قال المركز الفلسطيني للحريات الاعلامية "مدى" ان شهر نيسان الماضي "شهد تصعيدا بالغ الخطورة في اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلية واستهدافها للصحافيين والحريات الاعلامية في فلسطين، بلغ ذروته بقتل قناصة الاحتلال اثنين من الصحافيين الفلسطينيين خلال تغطيتهم مسيرات العودة السلمية التي تتواصل عند حدود قطاع غزة منذ الثلاثين من آذار الماضي، فضلا عن اصابتها المزيد من الصحافيين بالرصاص الحي في عمليات استهداف واضحة كما تشير التحقيقات الميدانية التي أجراها باحثو مدى".
واوضح المركز الذي يعنى بالدفاع عن الحريات الاعلامية في فلسطين ان شهر نيسان شهد ما مجموعه 55 اعتداء ضد الحريات الاعلامية في فلسطين، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 46 اعتداء منها، "تندرج معظمها ضمن الاعتداءات الجسيمة وشديدة الخطورة، فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة ما مجموعه 9 انتهاكات".
وقال "مدى" في تقريره الشهري ان "قوات الاحتلال الاسرائيلية ارتكبت خلال شهر نيسان 2018 ما مجموعه 46 اعتداء ضد الحريات الاعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي بزيادة قدرها 19 اعتداء عما سجل في اذار حيث كانت ارتكبت 27 اعتداء".
واضاف "مما لا شك فيه ان جريمتي قتل الصحافيين الفلسطينيين، ياسر مرتجى (31 عاما)، المصور في وكالة /عين ميديا/، واحمد ابو حسين (26 عاما) الصحفي في اذاعة /صوت الشعب/، اللتين ارتكبهما قناصة جيش الاحتلال الاسرائيلي تعتبران اشد الاعتداءات خطورة وجسامة، لا سيما وانهما وكما تدل مختلف المعطيات ارتكبتا ضمن عملية متعمدة ومباشرة هدفت القتل، حيث استهدف الصحفيين مرتجى وابو حسين وقتلا برصاص الاحتلال الناري المتفجر (في حادثين منفصلين) علما انهما كانا لحظة اصابتهما، يتواجدان (على التوالي) على مسافة 350 مترا و300 متر تقريبا من السياج الحدودي حيث كان ينتشر جنود وقناصة الجيش الاسرائيلي، قبالة المشاركين في المسيرات السلمية التي كان الشهيدان ابو مرتجى وابو حسين يقومان بتغطيتها، هذا فضلا عن انهما كانا يرتديان زياً ويضعان شارات واضحة تظهر هويتيهما الصحفية بدون لُبس".
والى جانب قتلها الصحافيين مرتجى وابو حسين خلال نيسان الماضي، فقد استهدفت قوات الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة صحافيين اخرين بالرصاص الحي والمتفجر، بينما اصيب صحافي رابع بالرصاص المطاطي، واصابت ستة صحافيين آخرين في الرأس والصدر واماكن اخرى بقنابل الغاز التي اطلقها الجنود نحوهم، ما يقدم دليلا اضافيا على عمليات استهداف مباشرة يقوم بها جنود الاحتلال، كما واغلقت مؤسسة اعلامية في القدس، هذا فضلا عن عشرات الصحافيين الاخرين الذين اصيبوا بحالات اختناق متباينة جراء عمليات اطلاق قنابل الغاز الخانق بكثافة نحو الصحافيين والمتظاهرين، كما جاء في التقرير.
واوضح ان "مما يضاعف خطورة الجرائم والاعتداءات الاسرائيلية ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في فلسطين، انها تتم (كما تؤكد تصريحات العديد من قادة الجيش والمسؤولين الاسرائيليين) ضمن سياسة ووفق تعليمات رسمية من المستوى السياسي الاسرائيلي، حيث كان وزير الجيش الاسرائيلي افيغدور ليبرمان دافع عن قتل الجيش الاسرائيلي مرتجى واستهتر بالجريمة مبررا اياها باستخدام الصحفي مرتجى طائرة (درون) لتصوير التظاهرات، حيث نقلت عنه صحيفة هآرتس الاسرائيلية قوله خلال مشاركته في حفل عشاء "الميمونة" في اسدود، تعقيبا على قتل مرتجى "لا اعرف من هو، سواء كان مصورا او ليس مصورا، من يقوم بتفعيل مروحية (صغيرة للتصوير)، فوق جنود الجيش يجب ان يعرف بانه يخاطر بحياته".
وبخصوص الانتهاكات الفلسطينية اوضح مركز مدى في تقريره عن شهر نيسان ان "عدد الانتهاكات الفلسطينية تراجع خلال شهر نيسان الى 9 انتهاكات (كانت خلال اذار الذي سبقه 19 انتهاكا)، كان ابرزها توقيف اربعة صحافيين، واخضاع عدد اخر لعمليات استدعاء واستجواب فضلا عن منع مراسل فضائية "الغد" ضياء حوشية من دخول مقر المقاطعة لتغطية وقائع اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد هناك".