في خطوة انفرادية، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، لحساب تحالفه الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني، الذي كان أول المرحبين بذلك، كما كان أكثر المحرضين على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، على الرغم من الموقف المخالف للدول الأخرى الحليفة للولايات المتحدة والموقعة على هذا الاتفاق، وإزاء هذه الخطوة فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تؤكد على ما يلي:
أولاً/ إن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق يشكل سابقة في طريقة إدارة العلاقات الدولية، كما الاتفاقات الموقعة بين الدول، لحساب علاقة التحالف الاستراتيجي مع العدو الصهيوني، الذي يعتبر أكثر المستفيدين من خطوة الانسحاب، تحت ذريعة الخوف من قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية، تهدد أمن ووجود الكيان الصهيوني، في الوقت الذي يملك فيه العدو الصهيوني عشرات القنابل النووية، ويهدد أمن واستقرار كل المنطقة، ويطال عدوانه بعض دولها، ويرفض في ذات الوقت التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية.
ثانياً/ إن هذه الخطوة تؤكد أن الولايات المتحدة لا تدير علاقاتها مع الدول الأخرى، بناء على قواعد احترام حقوقها وسيادتها أو الاتفاقات الموقعة معها، أو عبر أحكام ونصوص القوانين والمعاهدات الدولية، بل من خلال سياسة البلطجة والعنجهية والغطرسة والتهديد والوعيد، وبما يؤكد أنها دولة مارقة وتضع نفسها فوق القانون.
ثالثاً/ هذه الخطوة وما سبقها ورافقها من تصريحات جاءت على لسان الرئيس الأمريكي وبعض أقطاب إدارته، تعيد إلى الأذهان ما أقدمت عليه الولايات المتحدة من فبركات وأكاذيب حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، في إطار التحضير والتهيئة للعدوان عليه واحتلاله عام 2003.
رابعاً/ إننا نحذر الدول العربية من إبداء الارتياح لهذه الخطوة الأمريكية، أو التعاطي معها باعتبارها تصب في مصلحة بعضها، خاصة وأن الولايات المتحدة لا تقيم وزناً أو اعتباراً لهذه الدول، بل كل ما يعنيها في المنطقة هو الحفاظ على أمن وتفوق الكيان الصهيوني وضمان سيطرته وفرض سيادته على المنطقة، واستمرار نهب مقدرات وثروات الأمة العربية ودولها.
أخيراً، تؤكد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقوفها ومساندتها لإيران ولكل الدول والقوى التي تقف في وجه العنجهية والصلف والعدوان الأمريكي وحليفه الاستراتيجي في المنطقة الكيان الصهيوني.