منتدى الاعلاميين: توصية بدعم الإعلام الفلسطيني وملاحقة الاحتلال في المحاكم الدولية

السبت 21 يوليو 2018 11:11 ص / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما /

أوصى مشاركون في ندوة نظمها منتدى الاعلاميين الفلسطينيين بمدينة غزة، بضرورة تضافر الجهود لدعم الإعلام الفلسطيني كونه جزءا من الصراع القائم مع الاحتلال، مطالبين بضرورة تشكيل حماية وطنية للعمل الصحفي الفلسطيني في ظل اعتداءات وانتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، داعين في ذات الوقت قناة القدس للتقدم ببلاغات شكوى ضد قرار حظرها لدى المحاكم الإسرائيلية والدولية.

وحملت الندوة التي عقدت في مركز فلسطين للتدريب والتطوير التابع لصحيفة فلسطين اليومية عنوان "سبل مواجهة قرار الاحتلال حظر قناة القدس الفضائية"، وشارك فيها نخبة من الإعلاميين والكتاب والحقوقيين.

وحظرت سلطات الاحتلال في 9 من الشهر الجاري عمل قناة القدس الفضائية في مدينة القدس والأراضي المحتلة عام 48، فيما اعتقلت طاقم القناة من أم الفحم، وأخضعتهم للتحقيق، قبل الإفراج عنهم، فيما أخضعت كذلك ثلاثة من الأفراد العاملين في شركة إنتاج تقدم خدمات للقناة.

وأكد القيادي في الحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب أن الاعلام الفلسطيني حقق إنجازات وتطورات مهمة، دفعت دولة الاحتلال لملاحقته والاعتداء عليه، مشيرا إلى أن حظر قناة القدس يأتي تباعًا لقرارات سابقة جرت بحق قنوات ووسائل إعلامية أخرى كقناة فلسطين اليوم والأقصى والعديد من الإذاعات المحلية في الضفة.

وشدد على أن الاعلام الفلسطيني مستهدف في الضفة الغربية، فيما ترصد المراكز والمؤسسات المعنية بالقضايا الاعلام والصحافة العشرات والمئات من الانتهاكات التي تجري بحقه والصحفيين بشكل شهري.

وأوضح شهاب أن قناة القدس منذ بدايتها حملت الهم الوطني بكل أبعاده وتفاصيله، وقدمت خدمات إعلامية مختلفة تصب في صالح القضية الفلسطينية، مشددا على أن المطلوب وإيذاء استهدافها البحث في كيفية تشكيل حماية وطنية للعمل الصحفي الفلسطيني.

ورأى أن مسؤولية حماية وسائل الاعلام الفلسطينية من التغول والاعتداء الإسرائيلي، لا تقع على جهة فلسطينية معينة، بقدر ما أنها مسؤولية جماعية مركبة، رغم أن السلطة الفلسطينية إلى جانب نقابة الصحفيين عليهما جانب كبير من المسؤولية.

بدوره، نبه مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في قطاع غزة جميل سرحان، أن قرار حظر عمل قناة القدس الفضائية صدر عن وزير الحرب في دولة الاحتلال افيغدور ليبرمان، استنادًا لقانون (محاربة الإرهاب)، والذي يخالف كافة معايير حرية الرأي والتعبير والقوانين الدولية.

وأكد أن سلطات الاحتلال تستند إلى هذا القانون التمييزي بهدف استهداف المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس والداخل المحتل، وعزلهم عن شعبهم في الضفة وغزة، ومنعهم من الوقوف لجانبهم، وقال إن قناة القدس الفضائية لم تكن يوما من الأيام تحض على الكراهية والعنف، أو ضد أي من التركيبات الاجتماعية الفلسطينية، وهو ما ساهم في استهدافها وحظرها.

بدوره، أوضح أستاذ الاعلام في الجامعة الإسلامية د. حسن أبو حشيش، أن انتفاضة الأقصى عام 2000 كانت بمثابة التاريخ المحدد لبروز انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للحركة الإعلامية بشكل ممنهج ومقصود، وذلك بما مثله الاعلام الفلسطيني من حالة منازعة للرواية الإسرائيلية "رغم الإمبراطورية" التي يتمتع بها.

ورأى أن قناة القدس مطالبة في ظل قرار حظرها بزيادة جرعة الوثائقي التي تركز على قضايا القدس والأراضي المحتلة عام 48، والتشبيك مع المكاتب الفضائية والفلسطينية والعربية العاملة في فلسطين بغرض المساعدة والتغلب على قرار الحظر، إلى جانب التعاقد مع شركات انتاج مقدسية بشكل مباشر أو غير مباشر.

من ناحيته، أكد مدير قناة القدس الفضائية في فلسطين عماد الافرنجي أن أخطر ما في قرار الاحتلال بحق حظر القناة هو وصمها بـ"الارهاب"، مشددًا على أن ذلك سابقة خطيرة لم تحدث من قبل.

وقال إن القناة حافظت ومنذ انطلاقتها على هويتها الوطنية، وركزت على القضايا  الجمعية والإنسان والهوية والأسرى وحق العودة واللاجئين والمقدسات، وكانت القناة الأولى التي تنفذ برنامجا خاصا لفلسطيني 48، لمعالجة همومهم وتطلعاتهم.

وشدد على القناة بحاجة لكثير من الجهد على الصعيد القانوني والسياسي والإعلامي لمجابهة قرار الاحتلال ضدها، مؤكدا في ذات الوقت استمرار تمسك القناة بمهنيتها وشجاعتها لصحفية، والالتزام بنشر كل ما يفضح ويعري الاحتلال.

وفي ختام الندوة، تلا مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين التوصيات التي خلصت إليها الندوة، وأبرزها دعوة قناة القدس للتمسك بالموضوعية في طرح الموضوعات والمعالجات وخاصة في العلاقات الداخلية، والاستمرار في الانحياز للرواية الفلسطينية في قضايا الصراع مع الاحتلال، وتعظيم الروح الوحدوية بين كل المكونات الفلسطينية والعربية والإقليمية، وزيادة جرعة الوثائقي التي تركز على قضايا مهمة كالقدس وهموم أهلنا في ٤٨م.

ومن بين التوصيات، ضرورة التشبيك مع مكاتب الفضائيات الفلسطينية والعربية والإقليمية بغرض المساعدة في التغلب على الحظر، والتواصل مع من يلزم من الفضائيات التي تهتم بالقضية الفلسطينية، ولا تعمل من داخل فلسطينية لنقل التجربة، والطلب رسمياً من الجهات الإعلامية الدولية ذات العلاقة بالتدخل.