أطلق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وصندوق الأمم المتحدة للسكان، اليوم الأربعاء، التقرير العالمي للسكان "قوة الاختيار، الحلول الإيجابية، والتحول الديمغرافي"، والذي يتناول الأنماط السكانية في عالم متعدد الأقطاب، والتقديرات السكانية وفقا للنتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2017.
وحضر حفل إطلاق التقرير رئيس الجهاز المركزي للإحصاء علا عوض، وممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان اندرس ثومسون، ورئيس وحدة السياسات والإصلاح في مكتب رئيس الوزراء بشير الريس، والخبير الدولي في مجال الديمغرافيا يوسف كرباج.
وقالت عوض، إن التقرير يناقش الإسقاطات السكانية التي استندت على نتائج التعداد العام للسكان والماكن والمنشآت لعام 2017، والتي تدرس معدل النمو واختلاف صافي الهجرة والمواليد والوفيات.
وأضافت أن أبرز التحديات التي تواجهنا، هي خصوصية الواقع الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، وسمات المجتمع الفلسطيني الفتي، والفجوة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والزيادة الطبيعية بسبب ارتفاع الخصوبة رغم انخفاضها من 6 إلى 4.
وتابعت أن هناك ارتفاعا في معدلات النمو السكاني بنسبة 2.7% سنويا رغم صغر مساحة فلسطين، ما يرفع حجم التحديات التي تواجهنا.
وأشارت إلى التركيب العمري سيف ذو حدين، حيث إن الأفراد أقل من 15 سنة، بلغ عددهم نحو 39% من عدد السكان، ويتوقع أن يبلغ 37% في العام 2020، و35% في العام 2030، ما يتطلب مزيدا من الجهد للاستثمار في هذه الفئة التي تعتبر الاستثمار الحقيقي للشعب الفلسطيني.
ولفتت إلى أن عدد اللاجئين بلغ 6 مليون لاجئ وفق تقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، أي 43% من إجمالي أعداد الفلسطينيين في العالم.
وأشارت إلى عدد من المتغيرات الإيجابية حيث يعتبر معدل الأمية في فلسطين الأقل بالمقارنة مع الدول المجاورة، إلى جانب التطور في الخدمات الصحية، لكن هذا التقدم سيبقى منقوصا في ظل وجود الاحتلال.
ودعت لضرورة التحرك لإنهاء الاحتلال حيث لا تنمية في وجوده.
بدوره، قال الريس إن السياسات الوطنية الفلسطينية تركز على الاستقلال والإصلاح، وتعزيز جودة الخدمات، وقدرة المواطنين على الصمود في وجه الاحتلال.
وأضاف، أن الإسقاطات السكانية مهمة لمراجعة السياسات والبرامج السكانية ذات العلاقة، وفي شهر حزيران/يونيو قدمنا التقرير الطوعي الأول حول التنمية المستدامة، الذي كانت أبرز مخرجاته أن قيود الاحتلال تعيق التنمية المستدامة.
من جانبه، قال ثومسون إن من المهم إطلاق هذا التقرير في فلسطين بالتزامن مع إطلاقه عالميا، معربا عن تمنياته أن يطلق العام المقبل من القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
وأضاف، أن حالة السكان في العالم في عام 2018 تشير إلى أن اختيار عدد مرات الإنجاب وتوقيتها والفترات الفاصلة تدفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وأشار إلى أن هناك ملاحظات لبعض مؤشرات قوة الاختيار للنساء، وتحتاج لأن تكون قوة الاختيار موجودة في مختلف مناحي حياة المرأة والأسرة في فلسطين خاصة في التعليم والصحة.
وأكد أن النظام الطبي في فلسطين نظام جيد، حيث لوحظ تراجع في عدد الوفيات في مستشفيات الضفة وغزة.