جامعة القدس أوّل من تحتضن "معهد كونفوشيوس" للدارسات الصينية في فلسطين

السبت 02 يونيو 2018 03:50 م / بتوقيت القدس +2GMT



القدس المحتلة / سما /

للعام الثالث على التوالي، تحتضن جامعة القدس بين أروقتها معهد "كونفوشيوس" للدراسات الصينية، الاول من نوعه في فلسطين، والذي يعتبر أحد الواجهات الثقافية البارزة التي تسعى الصين من خلالها الى مد جسور التعاون الثقافي والعلمي مع شعوب العالم، والذي تقدم من خلاله جملة من البرامج العلمية والثقافية كتعليم اللغة الصينية، وبرامج في الدراسات الصينية والاسيوية، اضافة الى فتح أبواب التبادل الثقافي والحضاري بينها وبين شركائها من شتى بقاع الارض،  لتكون بهذا "جامعة القدس" المؤسس الوحيد والأول لهذا المعهد الصيني في فلسطين، وليكون هذا الصرح الذي افتتح عام 2015 بموجب اتفاقية ابرمها رئيس جامعة القدس أ.د. عماد ابو كشك مع وزارة الخارجية الصينية المعهد صاحب الرقم (63) حول العالم ليتخذ من القدس الجامعة والعاصمة بيتا له.  

 

ومع مرور ثلاثة اعوام على تاسيس هذا المعهد النشط، اعتبر رئيس جامعة القدس أ.د. أبو كشك تأسيس معهد " كونفوشيوس" خطوة نحو تعزيز العلاقات الفلسطينية الصينية التاريخية، لا سيما في ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها الجامعة لتوسيع علاقاتها الأكاديمية الدولية مع جامعات ومعاهد من قارات العالم الخمس، لإرفاد الجامعة ببرامج تعاون اكاديمية وبحثية وثقافية تعكس مناهج علمية متنوعة لا تنحصر في مدرسة فكرية بعينها حتى يتسنى لطلبة جامعة القدس وباحثيها من تحقيق اكبر قدر من الاستفادة العلمية من خلال استطلاع التجارب والمناهج المختلفة.

واذ تعتز جامعة القدس بانها اول من اسس هذا المعهد في فلسطين، فأن هذه المبادرة ليست بغريبة على جامعة القدس التي لطالما كانت السباقة في تاسيس مجموعة من البرامج الاكاديمية الاولى من نوعها ليس فقط في فلسطين بل على مستوى المنطقة العربية، كبرنامج الدراسات الثنائية التي ابرمته بالتعاون مع الحكومة الالمانية، او كلية القدس بارد التي أسستها بالشراكة مع جامعة بارد في ولاية نيويورك،  فأصبحت بذلك نموذجاً يحتذى بها تسير على خطاه الجامعات والمؤسسات في فلسطين وخارجها، باتت تسعى الى نقل التجربة التي كانت جامعة القدس السباقة في تطويرها، لتتسّع بذلك الفائدة التي تعود على المجتمع الفلسطيني، تسلط الاضواء على قصص الابداع الفلسطينية المتجددة التي تنطلق من القدس وجامعتها رغم ما تقاسيه المدينة واهلها من حصار وتضييق.

 

 " كونفوشيوس": تعاون أكاديمي وتبادل ثقافي وحضاري نوعي

 

ساهم  تأسيس معهد " كونفوشيوس" على فتح أبواب التعاون الأكاديمي والثنائي بالاعتماد على برامج التبادل الاكاديمي بين جامعة القدس ومجموعة من الجامعات الصينية، فموجب هذه الشراكة في اطار المعهد يعمل في جامعة القدس مجموعة من الاكاديميين الصينيين الذين اوفدتهم حكومة الصين، لتسجل جامعة القدس بذلك استضافتها لاول مجموعة من اكاديميين صينيين يأتون للعمل في فلسطين. وقد ساهم الكادر الصيني المتمثل بالأستاذة الصينين بطرح مساقات في اللغة الصينية لاول مرة على مستوى الجامعات الفلسطينية، وتقديم دورات تعليمية باللغة الصينية للطلبة المشاركين في المعهد من طلبة جامعة القدس وغيرها من الجامعات الفلسطينية، وطلبة المدارس والمؤسسات المجتمعية؛ اضافة الى مجموعة برامج التبادل الطلابي التي استفاد منها عشرات الطلبة من جامعة القدس الذين حظوا بفرصة السفر إلى الصين وتطوير مهاراتهم اللغوية وتعميق فهمهم للثقافة والحضارة الصينية. وقد نجحت جامعة القدس بتحقيق هذه الاهداف التي سعت اليها من خلال  تأسيس معهد " كونفوشيوس"، والذي يعتبر ايضا المعهد الرسمي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط المخوّل بإعطاء شهادات امتحانHSK)  للكفاءة باللغة الصينية. 

 

وجود معهد كونفوشيوس في جامعة القدس، أهّل ايضا لعقد اتفاقيات مع جامعات صينية كجامعة "جيانجتشي"، حيث هدفت الاتفاقية لإنشاء مشاريع أكاديمية وبرامج تدريب تعليميّة وأبحاث علمية في المجالات المشتركة بين الجامعتين، وذلك على المستويات العلمية المختلفة والشاملة لدرجة البكالوريوس والماجستير وتقديم مجموعة من منح الدكتوراه.

 

جامعة القدس تعزز العلاقة الصينية الفلسطينية العريق بوجه أكاديمي

 

كما يساهم معهد كونفوشيوس كل عام بتنظيم معارض ثقافية متنوعة في حرم جامعة القدس؛ بهدف تعريف الطلبة بالثقافة والحضارة الصينية من خلال الطلبة أنفسهم، حيث ساهم مجموعة من طلبة المعهد المتميزين الذين تمكنوا من إتقان اللغة الصينية بتعليم طلبة الجامعة أساسيات هذه اللغة، وإطلاعهم على ثقافة الصين وحضارتها بواسطة عدة فعاليات وأنشطة تشجعهم على الالتحاق بالمعهد لدراسة اللغة الصينية وتعلمها.

 

  كما ويقيم المعهد معارض أخرى من بينها مؤخرا معرض الصور الصيني الذي تناول تاريخ العلاقات الفلسطينية الصينية لتعريف الطلبة بها، فقد ضم المعرض العديد من الصور المتميزة والتاريخية اللافتة التي تجسد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والسياسية بين فلسطين والصين منذ عشرات السنين، والتي لم يتناولها أو يستعرضها أحد قبل ذلك، كما عكس المعرض الدور التاريخي للصين في مساندته القضايا الفلسطينية العادلة والقيم الإنسانية السامية لرفع الظلم عن فلسطين وشعبها، والوقوف دائما مع الشعب الفلسطيني، في خطوة لتشكيل صورة رافعة وجميلة للعلاقة بين البلدين من خلال هذا المعهد.

 

 التقارب الاقتصادي  لجامعة القدس مع الصين من خلال "طريق الحرير"

 

التقارب في المجال الأكاديمي بين فلسطين والصين من خلال معهد " كونفوشيوس" في جامعة القدس، لم يكن هو الوحيد الذي استندت عليه الجامعة، فآفاقها الأكاديمية المتسعة تدفعها دوما لإشراع أبوابها نحو علاقات عالمية وافرة، والتي تجلت مؤخرا من خلال مشروع اقتصادي ثقافي عرف "بطريق الحرير"، في إطار استراتيجية الجامعة في المساهمة بتطوير الاقتصاد الفلسطيني وخلق شراكات عالمية، فقد وقعت اتفاقية تعاون اقتصادية مع رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لغرفة طريق الحرير للتجارة العالمية بحضور نائب رئيس غرفة التجارة الصينية لطريق الحرير، والتي تم الاتفاق بموجبها على التعاون في دعم أكاديمية القدس للبحث العلمي مع الجامعات العربية، بحيث تشمل تعاون بحثي ما بين الأردن وفلسطين ولبنان.

 

وتنص اتفاقية طريق الحرير – الصينية- على تحسين المهارات المطلوبة للخريجين من جامعة القدس لتأهيلهم لسوق العمل الفلسطيني، ودعم الجامعة في تطوير نظم التخطيط والتطوير الاستراتيجي على طول طريق الحرير، والمشاركة في كافة الأنشطة والفعاليات والتي ستقام ضمن هذا المشروع، والذي جاء بناء على قرار من رئيس جمهوية الصين الشعبية في حينه جين بينغ، بهدف تعزيز الأمن والسلم في العالم وبناء اقتصاد يقوم على التشاركية ويساهم في بناء وازدهار الدول وتحقيق التنمية العالمية لها؛ لتحظى فلسطين بهذه الاتفاقية لأول مرة من خلال جامعة القدس.

 

في هذا السياق، عبر أ.د. ابو كشك عن شكر جامعة القدس المستمر وامتنانها للحكومة الصينية لقرارها بأن تكون جامعة القدس هي الحاضنة الأولى في فلسطين لمركز "كونفوشيوس"، لما تحمله هذه الخطوة من دلالات تعكس الاحترام الدولي الذي تحظى به جامعة القدس اكاديميا وبحثيا، وتحمل ايضا في طياتها رسالة واضحة باختيارها القدس الجامعة والعاصمة لتحتضن هذا المعهد الصيني الذي بات عنوانا يجسد عمق العلاقة بين الشعبين.