عقد مركزا التعليم المستمر والتعليم المفتوح بجامعة القدس المفتوحة، يوم الإثنين الموافق 30-7-2018م، الملتقى العلمي الأول حول التحول الرقمي في التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة، وذلك في مقر الهلال الأحمر بمدينة البيرة.
وعُقِد المؤتمر تحت رعاية معالي وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم وبحضوره، بالتعاون مع شبكة التعليم المستمر لجامعات الاتحاد الأوروبي (يوكان) وبدعم حصري من "جوال".
وحضر الملتقى رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة م. عدنان سمارة، ورئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، وأمجد بشتاوي مدير إدارة الشبكة في شركة جوال الراعي الحصري للملتقى، وعدد من الباحثين والمهتمين من فلسطين وخارجها أبرزهم: أ. د. ألفريدو سويرو أحد مؤسسي شبكة التعليم المستمر لجامعات الاتحاد الأوروبي، وهو الخبير في التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة من البرتغال، ود. ألستير كريلمان، الخبير في التعليم الإلكتروني من جامعة لينيوس في السويد، ود. ماريا فراجكاكي، وهي باحثة وخبيرة في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم بجامعة باتراس.
في هذا السياق، شكر وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم في كلمته بافتتاح الملتقى، "القدس المفتوحة" لتناولها هذا الموضوع لأنه يلامس الحياة اليومية العملية الأكاديمية التي تستوجب "مواكبة التغيرات والتطورات الدولية المرتبطة بعالمنا الذي أصبحنا جميعًا فيها أسرى للأجهزة الإلكترونية".
ثم أشار إلى شراكة جامعة القدس المفتوحة في مجال التعليم الإلكتروني في فلسطين، لافتًا إلى أنه في قانون التعليم العالي الجديد جرى التركيز على التعليم الإلكتروني والمفتوح والمدمج.
وشدد د. صيدم على دور التكنولوجيا في كل مناحي الحياة، "فالعالم أصبح بين يديك عبر التكنولوجيا، وما نملكه اليوم كان جزءًا من الأحلام في الماضي".
وأضاف أن شراكة الجامعات الفلسطينية مع الأوروبيين هي محور تقدير للجميع، وتسهم في تطوير العملية التعليمية في فلسطين، مشيرًا إلى الخطوات التي خطتها الوزارة في مجال رقمنة التعليم، إذ يجري التركيز على تعزيز التكنولوجيا في المدارس.
وحيّا م. عدنان سمارة، رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة/رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز، المشاركين في الملتقى باسم أسرة جامعة القدس المفتوحة، ورحب بالحضور وثمن دعمهم لهذا الملتقى.
وقال م. سمارة إن "القدس المفتوحة" تنظم هذا المؤتمر بصفتها رائدة التعليم الإلكتروني في فلسطين، وتقوم بواجبها الوطني نحو مجتمعها، وقد طورت العديد من المشاريع المتميزة في الوطن في هذا المجال.
وأضاف م. سمارة أن الملتقى العلمي الأول ينظم بالتعاون مع جامعات أوروبية وشبكة (يوكان) التي تضم بين جنباتها عشرات الجامعات من أوروبا والعالم، لتطوير التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة.
وذكر بأن "القدس المفتوحة" كانت فكرة رائدة في مجال التعليم المفتوح والإلكتروني، وطورت نظام التعليم المدمج ليصبح الأحدث في فلسطين وعلى مستوى العالم، وقد طورت وسائلها بمختلف المجالات وآخرها فضائية القدس التعليمية، والجامعة اليوم تقف على قمة الهرم في استخدام التكنولوجيا.
وطالب سمارة بالتركيز على إعداد الأبحاث العلمية في مجال التعليم المستمر ونشرها في مجلات عالمية ليستفيد منها المجتمع، "وهذا يتطلب منا بذل الجهود لتصبح "القدس المفتوحة" واحدة من الجامعات المميزة على مستوى العالم لا على مستوى الوطن العربي وفلسطين فحسب".
