشدة.
ويقيد هذا الإجراء الشركات الأمريكية من التعامل مع هواوي دون ترخيص وموافقات حكومية، فيما يقول مراقبون إنه يستهدف فرض قيود على شركة هواوي لتأخير نشر شبكات 5G عالميا حتى تكتسب الشركات الأمريكية المعرفة والتقنية اللازمة.
وقد جمدت العديد من الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها إمداداتها إلى شركة هواوي للامتثال للوائح التنظيمية، بما في ذلك جوجل - الذي منع هواوي من التصديق على الأجهزة والتحديثات المستقبلية لنظام التشغيل أندرويد مع خدمات جوجل للهواتف النقالة المرخصة، بما في ذلك متجر جوجل بلاي.
وأدى ذلك إلى تخوف من يقتني هواتف هواوي من فقدان أجهزتهم أو توقفها بشكل كامل، مما أضطر البعض منهم إلى استبدالها بأجهزة أخرى.
ويقول الثلاثيني رامي البلبيسي من سكان مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة، إنه سارع إلى شراء جهاز آخر، شرط أن يكون صيني الصنع، مشيرا إلى أن الأجهزة الخلوية الصينية تعتبر المنافس الأقوى والأكبر بالنسبة للشركات العالمية الأخرى.
وأضاف "كنت أمتلك جهاز هواوي، ولكن خوفا على ملفاتي الخاصة في حال توقفت البرامج التي استخدمها، بعد الإجراءات الأمريكية ضد الشركة، قررت شراء هاتف آخر صيني الصنع أيضا"، مشيرا إلى أن الأجهزة الصينية تمتاز بالجودة العالية والسعر المنخفض وهى في متناول الجميع.
ولم يكن السعر المنخفض والجودة العالية هما السبب الوحيد بالنسبة للبلبيسي، بل ليدعم المنتج الصيني ويساهم بشكل أساسي في مواجهة الإجراءات الأمريكية.
ويقول "نحن شعب مضطهد من قبل الإدارة الامريكية، بتأييدها المستمر لإسرائيل، في حين أن الصين تعتبر من أهم الدول الداعمة للفلسطينيين، وواجبنا أن ندعمها حتى وإن كانت وفق امكانياتنا البسيطة".
كذلك الحال، اعتاد ميسرة القيشاوي (39 عاما) من مدينة غزة على اقتناء الأجهزة الصينية التي يعتبر بأنها الأفضل في عالم الأجهزة الخلوية، وكانت آخرها جهاز من إنتاج شركة هواوي الصينية.
ويقول القيشاوي " أداء جهاز هواوي من الأجهزة المتميزة، فهو قوي ومعالجه الداخلي عالي الدقة، ولم أواجه أية مشاكل فيه".
ويضيف أنه ما زال يصر على اقتناء الأجهزة الصينية، لأن تكلفتها أقل ومواصفاتها عالية جدا، خاصة وأنها تمتاز بمواصفات إذا ما توافرت في أجهزة أخرى مثل السامسونج والأيفون، فإن سعرها سيزيد بنسبة 30-40 في المائة.
وتتراوح أسعار الأجهزة الصينية التي تمتاز بمواصفات عالية والمتوفرة في قطاع غزة ما بين 100 إلى 250 دولارا.
ويؤكد جمال أبو كميل (39 عاما) الذي يملك متجرا للهواتف الذكية إن اقبال الزبائن على الأجهزة الخلوية الصينية كبير جدا مقارنة بالأجهزة الأخرى المتواجدة في السوق، موضحا أن السبب الرئيسي هو المرونة في الأسعار التي تناسب الزبائن، بالإضافة إلى الجودة العالية.
وينوه أبو كميل إلى أنه في البداية كان الاعتماد الأكبر على أجهزة نوكيا وسامونج، بالإضافة إلى الأيفون بكافة إصداراته وأنواع أخرى من الهواتف الخلوية، إلا أن الأجهزة الصينية اكتسحت الأسواق مؤخرا.
ويشير إلى أن الإجراءات الأمريكية ضد المنتجات الصينية التكنولوجية أثرت على عمليات بيع هواوي، "لكن بعد فترة أصبحوا الزبائن يتساءلون عن إمكانية ايجاد حلول لهذه المشكلة مع إمكانية احتفاظهم بأجهزتهم".
ويقول مهندس البرمجيات أحمد عليان لوكالة أنباء (شينخوا)، إن "من بين الحلول الأساسية التي يمكن من خلالها تفادي توقف أجهزة هواوي، هو اعتماد الإصدار القديم في برمجة الأجهزة والحفاظ عليها، وعدم تحديث الإصدارات، حيث تكون متوافقة مع البرامج التي تعمل عليها".
ويوضح عليان أنه لا يمكن لشركة بعراقة هواوي وقوتها في السوق أن يتم إنهائها بين يوم وليلة، ولا شك أنها قادرة على أن تستعيد قوتها ونشاطها في القريب العاجل وأن تكون كفيلة بتجنب الإجراءات الأمريكية غير العادلة بحقها".
نقلا عن : (شينخوا)