نشرت صحيفة "معاريف العبرية صباح اليوم مقالاً تحت عنوان "دروس في الوطنية “، وتطرقت من خلاله إلى الأوضاع في قطاع غزة وحثت على استنتاج الدروس والعبر من أحداثها المتلاحقة وتطبيقها في مناطق آخري تتصدر المواجهات يومياً سواء في الضفة الغربية والقدس.
وتضيف الصحيفة، على الحدود الحمقاء التي خلقناها في غزة يجب أن نحافظ على قوتنا، وأيضا يجب أن نسقط الحكم "الإرهابي" والاهم من ذلك اخذ العبر والدروس وتطبيقها على مشارف القدس وتل أبيب والضفة الغربية
تخيل أن شارون وأولمرت وليفني وبيرس مازالوا بالحكم، ونفترض أنهم نجحوا بتطبيق خطتهم الثنائية حيث بدأت بغزة وتنتهي بالضفة الغربية، حيث سيطرد مئات الآلاف من اليهود من أرضهم ويضعون مكانهم منظمة التحرير وحماس على الأسوار، كما خطط هؤلاء في السابق.
وحسب الرؤية التي سوقوها لنا سابقا، لم يتبقى أي شيء للفلسطينيين أن يقاتلوا عليه وستتحول مستوطنات غوش قطيف إلى مزارع مزدهرة، وغزة إلى سنغافورة في الشرق الأوسط، ولكن على عكس توقعات حزب الليكود وتحليلات ابرموفيتش "العرب يبقون هم العرب" وقد رأينا النتائج يوم الجمعة الماضية على الحدود.
لو تراجعوا أو انفصلوا عن الضفة الغربية لواجهنا مئات الآلاف من الحشود على أسوار القدس وكفار سابا ومطار بن غور يون مثل ما يحدث على بوابات غزة، كيف كنا سنرد ؟؟ كيف كنا سنتعامل مع الصواريخ والقذائف التي ستسقط في مركز تل أبيب والتي ستسقط من الضفة الغربية؟ كم سيكون هذا مزعجا للدولة الناشئة امنيا واقتصاديا وأخلاقيا ؟؟ هل من أحد تعلم الدرس من الذي يحدث بغزة ؟؟ هل هناك أحد أعاد تحليل ودراسة اتفاق أوسلو وخطة الانفصال عن غزة ووضعها أمام أحداث الجمعة الأخيرة ؟؟
في وسائل الإعلام لا يتطرقون لمن أوصلنا إلى هذه الحالة ويجب أن نتذكر الشعارات التي قيلت لنا عشية الانسحاب من غوش قطبف" لقد تعبنا من القتال، وسيجلب فك الارتباط مزيدا من الحماية، والمزيد من الأمن، والمزيد من الازدهار، وفرح كثير لجميع الناس الذين يعيشون في الشرق الأوسط". وقال أولمرت "سنمضي قدما في اتجاه بناء علاقة مختلفة وفهم أفضل وثقة أكبر". وحتى الوعود التي قدمها شارون: "أنا أجيد فهم الأمن، وأعد شعب إسرائيل بأربعين سنة من الهدوء ... لن تتحول عسقلان إلى خط المواجهة، أريدكم أن تعرفوا ذلك، لا عسقلان ولا أماكن أخرى".
في ال12 عام التي مضت كل شيء عمل بشكل معاكس، التحليل والتوقع لقيادات "إسرائيل " وقتها وأيضا مؤيديهم في اليسار والإعلام اثبتوا أنهم مخدوعون بأنفسهم، عشرات الآلاف الذي تظاهروا على الحدود يظهرون أي تكمن الإشكالية، ونجد الجواب في كلام إسماعيل هنية في الجمعة الأخيرة: نعلن أننا لم نحمل قضية العودة كشعار فقط وإنما سنعمل على تحقيقها بكل الطرق، ولن نفرط بشبر واحد بفلسطين، والقدس لنا ولن يكون هناك حل بدون حق العودة "
وأيضا في رام الله يصرحون بنفس الكلام وحتى أبو عمار قالها بشكل واضح انه يطالب بالعودة، أن إخلاء غوش قطيف أو التنازل عن القدس لن يحل القضية ويجب أن نحافظ على قيام "دولة إسرائيل" كدولة لليهود.
وأيضا إذا قمنا بإزالة الدوافع الظالمة للأشخاص الفاسدين الذي فكوا الارتباط وأيضا إلى جانبهم من خططوا لعملية اوسلوا فيجب علينا أن الخوض في الأعماق في المفاهيم الخاطئة من اجل الاستفادة من الدروس، اوسلو والانفصال عن غزة كان من المفترض أن يجلب حلا مع الفلسطينيين وأيضا من الممكن أن نضع سلاحنا.
الدلائل تشير إلى أن الحركة الوطنية الفلسطينية لن تصمت حتى تحرقنا فلذلك يجب علينا حرقها من جذورها، الفلسطينيون يطالبون بالعودة إلى يافا وعسقلان، تراجعنا حتى الشبر الأخير للخط الأخضر ولكن لم نتلقى غير القتل والرغبة في إبادتنا
ولذلك يجب اخذ الدروس من غزة وتطبيقها عي الضفة الغربية وعدم التنازل عن أي شبر واحد منها وأيضا يجب إنهاء القومية الفلسطينية في الضفة والقضاء عليها