قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن "إسرائيل ليست معنية بعملية عسكرية جديدة واسعة في غزة، وقد حاولنا في الأسابيع الماضية التوضيح أننا نرفع مستوى ردودنا عن ما يحصل في غزة، دون الحديث عن ردود تصل إلى عملية عسكرية كبيرة في غزة".
وأضاف في تصريحات نقلتها القناة العاشرة، أن "الحكومة ووزير الحرب لا يتحدثان عن الحرب، حتى إن حماس لا تطلق صواريخها في ما وراء غلاف غزة، بل تعمل بحذر شديد".
وذكر وزير الحرب السابق موشيه يعلون أن "التصعيد الحاصل في غزة لا يواجه بالرد الفوري من قبل إسرائيل، وفي ظل عدم توفر وسائل قتالية لاستهداف كل قذيفة صاروخية، أو كل بالون حارق أو طائرة ورقية مشتعلة فإن إسرائيل مطالبة بإرسال رسالة لحركة حماس مفادها أنها سوف تدفع ثمنا عن ذلك".
ونقلت صحيفة معاريف عن عوفر شيلح، عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ورئيس كتلة حزب "هناك مستقبل" البرلمانية، أنه "اتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتذبذب، وعدم اتخاذ قرار حاسم في ما يتعلق بغزة، وأنه لا يتمتع بالمسؤولية اللازمة لا الشخصية ولا العامة، لأن الوضع الأمني في الجنوب مع جبهة غزة آخذ بالتدهور وربما يصل إلى حد الحرب الشاملة".
وأضاف أنه "إن لم تغير إسرائيل طريقة عملها في غزة فإن الحرب أمام حماس ستكون حتمية لا محالة، لأن ما يحصل اليوم في غزة حذرنا منه قبل أربع سنين".
وختم قائلا: "إنني أعطي موافقتي على سياسة الجيش في الرد على كل حادث أمني يحصل على جبهة غزة، لكن غياب عملية سياسية كاملة من قبل الحكومة قد يأخذنا إلى الحرب الواسعة مع حماس".
من جهتها، قالت الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون الحزبية رينا متسليح إن "هناك خلافات جدية بدأت تظهر بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان حول التعامل مع غزة، فالأول يريد ضبط النفس أكثر، فيما يريد الأخير مهاجمة حماس بقوة".
وكشفت متسليح في تقرير للقناة 13، النقاب عن أن "نتنياهو منع ليبرمان من توجيه ضربة قاسية كبيرة ضد حماس في 12 من الشهر الجاري، بعكس رغبة الأخير، مع أن معارضة نتنياهو بشدة لهذه الضربة التي نوى ليبرمان توجيهها لحماس كانت بسبب تزامنها مع امتحانات الثانوية العامة في إسرائيل".
وأوضحت أنه "في كل ما يتعلق باستمرار الضربات ضد حماس يبدو أن هناك خلافات جادة بين الاثنين سواء في المجال العسكري العملياتي أو المدني الإنساني، وليس من المتوقع أن تنتهي هذه الخلافات قريبا، بل ربما تأخذ منحنيات أكثر تصعيدا".
لكن أوساط نتنياهو قالت إن "ليبرمان يتكلم بصوت عال ويفعل بصورة منخفضة، فهو نفسه الذي أعلن أنه لن يفتح معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، لكنه خلال أقل من 12 ساعة قرر فتحه على عاتقه الشخصي، وبذلك منع ممارسة مزيد من الضغط على حماس".
وأضافت أن "ليبرمان ذاته قال خلال جولة له في غلاف غزة أنه من المتوقع أن تنتقل إسرائيل لمرحلة جديدة في الردود على حماس، صحيح أننا لا نريد الحرب، ولا نسعى إليها في غزة، لكن الكرة موجودة الآن في ملعب حماس، فإذا دوت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، فستدوي أضعافها في غزة".