الحمدالله: ندعو حماس لتحقيق المصالحة وتمكين الحكومة بغزة بلا شروط

الأربعاء 29 أغسطس 2018 07:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحمدالله: ندعو حماس لتحقيق المصالحة وتمكين الحكومة بغزة بلا شروط



رام الله / سما /

قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "سنواصل رفد ودعم صمود أبناء شعبنا، وبناء مدارس التحدي والصمود لطلابنا رغم كل أوامر الهدم ووقف العمل التي تتهددها، خاصة في التجمعات البدوية، وسنستمر في النهوض بجودة ونوعية التعليم في بلادنا، ونرسل تحية اعتزاز وتقدير لطلبة فلسطين في الوطن والشتات، وفي مخيمات الصمود، وفي الخان الأحمر، وفي زنوتا، وأبو النوار، وفي إمريحة، وفي إبزيق، وفي كل الخرب والمناطق المهددة، وهنا في عقابا في ربوع هذه المدرسة التي تتميز ببنيتها التحتية المتطورة والمحفزة وبطاقتها الخضراء".

وأضاف الحمد الله: "هذا العام، ندشن ونمضي بأهم الإجراءات التي تترجم عزيمتنا لتطوير منظومة التربية والتعليم برمتها والوصول بها إلى أعلى المعايير والأهداف الوطنية المنشودة. فأردنا لهذا العام الدراسي أن يكون "عام التعليم في القدس"، للاستمرار في تنفيذ الخطة الوطنية لدعم التعليم فيها، وحماية مؤسساتها التربوية، وصون منهاجها الفلسطيني، كرافعة أساسية لتعزيز تمسكنا بالهوية والثقافة الوطنية الجامعة، والتصدي لكل محاولات اقتلاع وتهويد القدس".

جاء ذلك خلال كلمته في إطلاق العام الدراسي (2018-2019)، اليوم الأربعاء، من مدرسة "بنات عقابا" في بلدة عقابا بمحافظة طوباس، بحضور القائم بأعمال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد أسعد، ومحافظ جنين ابراهيم رمضان، ووزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، ورئيس بلدية عقابا جمال أبو عرة، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وتابع رئيس الوزراء: "بكثير من الفخر والسعادة، أتواجد بينكم هنا في قلب محافظة طوباس والأغوار الشمالية الصامدة، ومن مدرسة عقابا التي تعتبر أول مدرسة خضراء في فلسطين، لنفتتح معا العام الدراسي (2018-2019) في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وفي مدارسنا الثلاث في قطر ورومانيا وبلغاريا، وفي مدارس الأونروا في الوطن والشتات، تجسيدا لوحدة وكفاءة نظامنا التعليمي، وإعمالا لحق شعبنا في تعليم نوعي وآمن وجامع، يتجاوز الصعاب، ويكرس إرادة الحياة والصمود الباقية والمتجددة فينا".

وأوضح: "يتسارع عملنا الوطني للنهوض بالتعليم العام والعالي وتطويع مخرجاتهما ومنع ازدواجية وتضخم التخصصات الأكاديمية لتتناسب مع حاجاتنا المجتمعية والوطنية والتطورات العالمية المتلاحقة، وبما يزيد فرص النفاذ إلى سوق العمل المحلية والدولية، ويساعدنا في مكافحة البطالة والفقر. حيث اتخذنا خطوات نوعية ومدروسة للتوسع في التعليم المهني والتقني ودمجهما في المدارس، ابتداء من الصف السابع. كما ونكون هذا العام، استكملنا حلقة تطوير المناهج المدرسية، لتكون وطنية عصرية وتفاعلية. هذا بالإضافة إلى إجراءات راسخة اتخذناها لاستنهاض واقع التعليم في غزة والشروع في بناء مدراس جديدة فيها، وافتتاح عدد من مدارس الإصرار في مستشفياتها ومستشفيات الضفة، لتمكين الطلبة المرضى من متابعة دراستهم".

وقال الحمد الله: "في سياق تدخلاتنا لرفد العملية التعليمية وضمان الوصول بخدماتها إلى كل شبر من أرضنا، وكي لا يبقى أي مكان فيها مهشما أو مهددا، أواصل جولتي اليوم في طوباس والأغوار الشمالية، بتفقد وافتتاح (مدرسة التحدي 10 في خربة إبزيق) التي تم ترميمها بتمويل من منظمة ACF ، ومشاركة المجتمع المحلي بالتبرع بالأرض والمبنى، لتكون بنية وطنية أخرى تقاوم الاحتلال وممارساته، وتكرس حق شعبنا في الحياة والكرامة الإنسانية وفي التعليم والنمو والتطور".

