شارك الاستاذ الدكتور عماد ابوكشك، رئيس جامعة القدس، ضمن جولته الاوروبية، بحفل العشاء الخيري السنوي الذي عقد في مدينة دورتموند الالمانية، والذي نظمته "جمعية اصدقاء جامعة القدس في المانيا"، والذي يترأسه المهندس جمال محمود، بحضور ممثلي عدد من الجامعات والمؤسسات الالمانية، ونخبة من الجالية الفلسطينية والعربية هناك، وبرعاية السيد "كلاوس فيغنر" رئيس مؤسسة العلاقات الدولية التابعة لولاية شمال الراين ويستفاليا.
كما وقع أ.د. ابوكشك، اتفاقية تعاون مشترك مع رئيس "تجمع الاطباء الفلسطينيين في اوروبا" الدكتور منذر رجب، الذي يضم مئات الاطباء الفلسطينيين المقيمين في القارة الاوروبية، بهدف رفع مستوى وخبرة طلاب وخريجي كلية الطب في جامعة القدس، وذلك من خلال تطوير برامج تبادل اختصاص في المستشفيات الالمانية.
وحضر الحفل مجموعة من قيادات الجالية الفلسطينية والعربية في المانيا واوروبا، اضافة الى لفيف من رؤساء وممثلي عن مجموعة من الجامعات الالمانية الشريكة، من ضمنهم الاستاذ الدكتور "هارتفيج هومل" من جامعة دوسلدورف، والاستاذ الدكتور "كارستن فولف" ممثلا عن جامعة دورتموند التطبيقية، اضافة الى مجموعة من الاكاديميين من الجامعات الالمانية.
كما التقى أ.د. ابوكشك، خلال الحفل بمجموعة من مدراء شركات المانية رائدة في القطاع الخاص، بمقدمتهم السيد كريكر فرينتزل رئيس شركة "اورتل موبايل" للاتصالات وتم الاتفاق على برامج تدريبية للطلبة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد، كما تم دعوة رؤساء هذه الشركات لزيارة جامعة القدس، وتقديم دورات مختصة لتأهيل الطلبة لسوق العمل.
وتحدث الاستاذ الدكتور ابوكشك، خلال كلمته عن الشوط الذي قطعته جامعة القدس في ابرام الشراكات العلمية والبحثية مع الجامعات والمؤسسات في اوروبا بشكل عام وفي المانيا على وجه التحديد، مشيراً الى ان هذه الشراكات ليست عفوية، وانما جزء من خطة استراتيجية تسير فيها الجامعة بهدف تطوير وتنويع برامجها الاكاديمية والبحثية، والتي تسعى الى تحقيقها من خلال الشراكات مع اعرق الجامعات العالمية، لتوفير اخر ما توصلت اليه العلوم المختلفة للطلبة والباحثين.
واشار أ.د. ابو كشك الى ان هذه الاستراتيجية تنطلق من ايمان جامعة القدس بأهمية "المعرفة" كاحد انجع الادوات التي تمكن المجتمع الفلسطيني من مواجهة التحديات المختلفة التي تعصف به، وتحقيق الحرية في اطار دولة مستقلة تتمتع بالازدهار والنمو. وفي هذا السياق، اضاف أ.د. ابو كشك ان جامعة القدس تضع هذا الهدف نصب اعينها عندما تصمم برامجها الاكاديمية او البحثية، مشيرا الى المبادرات المتعددة التي تقودها الجامعة في مدينة القدس، سواء في البلدة القديمة او في مركز المدينة، كمشروع "حاضنة الاعمال" التي سيتم افتتاحها في قلب شارع صلاح الدين في القدس خلال الاشهر القليلة القادمة، وتهدف الجامعة من خلالها الى توفير الامكانيات للطلبة والباحثين لتحويل افكارهم الريادية الى مشاريع اعمال تعود بالنفع على المجتمع الفلسطيني برمته، وتساهم في خلق فرص عمل وتحفيز النمو الاقتصادي، تحديدا في ظل الركود الاقتصادي نتيجة للظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وعلى ضوء ارتفاع نسب البطالة تحديدا في القدس الشرقية.
وفي هذا الاطار، أشار أ.د. ابو كشك الى تطور التفكير في جامعة القدس "من النهج التقليدي المتمثل بالسعي لايجاد فرص عمل لخريجيها، الى التفكير بخلق فرص العمل من قبل الخريجين"، تحديدا وان المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي، اذ ان اكثر 70من % من السكان تحت سن الـ 30 عاما، الا ان نسبة البطالة في هذه الفئة قد فاقت الـ 40% تحديدا في القدس الشرقية. واضاف ان "من واجبنا كمؤسسات تعليم عالي، ان نساهم في ايجاد الحلول لهذه التحديات المستعصية، والتي سيستحيل تحقيق النمو والازدهار دون هذه الوصول الى اجابات شافية الى الاشكاليات"، مضيفا الى ان جامعة القدس "قد اخذت على عاتقها المساهمة في ايجاد الحلول لهذه الاشكاليات، وتستثمر في سبيلها الكثير من الجهد والامكانيات المادية لتطوير المبادرات المختلفة التي تصب في هذا الاطار، كمشروع حاضنة الاعمال، او المراكز الخدماتية في البلدة القديمة، التي تقدم الخدمات القانونية والاجتماعية لاهلنا في القدس".
وعبر أ.د. ابو كشك عن امتنانه لجمعية اصدقاء جامعة القدس في المانيا، والى المهندس جمال محمود، والى عموم ابناء الجالية الفلسطينية في اوروبا على الجهد الكبير الذي تبذله الجمعية في فتح الافاق للجامعة في المانيا واوروبا، والتي نجحت من خلالها الى تحقيق العديد من الشراكات مع الجامعات الالمانية، الى جانب اتفاقيات مختلفة مع مؤسسات مجتمع مدني وشركات من القطاع الخاص.
وفي الختام، وجه أ.د. ابو كشك دعوة الى ابناء الجالية الفلسطينية والعربية، والى ممثلي المؤسسات الشريكة، الى عقد المؤتمر السنوي القادم في جامعة القدس، كما ودعاهم الى زيارة القدس والتعرف على ما تتعرض اليه المدينة واهلها، وقصص النجاح التي يحققها ابنائها من خلال الجامعة رغم الصعوبات التي تحيط بها.