قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة رون ديرمر يوم الأربعاء، في احتفال استضافه في مقر سفارة إسرائيل بواشنطن بمناسبة رأس السنة العبرية ، "روش هاشناه"، أن الفلسطينيين يفقدون نفوذهم على العالم العربي وأن "الدول العربية لم تعد ترقص على ألحان الفلسطينيين" كما كان الحال سابقا.
وبحسب وسائل إعلام أميركية غطت الحفل، فقد أدلى ديرمر بهذه التصريحات في إطار كلمة ألقاها في الحفل وفي إطار الإشارة إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم 6 كانون الأول 2017 الماضي بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس ، ونقلها فعلا يوم 14 أيار 2018 ، واصفا القرار بـ "الجريء والتاريخي" منتقدا بشكل غير مباشر ألإدارات الأميركية السابقة لعدم القيام بذلك كون أنه "كان هناك دائما عذرا ما (من الإدارات السابقة) لعدم نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وادعى ديرمر بأن "اللذين عارضوا الاعتراف (بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل) كانوا يجادلون بأن ذلك (القرار) من شأنه الإضرار بمكانة أميركا في العالم العربي وتقويض علاقة أميركا بالدول العربية، وحذروا من أنها ستؤدي إلى انتشار العنف في جميع أنحاء المنطقة، ولكن الآن بعد مضى الرئيس ترامب قدمًا (وتنفيذ نقل السفارة) ، يمكننا أن نرى أن تلك التنبؤات الرهيبة أثبتت أنها كانت خطئا متوقعًا".
يشار إلى أن منظمات اللوبي الإسرائيلي العديدة في واشنطن مثل إيباك، و "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، و "الكونغرس اليهودي الأميركي" وغيرها التي دفعت دوما لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وإسقاط صفة اللاجئين عن أكثر من 5 ملايين فلسطيني في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، طالما وروجت لفكرة أن دول عربية تريد بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وتحالفات قوية مع إسرائيل في لمواجهة الخطر الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وتريد حلا للقضية الفلسطينية يتناسب مع المصالح المشتركة بينهم وبين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن "التعنت الفلسطيني" يعيق ذلك ، الأمر الذي يمكن تفاديه في حال اتخاذ الولايات المتحدة مبادرة قوية بهذا الاتجاه.
ووفقا لديرمر ، "لم تتضرر مكانة أميركا في العالم العربي. لم تقوض علاقات أميركا مع الدول العربية. وأضاف أن "ما حدث بدلاً من ذلك هو أن الخطوة التي اتخذتها (إدارة الرئيس ترامب) بنقل السفارة أثبتت أن توجه العالم العربي تجاه إسرائيل يتغير" إيجابيا، ملمحا لعلاقات ثنائية مع العديد من دول المنطقة التي لا تتبادل الاعتراف مع إسرائيل في الوقت الراهن مدعيا أن "بعض الدول العربية قد تكون في النهاية مستعدة لقلب هذه الصفحة" فيما يتعلق بإسرائيل مؤكدا أنه "واثق" من أن إدارة ترامب ستجد طرقاً "لاستخدام الحقائق الجديدة في المنطقة" لدفع السلام بين إسرائيل وجيرانها.
وشارك في الحفل جيسون جرينبلات ، مبعوث الرئيس ترامب الخاص لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، أو ما أطلقت عليه إدارة ترامب ب"صفقة العصر" دون الكشف عن أي من تفاصيلها ولكنها تقوم على أساس "حل إقليمي" يفرض على الفلسطينيين "سياسة الأمر الواقع" وفق تصريحات الرئيس الأميركي نفسه وفريقه للسلام (صهر الرئيس جاريد كوشنر، ومبعوثع جيسون غرينبلات، وسفيره في إسرائيل ديفيد فريدمان) يقضي بإزاحة مسألة القدس الشرقية المحتلة عن طاولة المفاوضات وتفكيك منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأنوروا " تمهيدا لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وإسقاط حق العودة الفلسطيني.
وقد صرح فريدمان الخميس لصحيفة "إسرائيل هيوم" أن لا يتخيل بأن يقوم أي رئيس أميركي بالتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعادة نقل السفارة إلى تل أبيب، وذلك في ما يبدو أنه رد على قرار الباراغواي في إعادة سفارتها من القدس المحتلة لتل أبيب الأربعاء، 5 أيلول 2018 .
يشار إلى أن تقارير أفادت بأن الدول العربية الحليفة للولايات مثل المملكة العربية السعودية والأردن ومصر ،أبلغت إدارة ترامب بأن قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل جعل الأمر أكثر تعقيدًا بالنسبة لهم لدعم خطة سلام ترامب التي لم يتم الإعلان عنها بعد) وأنهم لن يقبلوا بسلام لا يقبل به الفلسطينيون، المطالب بحل الدولتين ، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.