قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي بصحيفة "إسرائيل اليوم، نداف شرغاي إن الحرم القدسي بدأ يتحول مع مرور الوقت إلى نقطة محفزة للخلايا المسلحة لتنفيذ هجمات معادية ضد أهداف إسرائيلية، وأصبح بنظر إسرائيل قنبلة متكتكة قابلة للانفجار في أي لحظة.
وأضاف أن الخلايا التي خططت لتنفيذ هجمات مسلحة تمكنت من المرور من تحت الرادار الإسرائيلي، موجها اتهاماته للجناح الشمالي من الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح بتحريض الفلسطينيين على مهاجمة الإسرائيليين تحت شعار "الأقصى في خطر".
كما أن تنظيم الدولة بعد إصابته بانتكاسات وتراجعات في العراق وسوريا بات ينظر للأقصى والقدس على أنها تمثل له أفقا جديدا من العمل والتجنيد، تمهيدا لتحريره من اليهود، ولذلك بدأ مؤيدو تنظيم الدولة يتزايدون في أوساط العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل.
وأوضح شرغاي، وهو من أكبر الباحثين الإسرائيليين بشؤون القدس، أنه للمرة الأولى منذ حرب العام 1967، بدأت تزداد ظاهرة التهديدات الواردة من جهة التنظيمات الإسلامية لتنفيذ عمليات في الحرم القدسي ضد أهداف يهودية.
وشهد العامان الأخيران تنفيذ سلسلة هجمات مسلحة، سقط فيها العديد من الإسرائيليين، بينهم عدة جنود، في قلب ساحات الحرم، وشكلت هجمات الطعن بالسكاكين والدعس بالسيارات فرصة لمحاكاتها.
وأكد أن تنفيذ هجوم مسلح في الحرم القدسي كفيل بانفجار الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ لأنه المكان الأكثر اشتعالا في الشرق الأوسط، وأي نار قد تندلع في هذه المنطقة سيصعب إطفاؤها.
ورغم الجهود التي يبذلها جهاز الأمن العام الشاباك في إحباط الخلايا التي تخطط لتنفيذ عمليات مسلحة في قلب الحرم القدسي، لكن من الواضح أن هذه البقعة الجغرافية تحولت عمليا إلى بؤرة توتر أمني.
وختم بالقول: إسرائيل تعتقد أن استهداف الحرم القدسي في عمليات قادمة من شأنه أن يكون السبب المباشر للهجوم التالي؛ لأن اكتشاف الخلايا الأخيرة التي خططت لهذه الهجمات لا تحمل بشائر طيبة لإسرائيل، في ظل التقديرات في الأوساط الأمنية الإسرائيلية القائلة بأن الإحباطات الأخيرة للجهود المعادية لن تكون الأخيرة.