إلى ذلك، قال أ. د. عمرو، في كلمته بالملتقى، إن جامعة القدس المفتوحة بدأت بالتعليم المفتوح بعد ولادة عسرة على أرض الوطن، ثم تطورت فاعتمدت نظام التعليم المدمج، ومع التطور العلمي أصبح التعليم المستمر حاجة للمجتمع نظرًا للتطور السريع للمعرفة.
وأضاف أ. د. عمرو "إن جامعة القدس المفتوحة انخرطت في عدد من الاتفاقيات الدولية من أجل تطوير التعليم المستمر في الجامعة، وشاركت في تأمين التدريب والتعليم الإلكتروني من خلال إنشاء منصات للتعليم المستمر باتفاقيات كان آخرها مع وزارة الصحة، ونحن نولي التعليم المستمر والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اهتمامًا كبيرًا".
ثم تابع: "تأتي أهمية تنظيم هذا الملتقى نظرًا لأهمية التعليم المستمر في تطوير مهارات الأفراد والمؤسسات، حيث ينطلق التعليم المستمر من مفهوم أن لا يقتصر التعليم الذي يتلقاه الفرد على مقاعد المدرسة والجامعة، وإنما يجب أن يحرص الإنسان على تعلم أشياء جديدة طوال سنوات حياته، سواء بالاعتماد على دافع شخصي أو مهني".
وأضاف أ. د. عمرو أن "فكرة تنظيم هذا الملتقى انطلقت من كون جامعة القدس المفتوحة رائدة التعلم الإلكتروني في فلسطين، ونفذت العديد من المشاريع الرائدة، أهمها مشروع تطوير منصة التعلم الإلكتروني لوزارة الصحة الفلسطينية، الذي يتيح فرص التعلم المستمر للطواقم الطبية".
وتابع أ. د. عمرو قائلاً: "ينظم هذا الملتقى بالتعاون مع شبكة التعليم المستمر للجامعات في دول الاتحاد الأوروبي (EUCEN)، وهذه الشبكة تضم في عضويتها (184) جامعة من (34) دولة أوروبية، وتعمل على تبادل الخبرات ما بين أعضائها في مجال التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة من خلال مشاريع تعليمية وندوات ومؤتمرات علمية".
ودعا أ. د. عمرو إلى تعميم تجارب التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة في التعليم العام في فلسطين إلى جانب التعليم العالي.
من جانبه، قال مدير مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع أ. محمود حوامدة، في كلمة المنظمين للملتقى: "إن الملتقى يهدف إلى تبادل الخبرات في مجال التعليم المستمر بين خبراء في التعليم المستمر والتعليم الإلكتروني في فلسطين وأوروبا، وستنشر مداخلات الملتقى بعد انتهائه باللغة الإنجليزية من أجل الاستفادة منها".
وأضاف أ. حوامدة: "استضاف الملتقى باحثين في جلستين: تحدث في الجلسة الأولى خبراء في التعليم المستمر والتعلم الإلكتروني من البرتغال والسويد واليونان وفلسطين، أما الثانية فعرضت فيها تجارب وحلول تقنية ستسهم في تيسير عملية التعليم المستمر وتوفير فرص التعلم مدى الحياة لجميع الأفراد".
ودعا أ. حوامدة إلى ضرورة الاهتمام بما تم طرحه ومناقشته في جلسات هذا الملتقى، والتي تواكب التطورات العلمية التي تحدث بتسارع كبير في مختلف العلوم والاختصاصات، "لأننا بأمس الحاجة إلى تبني التعليم المستمر وتطبيقه في جميع مؤسساتنا الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، للنهوض من حالة التراجع الكبير الذي نعيشه، ومحاولة اللحاق بركب التقدم العلمي الهائل الموجود في العالم".