كشفت فيكي وورد الصحفية ألاستقصائية البريطانية في كتاب جديد صدر الثلاثاء 19 مارس بعنوان " شركة كوشنر- طمع، وطموح، وفساد، القصة الاستثنائية لجاريد كوشنر وإيفانكا ترامب " حول تفاصيل غريبة بصفقة القرن.
وأوضحت الصحفية البريطانية، أن خطة السلام الأميركية التي يدير مقاليدها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، ومبعوث ترامب للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، ومحامي الإفلاس السابق ديفيد فريدمان الذي أصبح سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، المدعوة بـ" في صفقة القرن"، تتضمن اقتراحات غريبة تعبر عن خيال ملتوي في تفهم طبيعة الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي مثل تبادل للأراضي، يحصل بموجبه الفلسطينيون على أراض أردنية مقابل أرضهم، فيما يتم تعويض الأردنيين بأراض سعودية مقابل استرجاع جزر مصرية.
وتشرح وورد في فصل مثير من كتابها تفاصيل الجولة الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى خارج البلاد كرئيس، والتي زار خلالها السعودية، إسرائيل والفاتيكان حيث كان من المفترض أن تلعب السعودية دورا هاما في جهود كوشنر للسلام الفلسطيني -الإسرائيلي ، بما في ذلك التخلي عن أراض تابعة لها والمساعدة في إنعاش اقتصاد قطاع غزة المحاصر.
وجاء في كتابها، "لقد كانت السعودية… مفتاح خطة صهره كوشنر للسلام في الشرق الأوسط"، وأن "ما أراده كوشنر، بحسب العديد من الأشخاص الذين اطلعوا على مسودات الخطة، هو أن يوفر السعوديون والإماراتيون المساعدة الاقتصادية للفلسطينيين".
ولعل أغرب البهلوانيات في العملية تخص مفاهيم الفريق العقارية السطحية للصراع العربي الإسرائيلي كون أن "الخطة شملت أيضا تبادل أراض، بحيث يقوم الأردن بإعطاء أراض للفلسطينيين مقابل الجزء الذي استوطنه الإسرائيليون من الضفة الغربية وغور الأردن. وفي المقابل، سيحصل الأردن على أراض من السعودية، التي ستستعيد بدورها جزيرتين (صنافير وتيران) في البحر الأحمر كانتا تحت السيادة المصرية منذ عام 1950".
ولم يشر الكتاب إلى ما إذا كانت خطة تبادل الأراضي لا تزال قائمة في خطة السلام الأميركية المعروفة ب"صفقة القرن" ، الذي تقول الإدارة إنه لن يتم الكشف عنه قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 9 نيسان المقبل ، لكن المبعوث الأميركي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، قال في تغريدة له ردا على الكتاب الثلاثاء، (19/3) أن "لا أحد من اللذين اطلعوا على الخطة سيقوم بنشر معلومات خاطئة كهذه. من جاء بهذه الادعاءات لديه معلومات خاطئة".
يشار إلى أن الرئيس ترامب عين صهره جاريد كوشنر الذي لم يكن لديه أي خبرة في السياسة الخارجية أو تفاصيل الصراع الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال مسؤولا عن الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي إلى جانب غرينبلات وفريدمان.
وتستهجن وورد في كتابها "مؤسسة كوشنر: طمع. طموح. فساد. القصة الاستثنائية لجاريد كوشنر وإيفانكا ترامب"،القول بأن ابنة الرئيس إيفانكا ترامب وصهره كوشنر يعملان على تخفيف التأثيرات في محيط ترامب" بل تقول أنه "في الواقع ، فإن الزوجين (إيفانكا وجاريد) يؤججان الفوضى التي أصبحت سمة الحال في البيت الأبيض.
يشار إلى أن المخولين لصقل خطة السلام الأميركية مثل كوشنر ، وغرينبلات وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل فريدمان يصرون على الاستمرار في استخدام عبارات مثل "إن أي صفقة سلام لا بد وأن تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات على الأرض" أو "ضرورة القبول بالأمر الواقع" أو"ضرورة تنازل الطرفين" ، وتركيز فريق السلام الأميركي على الشق الاقتصادي في أي صفقة سلام ، يشير بوضوح إلى أن خطة السلام التي طال انتظارها، لا تشمل حلا يقوم على أساس "حل الدولتين" والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
يذكر ما قاله فريدمان الأسبوع الماضي في لقائه مع صحيفة"واشنطن إكزامينر Washington Examiner ، "نود أن نرى الحكم الذاتي الفلسطيني يتحسن بشكل كبير ، طالما أنه لا يعرض الأمن الإسرائيلي لأي خطر ؛ كيف وأين يمكن أن نشرح المناطق (الضفة الغربية) من أجل الحكم الذاتي الفلسطيني هذا، يمكن التفاوض" ومن ثم إضافته بالقول "إن هذا ليس صراعًا يحتفظ الفلسطينيين فيه على حق النقض (الفيتو) من أجل إحراز التقدم؛ في مرحلة ما ... الأمور ستمضي قدماً بهم أو بدونهم . الولايات المتحدة لن تتجاهل الواقع، ولن نداري أحلام الخيال الفلسطينية بأن القدس بطريقة ما يمكن فصلها عن إسرائيل أو عن الشعب اليهودي" ، يبدد أي شكوك بأن هذه الإدارة الأميركية تعمل من أجل تطبيق الوفاق الدولي بشأن إحلال السلام بين العرب وإسرائيل، ويقوم على الانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.