استنكر مركز الميزان الحقوقي هجمات قوات الاحتلال على قطاع غزة ، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين لا سيما الأطفال والنساء الذين شكلوا هدفاً لتلك الهجمات.
وفي التفاصيل قال المركز أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت فجر ،أمس السبت، الموافق 14/7/2018، غارات مكثفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، بلغت في مجموعها (40) غارة، استخدمت خلالها (85) صاروخاً، وطالت تلك الغارات مواقع أمنية، ومناطق مكتظة بالسكان، وأراضي مفتوحة، بالإضافة إلى القصف المدفعي الذي طال عدة مناطق شرقي قطاع غزة، وتسببت تلك الهجمات في قتل طفلين وإصابة (28) آخرين بجراح مختلفة، من بينهم طفلين وسيدة، كما أثارت تلك الغارات حالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين ولاسيما الأطفال.
وبحسب المعلومات الميدانية التي جمعها باحثو مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 17:55 من مساء السبت الموافق 14/7/2018، بخمسة صواريخ سطح مبنى دار الكتب الوطنية (مبنى الكتيبة) الواقع إلى الغرب من مدينة غزة، وهو مبنى غير المأهول، وترافق القصف مع وجود طفلين يلهوان على سطح المبنى المكون من خمسة طبقات، ما أدى إلى مقتلهما وهما: لؤي مازن نبيل كحيل (14 عاماً)، وصديقه أمير محمد وليد النمرة (14 عاماً)، وبعد عدة دقائق، عاودت الطائرات الحربية قصف المبنى بواسطة أربعة صواريخ ما أدى إلى انهيار جزء من المبنى، واصابة (23) مواطن ممن تصادف وجودهم وساعة القصف بإصابات مختلفة.
كما تسبب القصف في أضرار بالغة في بعض المنشآت العامة المحيطة بالمكان المستهدف ومنها سجن الكتيبة، ومقر اسعاف يتبع لوزارة الصحة الفلسطينية التي أعلنت عن تضرر مقر الاسعاف وعدد من مركبات الوزارة وسيارات الاسعاف، والعديد من المؤسسات الأهلية والمحال التجارية والمنازل السكنية.
والجدير ذكره أن الموقع المستهدف يعتبر من الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية، ويحتوي محيطه على دوائر حكومية ومؤسسات أهلية وجامعات، وموقف للباصات وسيارات الأجرة، كما يشرف المبنى المستهدف على متنزه الكتيبة الذي ترتاده الأسر والأطفال مقابل المكان المستهدف للتنزه.
وعند حوالي الساعة 15:30 من مساء اليوم نفسه، قصفت المدفعية الإسرائيلية بثلاثة قذائف، أراضي المواطنين شرق بلدة القرارة، شمال شرق محافظة خان يونس، حيث سقطت إحدى القذائف على منزل المواطن علي عبد الكريم سلامة الزر (59 عاماً)، وأسفر القصف عن إصابة صاحب المنزل وزوجته بجراح وصفتها المصادر الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية بالمتوسطة، كما لحقت أضرار جزئية في المنزل المكون من طابق أرضي ومسقوف بالصفيح والباطون.
وعند حوالي الساعة 1:15 من فجر اليوم الأحد الموافق 15/7/2018، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين مجموعة من المواطنين، شرق حي التفاح بالقرب من جبل الصوراني شرق مدينة غزة، ما أدى إلى اصابة أحدهم بجراح متوسطة، في حين سقط أحد الصاروخين على منزل المواطن ماجد محمد صالح سكر (55 عاماً)، الواقع في المنطقة نفسها، ما أدى إلى اصابة ابن صاحب المنزل بجراح وصفتها المصادر الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية بالمتوسطة، كما لحقت أضرار جزئية بالمنزل المكون من أربعة طبقات ومسقوف بالباطون.
واستنكر المركز هذا التصعيد العسكري، واستهداف الأطفال والآمنين المدنيين في منازلهم، وحالة الرعب التي خلفتها تلك الهجمات في صفوفهم.
كما حذر المركز من أن تكون هذه الهجمات مقدمة لعدوان واسع قد يشن على قطاع غزة، سيدفع ثمنه المدنيون لا سيما الأطفال والنساء الذين شكلوا هدفاً لقوات الاحتلال في كل عدوان شنته على قطاع غزة.
وطالب المركز المجتمع الدولي ولا سيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي والقيام بواجبها القانوني والأخلاقي المتمثل في حماية المدنيين الفلسطينيين وضمان احترام قواعد القانون الدولي التي تعتبر ملزمة في كل الأحوال.
كما جدد المركز التأكيد على أن فشل المجتمع الدولي في تفعيل أدوات المحاسبة الدولية أسهم ولم يزل في تشجيع قوات الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم والتحلل من التزاماتها بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني.