حذر أخصائيون نفسيون واجتماعيون وممثلو منظمات أهلية من التداعيات الخطيرة لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الوضع النفسي لسكان قطاع غزة وبخاصة الأطفال.
وأكد هؤلاء على ضرورة التدخل الحقيقي من أجل وقف التدهور الحاصل ومعالجة أسباب الأزمة وبخاصة الأسباب الخارجية وفي مقدمتها الحصار والانقسام.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمه مركز غزة للصحة النفسية بعنوان " الأوضاع النفسية في قطاع غزة في ظل الظروف الراهنة" ، والتى ركزت على أهم التحديات التي تحول دون إعمال الحق في الصحة النفسية، وأهم البرامج والمشاريع التي تسهم في تقديم خدمات صحة نفسية مناسبة في القطاع.
وفي كلمته، أكد مدير عام برنامج غزة للصحة النفسية ياسر أبو جامع أن الاوضاع المعيشية تزيد من العبء الاجتماعي والاقتصادي على الاسرة الفلسطينية فيجب الأخذ بعين الاعتبار ما يترتب على ذلك من ضغوط نفسية على المجتمع الفلسطيني وكيف يمكن لهذه الضغوط النفسية ان تظهر وما هي الجهات التي يمكن من خلالها توفير الرعاية النفسية اللازمة.
وأشار الى احصائيات برنامج غزة للصحة النفسية المبدئية عن عام 2017 فان الاضطراب الاكثر شيوعا بين الاطفال المترددين حديثاً على المراكز التابعة للبرنامج هو اضطراب التبول اللاإرادي بنسبة 20% يليه اضطراب كرب ما بعد الصدمة بنسبة 13%.
واضاف ان 24% من الاطفال المترددين على المراكز التابعة للبرنامج يعانون من مشكلات وأعراض سلوكية لا تصل بهم الى درجة التشخيص ويتلقون الخدمات الارشادية اللازمة.
أما بالنسبة للبالغين، أوضح أبو جامع أن التشخيص الأكثر للحالات الجديدة خلال العام 2017 فهو اضطراب الاكتئاب "22% من الحالات" ثم الاضطرابات التي تتعلق باستخدام المواد والعقاقير بنسبة 21% من الحالات وتشكل الإضطرابات المتعلقة بمجموعة اضطرابات القلق ما نسبته 26% من الحالات وتتركز بشكل أساسي في اضطراب القلق العام, اضطراب كرب ما بعد الصدمة
وأشار الى الشعور العام بالإحباط بين مختلف أفراد المجتمع الفلسطيني في غزة بسبب الصعوبات الاقتصادية وإرتفاع معدلات البطالة خصوصا بين الشباب وكذلك المعاناة اليومية الناجمة عن انقطاع الكهرباء وما يتبع ذلك من عناء.
وفي الجوانب الاكلينيكية، قال أبو جامع إن أهم الملاحظات من قبل المهنيين والمهنيات كان هي أن حالات الاكتئاب الناتجة عن سوء الوضع الاقتصادي بدأت تطال ذوي الدخل المتوسط والجيد من المجتمع كما وان ممارسات الاحتلال تؤدي في كثير من الأحيان الى حدوث انتكاسة لدى مرضى كرب ما بعد الصدمة خصوصا في المناطق الحدودية.