واختتم رئيس الوزراء كلمته: "باسم فخامة الرئيس أتمنى لطلبة فلسطين جميعهم، عاما مباركا مفعما بالنشاط والعمل والنجاح. فبالتعليم وحده، نثبت أن شعبنا عصي عن التدمير والإبادة. وإنه، مهما اشتدت وتعاظمت من حوله الصعاب، سيبقى متمسكا بحقه في التعليم، متجذرا بأرضه يصنع ويبني دولته بسواعد وإنجازات وخبرات أبنائه الوطنيين الأوفياء".

وفي السياق، شارك رئيس الوزراء في الاحتفال بالمناهج الفلسطينية الجديدة، الذي أقيم في الجامعة العربية الامريكية في جنين، بحضور محافظ جنين إبراهيم رمضان، ومحافظ نابلس أكرم الرجوب، والقائم بأعمال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد أسعد، ووزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الامريكية يوسف عصفور، ورئيس الجامعة د. علي أبو زهري، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وجدد رئيس الوزراء تأكيده خلال كلمته على "أن موقف فخامة الرئيس وخلفه كل أبناء شعبنا واضح، ولن نقبل بالالتفاف على قضيتنا العادلة أو تجاوزها، ولن نقايض على مواقفنا السياسية أو حقوقنا الثابتة بالأموال أو المساعدات، وستبقى قضية اللاجئين متقدة وحيوية بل وعصب مشروعنا الوطني التحرري".

وأضاف رئيس الوزراء: "لا يمكننا ونحن نحتفل بإنجاز واحدة من أهم أدوات تجذير هويتنا الوطنية، إلا أن نجدد الدعوة لحركة حماس للاستجابة لمبادرة الرئيس لتحقيق المصالحة وتمكين الحكومة فعليا وبلا شروط، كي يتسنى لنا العمل معا لطي الانقسام وتوحيد العمل المؤسسي ومراكمة المزيد من الانجازات في قطاع التعليم وغيره من القطاعات الحيوية، ولنضع العالم أمام مسؤولياته المباشرة في إنهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي ووقف الاستيطان".

وتابع: "يسعدني ويشرفني أن أتواجد في رحاب "الجامعة العربية الأمريكية" التي رأيناها، وعلى نحو قياسي، تكبر وتنمو وتتطور بل وتتحول إلى إحدى منارات العلم والمعرفة في فلسطين، وإنه لمن دواعي سروري أيضا، أن اجتمع بهذا الحشد المميز من الخبرات الأكاديمية والعلمية ورواد وأعمدة التربية والتعليم. نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس وباسم الحكومة، أحييكم جميعا، فأنتم من يضع بلادنا في مصاف الدول التي تهتم وتستثمر برأسمالها البشري وتنهض بمنظومة التربية والتعليم رغم كافة الصعاب والقيود التي تحاصرنا جميعا".

واستدرك: "نحتفل اليوم بحدثين مترابطين هامين، افتتاح العام الدراسي في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وفي مدارسنا الثلاث في قطر ورومانيا وبلغاريا، وفي مدارس الأونروا في الوطن والشتات، تجسيدا لوحدة وكفاءة نظامنا التعليمي، وانطلاقا من مسؤوليتنا في توفير تعليم نوعي وآمن يتجاوز المعيقات أيا كانت. أما الحدث الثاني والأبرز، فهو استكمال المناهج الفلسطينية، التي شاركتم جميعا بخبراتكم وطموحاتكم بببلورتها، لنصنع منها مناهج وطنية عصرية تفاعلية، تستجيب للتحديات كما للتطورات العالمية المتلاحقة في مجالات التعليم والتعلم".

وأردف الحمد الله: "يحق لنا جميعا أن نفخر بهذا الانجاز، فهو يلخص تجربة شعب مقاوم ذكي، يرزح تحت الاحتلال، لكنه قادر على توظيف خبراته، ليصنع ويبني بلاده ويطور بناءها وأنظمتها وقطاعاتها".

واشار إلى أن الهدف الأول من وراء "إطلاق المناهج الفلسطينية"، هو النهوض بقدرات ومهارات بنات وأبناء فلسطين، وتكريس واقع يحفز وعيهم وانتمائهم الوطني، ولفت إلى أن هذا كله، تم بحراك وطني ومجتمعي مسؤول، ووفق رؤية اللجنة الوطنية العليا لإصلاح نظام التعليم.

وأوضح الحمد الله: "لقد تم إعداد جميع المقررات المدرسية للصفوف (1-12) في المسار الأكاديمي، وتم دمج وإلحاق المسار المهني للصفوف (7-9) بواقع ثلاث مهن لكل صف، وأعدت الكتب الداعمة لتعميق الوعي الوطني، كما أدرجنا أربعة كتب خاصة للبرمجة، ومقررا للتربية المسيحية للصف 12 ليكون ضمن امتحان الإنجاز، وحددنا متطلبات المنهاج من حيث الأدوات والأجهزة والمختبرات والتقنيات. وعززنا هذا باعتماد التقويم واستقبال الملاحظات، وسنبقي المجال رحبا لأية تعديلات وتطويرات لاحقة".

واستطرد: "ندشن هذا العام أهم الإجراءات التي تترجم عزيمتنا لتطوير منظومة التربية والتعليم برمتها والوصول بها إلى أعلى المعايير والأهداف الوطنية. فقد أطلقنا نظام الثانوية العامة الجديد "الإنجاز"، وحددنا مساحة أكبر للنشاطات الحرة اللامنهجية، وتزايدت عدد مدارس التعليم الذكي. وللاستجابة للزيادة في أعداد الطلبة، سنفتتح ثماني عشرة مدرسة وسنتوسع بالقائم منها ونطور بنيتها التحتية، ويترافق هذا مع تعزيز منظومة التعليم ما قبل المدرسي، بافتتاح نحو تسعة وخمسين صفا تمهيديا في المدارس الحكومية".

واضاف: "أما في التعليم العالي، فنحن نعمل على تطويع مخرجاته لتتلاءم مع الحاجات المجتمعية والوطنية، ومع التطورات العالمية، باعتماد وترخيص تخصصات جديدة، ومنع تضخم وازدواجية بعض البرامج الأكاديمية، لزيادة فرص النفاذ إلى سوق العمل المحلية والدولية، كما ونعمل على إعادة تشكيل مجلس التعليم العالي لضمان أكبر وأشمل تمثيل من كافة القطاعات".

وتابع رئيس الوزراء: "إننا نعمل كذلك، بالشراكة مع قطاعنا الخاص ومؤسسات مجتمعنا المدني والدول الصديقة والشقيقة، لدعم التعليم في القدس وحماية مؤسساتها التربوية، وصون منهاجها الفلسطيني، كرافعة أساسية للتصدي لمحاولات اقتلاعها وتهويدها وتهجير أهلها، ونتوسع في بناء مدارس التحدي والصمود في المناطق المهددة والمهمشة من الجدار والاستيطان، حيث افتتحنا اليوم في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، "مدرسة التحدي 10 في إبزيق"، كما ونقيم المزيد من مدارس الإصرار للطلبة المرضى في مستشفياتنا الوطنية، بما فيها مستشفيات القدس وقطاع غزة".

وقال الحمد الله: "إن استكمال المناهج الفلسطينية، في إطار كل هذه الجهود، إنما يعد محطة هامة في سلسلة عمل متواصل وغني بالتحديات كما بالآمال، للنهوض بجودة ونوعية التعليم ابتداء من رياض الأطفال وحتى مؤسسات التعليم العالي. وفي هذا السياق، أحيي الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة التربية والتعليم، وكافة مكونات أسرة التعليم في أرجاء الوطن، فالمناهج الفلسطينية هي الأساس، الذي ننطلق منه لإعمال حق شعبنا في تعليم فلسطيني متطور، يرسخ الهوية والثقافة الوطنية الجامعة، ويحفظ قضيتنا من محاولات الاقتلاع والتزييف".

واختتم رئيس الوزراء كلمته: "أشكر الدول والجهات المانحة التي تساهم في دعم استمرارية خدمات الأونروا، خاصة التعليمية، وتمكينها من مواجهة الأزمة الخانقة التي تعترضها جراء استمرار الابتزاز والتهديد الأمريكي، فإنني أناشد دول العالم الالتفات إلى ما يجري هنا على أرضنا من صراع محتدم بين إرادة الحياة والتطور الفلسطينية في مواجهة ممارسات الهدم والقتل والاقتلاع، ونطالبهم باتخاذ خطوات رادعة لمواجهة تهديدات الإدارة الأمريكية التي لا تعطي إلا شرعية للاحتلال وممارساته، وتزج بالمنطقة بأسرها إلى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار".