الهدف الاسمى للعائلة هو استثمار روح رسمي لحماية الابرياء من الاهمال الطبي

"عائلة حمايل" تكشف لـ"سما" تفاصيل وفاة ابنها اثر شبهة في خطأ طبي بمستشفيات الضفة

الأربعاء 11 يوليو 2018 10:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
"عائلة حمايل" تكشف لـ"سما" تفاصيل وفاة ابنها اثر شبهة في خطأ طبي بمستشفيات الضفة



خاص سما/ خصير ابو تمام/

وترجل الفارس عن صهوة جواده ودعت عائلة حمايل واهالي بلدة كفر مالك " رسمي حمايل " الذي لم يقض في ارض معركة بل قضاها اثر شبهة في خطأ طبي، حيث شكل صدمة لكل من عرفه او سمع به وترك برحيله ارثا ثقيلا يصعب نسيانه بما قدمه من عطاء طوال حياته للوطن ولابناء بلدته.


وحول هذه الصدمة برحيل الشهيد رسمي حمايل قال الناطق باسم عائلة حمايل الدكتور/ حسين حمايل في حديث خاص لوكالة سما الاخبارية ساردا تفاصيل ماحدث: ان المرحوم  رسمي حمايل ادخل  الى مستشفى رام الله  يوم الجمعه 06. 07. 2018 وهو يعاني من جلطة حسب التشخيص الذي حصل وتم عمل الاجراءات له باعطائه ادوية وغيره، وبقي فيه يومي الجمعه والسبت ويوم الاحد تقرر ان يعمل له قسطرة، وهنا يجب ان أشير من أين بدأ موضوع الاهمال الطبي؟

وتابع قائلا :"    في اول يوم له في المشفى جاء وفد طبي وكان بينهم دكتور بدرجة بروفيسور مختص بالقلب كلن يقوم بزيارة المرضى في المشفى وطلب من الطاقم الموجود في العناية أنه يجب ادخال بالمريض في عملية القسطرة فورا، رفض المستشفى ورفضت الطواقم الطبية متسائلا :" ما أسباب هذا الرفض لا نعلم حتى الان " .
لكننا نعتقد انه لم يكن هنالك لديهم الطواقم والأعداد الكافية لاجراء هذه العملية.

واضاف انه يوم السبت بقي الوضع على حاله دون أي تدخل وطبعا نحن لا نعرف ماهي أنواع الادوية التي اعطوها للمريض في حينه، وفي يوم الاحد تقرر عمل قسطرة له في المجمع الطبي وفجأة تحول الموضوع انه يجب نقله الى المستشفى الاستشاري وعند محاولة معرفة السبب أبلغنا ان هنالك اجهزة لاتعمل "خربانه"، وهنالك من قال لنا لاتوجد طواقم لعمل العملية وقاموا بالتحويلة الطبية على وجه السرعه وتم ذلك.


ويقول حمايل : في الاستشاري قاموا بعملية القسطرة ووضعوا له 3 شبكيات ووضعوه في العناية المركزة واستيقظ هنالك وابلغنا الطاقم الطبي ان وضعه مستقر للغاية، وفي مساء نفس اليوم اصابته انتكاسة حتى صباح يوم الاثنين وذلك بسبب ارتفاع الماء الى الرئتين على حسب قولهم في المشفى، وهنا تم التنسيق لنقله الى مستشفى هداسا داخل الخط الاخضر وبدأ العمل لهذا التنسيق منذ الساعه السابعه صباحا من يوم الاثنين حتى الساعه الرابعه، وتم التنسيق مع مشفى هداسا من خلال الارتباط الفلسطيني وتم نقله. 

واردف قائلا :" هنا في هذا الوقت بالذات لدينا الكثير من الاقاويل والشهادات والتكهنات وسمعنا الكثير ، مثال ذلك أبلغنا الطبيب المشرف عليه ان وضعه مستقر وطوال النهار يخبر اخيه نضال حمايل "ابو العبد" ان وضعه مستقر للغايه واموره جيده وحالته ليست بالخطيرة وهنا كانت المشكلة لانه يجب ان يكون هنالك صراحه مع ذوي المريض لانه في النهاية أي قرار سيتخذه ذووه  لن يتم اتخاذه الا بناء على  اجوبة الطبيب.

هنا طبعا حصل ما حصل وتوفي الاخ رسمي .

وافاد نحن الان لدينا الكثير من الحقائق والبراهين والادلة والشواهد التي تؤكد انه كان هنالك اهمال طبي واضح في هذه القضيه.

واوضح حمايل: الاهمال الذي شاهدناه نحن من الجهتين "المجمع الطبي والاستشاري" وذلك بسبب تأخير المجمع الطبي بعمل عملية القسطرة عندما قرر البروفيسور المختص المرافق للوفد ذلك  يوم الجمعه الا ان المجمع قرر تأجيله ليوم الاحد وبالاخر تبين ان لديهم جهاز لا يعمل وطلبوا هم تحويله للاستشاري.

واضاف حمايل: قد يتسلح بعض الاطباء والناس ان هذا هو الوضع القائم في الاراضي الفلسطينية ، في هذا الموضوع بالذات هنالك شيء مهم عندما دخل اخو المتوفي نضال "ابو العبد" وبحضور بعض الشبان الى مكتب الدكتور البطراوي وقالوا له باختصار شديد "احنا بدنا نودي اخونا على هداسا عين كارم بدنا ننقذ حياته"  واجابهم ان الوضع طبيعي ولاتوجد مشاكل واتركوه هنا ونحن سنقوم باللازم يعني عمليا قلنا لهم لانريد تحويلة ولا غيره نحن سنقوم بالدفع ولن ننتظر التحويله بوجود شهود على هذا الكلام وكانت اجابتهم لا يلزم وليس هنالك مشكلة وكل اموره تمام.


واضاف انه تم تشكيل لجنة تحقيق من قبل وزير الصحه وعائلة المتوفي أصرت ان يكون ممثل عنهم في هذه اللجنة وتم استدعاء طبيب من خارج طواقم وزارة الصحه حتى يكون هنالك ضمانه للنزاهه والشفافية في هذه اللجنة ونحن في النهاية ما ستكون نتائج هذه اللجنة سنتابعه ونكمل بالاجراءات وسنستشير الكثير من الناس بكل ما يتعلق بهذا الامر.


وقال :" ضمن النظام والقانون الموجود في هذا البلد اتمنى ان يحق الحق وان يكون هناك محاسبة لأي مقصر لأي مهمل.

وتابع انه :"  في النهاية لست انا من يقرره هنالك لجنة التحقيق التي تقره، قائلا ان وزير الصحه اكد انها ستكون نزيهه وهنالك ممثل العائلة اذا شعر بأي لحظة باي تقصير في هذا الموضوع سينسحب فورا من اجل ان يتم هذا الامر على أصوله.


واضاف ان :" الشيء المهم الاخر في هذه القضية الهدف الاسمى لنا نحن كاصدقاء واقارب وعائلة لرسمي كفى قتل الناس تحت شعار الاهمال الطبي  والاخطاء الطبية، 
نحن نعلم ان هذا لن يعيده للحياة ولكن نريد ايصال صوتنا للمسؤولين واصحاب القرار  والاطباء  ان اهتموا بالناس واشعروا مع الاهالي .

وقال حمايل حول عدم فتح بيت للعزاء: منذ البداية قرر اخوان واهل رسمي لن يكون هنالك بيت عزاء وهي رسالة للجهات المعنية ان الموضوع لن يمر مرور الكرام وسنتابعه، ومازال الموضوع مرفوض ولن يفتح لحين وصول قناعة للعائلة بان الهدف الذي تسعى له بالحد من الاخطاء الطبية والاهمال الطبي قد وصلت رسالته ليعود النفع والاجر باذن الله للشهيد رسمي  بحسب تقديرنا وماشهدنا انه قضى نتيجة الاهمال الطبي واي مستجدات سنعلن عنها للكل .

وفي نفس السياق حول ظاهرة الاخطار الطبية الموجوده في الاراضي الفلسطينية قال الاكاديمي والباحث في قضايا الاخطاء الطبية الدكتور محمود فطافطه لوكالة سما الاخبارية :"  الاخطاء الطبية موضوع معقد وشائك فيه الانسانية تغلب، كما ان هنالك تعقيد عندما نتحدث عن الاخطاء الطبية.

واوضح انه اولا الاعتراف بانه خطا طبي  واذا اعترفنا ان هنالك خطأ طبي علينا ان نتحمل المسؤولية حول او جراء او ازاء مثل هذا الخطا الطبي، أعقد مافي الخطا الطبي أن تثبت أنه خطا طبي هذا امر أساسي، الخطا الطبي يحدث في كافة المستشفيات بالعالم سواء الخاصه او الحكومية، متطورة او غير متطورة ولكن الفرق مابين دولة الى دولة او مستشفى الى مستشفى او من قطاع طبي عام او قطاع طبي خاص او ماشابه ذلك، هي مسؤولة من 3 اشياء وهي: 
ان نعترف بان هناك اخطاء طبية.
يجب علينا ان نحاسب من وقع في هذه الاخطاء. 
ان يكون هنالك تقديم الحق لمن وقع تحت هذا الخطا الطبي.

وتابع قائلا :" هنالك نقطه مهمه يجب علينا ان نعرف ماهو  الخطا الطبي لانه هنالك حوالي 40 مصطلح  احدى هذه المصطلحات الاساسية ان اعقد مافي الموضوع ان نثبت ان هناك خطا طبي وان نميز هل هو خطأ طبي او مضاعفات طبية ، قد يكون هناك خطأ طبي وهذا بحاجه للجنة تحقيق وهنالك مضاعفات طبية بسبب فايروس او عامل العمر ، تأثير طارئ وممكن ان يتوفى في المشفى وهذا لايعني انه مات بسبب خطا طبي او اهمال او تقصير ، هنالك نقطه مهمة يجب علينا التركيز انه لايمكن باعتقادي اي طبيب مهما كان "سيئا" او ممرضا او ماشابه ذلك ان يتقصد وقوع خطأ طبي لاي مريض، معظمه بل كله تنتج عن مسألة عفوية او طارئه وخاصة في العمليات الجراحيه هذه من النقاط الاساسيه.


واضاف فطافطه:" للاسف الشديد لا يوجد عندنا قانون للجزاءات المدنية فيما يتعلق بالقطاع الطبي وتحديدا في مايتعلق بالاخطاء الطبية، لايوجد قانون للاطباء ولنقابة الاطباء او الممرضين، لايوجد ميثاق شرف او سلوك مهني اخلاقي في جزئية الاخطاء الطبية ، لايوجد تأمين للاخطاء الطبية، لا يوجد قاضي مختص بالاخطاء الطبية ولايوجد لدينا محكمه، في العالم هنالك محاكم تختص بالعمال وللاطباء والهندسين .

واشار فطاطفه: هنالك مسألة الشكاوى الكثير جدا من الناس تكون شبه مدركة بان ما وقع لها لو لذويها خطا طبي ولكن لاتقدم على رفع شكوى للاسباب التاليه: لانها صعب او مستحيل ان تأكد انه خطأ طبي، لايوجد ثقافه لديهم في الشكوى على الخطا الطبي ولا يوجد قاضي.

واكد ان  الناس لديهم شك في القضاء بصورة عامه ، ويجوز انه خلال العشرين سنة الماضية قد يكون هنالك حالة او حالتين فقط استطاع القضاء الفلسطيني ان يحصل لهم حقوقهم وان كانت باهته او ضعيفه 
وشدد على انه  المطلوب باختصار ان اصحاب الشان والعلاقه في المجتمع الفلسطيني تحديدا من قبل الحكومة ممثلة بوزارة الصحه ونقابة الاطباء ومن قبل المؤسسات الحقوقيه وغيرها الاهتمام بهذه القضيه لانه للاسف الشديد كلما اهملنا او قصرنا او تباطئنا او تواطئنا في مواجهة مثل هذه القضية المعقده التي تزهق فيها ارواح كثيرة جدا، منهم من يذهب الى الرفيق الاعلى ومنهم من يعيش طيلة حياته معاقا بعاهة مستديمة، للاسف الشديد  اخطر مافي الخطا الطبي ان نجتر ونتحدث دون ان نفعل شيئا لمحاربة هذه الظاهره الخطيرة جدا.

"والسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا "