على خلفية إطلاق نار واشتباكات عقب تفجير مدرعة، يقود عنصران من كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- جنديًا إسرائيليًا "حيا" إلى جهة غير معلومة، وتفجير آخر تبعه اختفاء أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي في باطن الأرض.
هذه ليست سوى مشاهد لمجسمات مصغرة اختتمت بها كتائب القسام أنشودتها الجديدة في ذكرى انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة نهاية عام 2014.
وعبر "فيديو كليب" استخدمت فيه تقنيات مختلفة بينها تحريك المجسمات الصغيرة، عرضت كتائب القسام أنشودة للجوقة العسكرية (فرقة فنية) التابعة لها، تضمنت إشارة إلى عملية أسر الجنديين الإسرائيليين أرون شاؤول وهدار غولدن في حرب الاحتلال على قطاع قبل أربع سنوات.
وجسدت الأنشودة التي أنتجتها الجوقة العسكرية لكتائب القسام مشاهد العدوان على قطاع غزة من قصف الأحياء وتدمير البيوت، وكذلك جسدت أعمال المقاومة الفلسطينية خلال تلك الحرب من إطلاق الصواريخ والاقتحامات البرية والبحرية، واختتمت باختطاف الجنود مع نشر صور قلادتي الجنديين هدار غولدن وأرون شاؤول.
وفي 20 يوليو/تموز 2014، أعلنت كتائب القسام عن أسر شاؤول في عملية قتل فيها 14 جنديا إسرائيليا شرق حي الفتاح خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
ولا يزال مصير الضابط الإسرائيلي هدار غولدن -الذي اختفى في الأول من أغسطس/آب 2014- مجهولا، في الوقت الذي أعلنت فيه كتائب القسام فقدان الاتصال بمجموعة المقاومين الذين تصدوا لقوة إسرائيلية توغلت شرق مدينة رفح جنوب القطاع، وكان من معهم غولدن.
وترفض كتائب القسام تقديم أي معلومات مجانية عن حياة الإسرائيليين الأسرى لديها، لكنها ألمحت في العديد من المناسبات عبر إصدارات ورسائل مبطنة أنها تحتجز عددا من جنود الاحتلال، مشيرة إلى أن بينهم أحياء ومصابون.
وتعليقا على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن هذه الرسائل الواضحة التي تخرج بين الفينة والأخرى في محاولة لتحريك الرأي العام الإسرائيلي والتأثير عليه للضغط على حكومته للبدء بمفاوضات صفقة تبادل، وهي جزء من صراع الأدمغة بين كتائب القسام والاحتلال الإسرائيلي.
ويرى الصواف في حديث للجزيرة نت أن الرسالة هذه المرة واضحة لا لبس فيها، وهي أن "جنودكم أحياء في يد المقاومة، بخلاف الرواية الإسرائيلية التي تكذب على أهالي الجنود الأسرى".
ويرى أن استمرار هذه الإصدارات بمثابة خلطٍ للأوراق بين حكومة الاحتلال والجمهور الإسرائيلي، خاصة إذا وجدت هذه الفيديوهات طريقها إلى الجمهور الإسرائيلي، وقد تحقق نتائج إيجابية في تحريك الملف.
ووافق الكاتب إبراهيم المدهون سابقه على أن رسالة القسام واضحة وهي أن هناك جنودا إسرائيليين أحياء لديها، وأكد أن الرسالة توضح للمجتمع الإسرائيلي وصناع القرار وأهالي الأسرى أن الرواية الإسرائيلية ليست دقيقة، وأن هناك ما يتم إخفاؤه عنهم، وأن الكلام اليقين هو ما تمتلكه كتائب القسام.
واعتبر المدهون أن كتائب القسام تريد تفعيل ملف الأسرى الإسرائيليين الذين أسرتهم المقاومة في قطاع غزة خلال الحرب الماضية، وأشار إلى أن الإصدار "رسالة للرأي العام الإسرائيلي لكي يتحركوا لزيادة الضغط على حكومتهم لإنجاز صفقة تبادل جديدة".