قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق إن المصالحة تشهد تراجعًا مستمرًا منذ لقاء الفصائل الأخير في القاهرة سبب ما اسماه تعنت الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح في الوقوف أمام مسؤولياتها الوطنية وواجباتها.
وأضاف أبو مرزوق أن تحركاً مصريا قادم في ملف المصالحة وتأخره بسبب الظروف الأمنية في سيناء، مؤكداً أن التعنت في رفع العقوبات عن غزة وتلكؤ فتح أشغل الشارع الفلسطيني في همومه المعيشية مما أعاق الحديث في أي من الملفات الفلسطينية الكبرى.
وبين أن "حماس تأمل أن تحقق زيارة وفدها للقاهرة اختراق حقيقي في قضية المصالحة بخطوات يشعر بها المواطن والانتقال إلى الملفات الكبرى مع الكل الوطني إلا أننا لا نبيع الوهم لشعبنا ولهذا لا نعد شعبنًا بشيء إلى أن يروه فعلًا على أرض الواقع".
وتابع "في اللقاء الأخير مع التيار الإصلاحي لحركة فتح تبادل الإخوة الآراء والجهود حول آخر المستجدات، لكن لم يترتب على هذه اللقاءات سواءً اللقاء الأخير أو اللقاءات السابقة أية تفاهمات ثنائية"، مبيناً أن "تصريحات عزام الأحمد الأخيرة حول المصالحة لامسئولة ومحاولة القفز عن الحقيقة للتغطية عن دور فتح في تفاقم أزمات القطاع وهو يعلم أن لا أحد يستطيع نوع سلاح المقاومة بكل مكوناتها وإن كان الاحتلال بترسانته عجز عن ذلك فهل سينجح غيره؟".
وأوضح أن "الحكومة الحالية ليست حكومة الوفاق الوطني التي تم تشكيلها عام 2014 واستمرار هذه الحالة سيدفعنا نحو البحث مع الفصائل والدول الصديقة لإيجاد حلول فاعلة وصبرنا على الوضع الحالي له حدود".
وأشار إلى أن وفد الحركة قدم "مقترحات في ملف معبر رفح وفتحه عبر تجاوز مناطق التوتر في سيناء، إلا أن الأمر يبقى في إطار الإرادة المصرية ونحن جاهزون للتعاون الكامل في أي ملف يصب في تخفيف القيود المفروضة على حياة شعبنا".
وفيما يلي نص الحوار الكامل :
1- تحدث لنا عن أخر المستجدات التي طرأت على المصالحة الفلسطينية وكيف تقيم سيرها؟
حماس تتحرك مستندة إلى قاعدة متينة عنوانها الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ، ولهذا قدّمت حركة حماس الكثير لأجل إتمام المصالحة الفلسطينية، وذللت كافة العقبات وتخلّت عن مجمل أوراقها بدون مقابل لتمكين الحكومة من إدارة الوزارات والمعابر وتحصيل الإيرادات الداخلية، إلا أن التعنت في رفع العقوبات عن غزة وتلكؤ فتح في المضي بالمصالحة الفلسطينية أشغل الشارع الفلسطيني في همومه المعيشية، مما أعاق الحديث في أي من الملفات الفلسطينية الكبرى، ونحن نجدد دعوتنا لفتح بأن تتجاوز حالة التشنج وتمضي قدما في المصالحة الفلسطينية والاتفاق على مشروع وطني موحد يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وآماله. ثم إن كافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق القاهرة حضرت بدعوة كريمة من الأشقاء في مصر في نوفمبر الماضي، وعقدت اجتماع لها؛ وذلك للتشاور في تشكيل حكومة وحدة وطنية وترتيبات إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، ودراسة ملف منظمة التحرير الفلسطينية والدعوة للقاء إطارها القيادي المؤقت والمجلس التشريعي، إلا أن فتح عطّلت مجريات الحوار عبر حرفه بقضايا التمكين ومواضيع أخرى جانبية، مما أضاع فرصة أخرى لإعادة توجيه البوصلة الفلسطينية، لهذا خرجت الفصائل ببيان هزيل لا يعبر عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني.
ومنذ ذلك الوقت والمصالحة الفلسطينية تشهد تراجعًا مستمرًا سببه الرئيس هو تعّنت حركة فتح في الوقوف أمام مسؤولياتها الوطنية وواجباتها، متشككة في دوافع حماس، لكننا نرجو النجاح للجهود المصرية؛ وهناك تحركاً مصريا قادم في مستقبل الأيام وتأخره هو بسبب الظروف الأمنية في سيناء ولعل اخواننا في فتح يجنبوا شعبنا الفلسطيني في غزة الإجراءات الصادمة التي غيرت وجه الحياة في غزة ويتعاونوا مع الإخوة المصريين في المضي قدماً في تطبيق ما تم الإتفاق عليه دون اشتراطات جديدة.
2. زيارة رئيس الحركة إسماعيل هنية والوفد المرافق له لمصر هل ستخرج باختراق جديد حول المصالحة والوضع في غزة؟
أجرى وفد الحركة عدة لقاءات مع قيادة جهاز المخابرات العامة المصرية ومنها لقاء مع رئيس الجهاز بالوكالة اللواء عباس كامل، حيث أكد للإخوة حرصه الشخصي على العلاقة التاريخية بين فلسطين ومصر، وقطاع غزة بالتحديد، وتركزت النقاشات بشكلِ رئيسي حول الشأن الفلسطيني الداخلي وما يتعرض له القطاع من مشاكل حياتية قاسية؛ واستكشاف الخطوات المقبلة في ملف المصالحة الفلسطينية التي شهدت تراجعا كبيرا خلال الأسابيع القليلة الماضية، في محاولة لاستدراك مسار المصالحة الفلسطينية والسير قدمًا بها، وبكل الأحوال فإن زيارتنا إلى القاهرة مستمرة، ونحن وإن كُنا نأمل أن تحقق الزيارة اختراق حقيقي في قضية المصالحة الفلسطينية بخطوات يشعر بها المواطن الفلسطيني ومن ثم الانتقال إلى نقاش الملفات الكبرى مع الكل الوطني كالمشروع الوطني، إلا أننا لا نبيع الوهم لشعبنا ولهذا لا نعد شعبنًا بشيء إلى أن يروه فعلًا على أرض الواقع.
3. لقاء وفد حماس مع التيار الإصلاحي في فتح ما دلالاته في هذا الوقت، وهل هناك اتفاق مشترك للعمل على حل أزمات غزة؟
في الحقيقة هذه اللقاءات ليست بالجديدة، وجرت العادة أن يلتقي قادة الحركة أو وفودها مع مكونات الشعب الفلسطيني في الشتات في أي زيارة يقومون بها سواء في مصر أو في غيرها من الدول، ومن ذلك لقاء تيار القيادي محمد دحلان كأحد المكونات الاجتماعية الفلسطينية وهذا يأتي كجزء من جهودنا في رأب الصدع الفلسطيني الداخلي والانفتاح أمام أي جهود في سبيل توحيد البوصلة الفلسطينية والتخفيف عن المواطن الفلسطيني. وفي اللقاء الأخير تبادل الإخوة الآراء والجهود حول آخر المستجدات، لكن لم يترتب على هذه اللقاءات سواءً اللقاء الأخير أو اللقاءات السابقة أية تفاهمات ثنائية.
4. ما رأيك بتصريح عزام الأحمد الذي تحدث فيه أنه لا توجد حوارات مع حركة حماس ولسنا بحاجة لها وأن القضية متعلقة بتمكين الحكومة فقط وأن حماس حلت اللجنة الإدارية شكلاً؟
الأخ عزام الأحمد بتكرار تصريحاته اللامسئولة حول المصالحة الفلسطينية يثبت للرأي العام الفلسطيني أن فتح هي من تضع العصا في دواليب المصالحة، ويحاول القفز عن الحقيقة للتغطية عن دور حركة فتح في تفاقم أزمات القطاع في الوقت الذي تحلينا فيه بالوطنية وقدّمنا التنازلات تلو التنازلات لأجل شعبنا الفلسطيني ولوضع قطار المصالحة في مساره الصحيح، وأنا مستغرب أشد الاستغراب من تصريح الأخ أبو نداء، لأني متيقن من موقفه الحقيقي، وهو عكس هذه التصريحات، ولذلك وهو يعلم هذا- أن لا أحد يستطيع نوع سلاح المقاومة بكل مكوناتها، وإن كان الاحتلال بترسانته عجز عن ذلك فهل سينجح غيره؟.
5. هل وافقت حماس على تسليم الجباية كما أعلن عبر بعض وسائل الإعلام اسناداً لمصادر خاصة، وهل هناك تعهد مصري بدفع رواتب الموظفين مقابل الجباية كما أعلن طلال أبو ظريفة؟
نحن في حماس قدّمنا كل ما بوسعنا لإنجاز المصالحة بشهادة فتح والوسيط المصري والشارع الفلسطيني، حيث حلّت الحركة اللجنة الإدارية تلبية للدعوة المصرية، واستقبلت حكومة التوافق في غزّة وسهّلت اجراءات استلام الوزرات ووافقت على اعادة ما يلزم من الموظفين المستنكفين وبلغ عددهم أزيد من 2600 موظف، إضافة إلى تسليم معابر قطاع غزة بالكامل والجباية عليها وفي ذلك مخالفة لما تمّ التفاهم عليه وتفكيك نقطة 4-4 على الرغم من الأثر السلبي لهذا الاجراء على الوضع الأمني في القطاع، والتعامل بإيجابية بالغة مع احتياجات الحكومة، وتسليم الجباية الداخلية وايرادات المعابر وفقًا للطريقة التي حددتها حكومة التوافق، نظير التعهد فقط بتطبيق ما تم الاتفاق عليه بدفع رواتب الموظفين، إلا أن حكومة الحمد لله رفضت أن تتعهد بشيء، بمعنى أي تريد أن تأخذ ولا تعطي وتسيطر ولا نشارك، وتأخذ صلاحياتها ولا تقوم بواجباتها، لهذا أي مطالب لحركة حماس بتقديم مزيد من التنازلات دون وجود ضمانات حقيقية تُلزم حركة فتح بالقيام بواجباتها يكون ضرباً من الخيال.
6. ما تعليقك على تصريحات رئيس السلطة محمود عباس التي نقلها الوزير السابق فريح أبو مدين في مقاله؟
ما تحدث به الأستاذ فريح أبو مدين تشخيص حقيقي لواقع الحال، ويفسر حالة التعنت العجيبة من قبل أبو مازن، وردّنا واضح بأن غزة لم تكن يومًا ولن تكون في يوم من الأيام خاتم بإصبع أي شخص أو عاصمة أو جهة، فغزة هي اليد التي أخرجت الاحتلال وتحدت الحصار، وهي مخزن الكرامة الوطنية، وأدعو أبو مازن بدلًا من أن يعاقب شعبه؛ عليه أن يتسلح به في ظل الأزمات التي تعصف بقضيتنا الوطنية، خاصةً وأن القادم سيء ويحتاج إلى رص الصفوف وتجاوز الكثير لمواجهة الأعاصير.
7. هل تفكر حماس جدياً في اقتراح تشكيل حكومة إنقاذ، أو ما شابه للخروج من الوضع الحالي في غزة؟
حماس تستشعر المسئولية الوطنية تجاه شعبنا الفلسطيني في غزة، ولن تقف في موضع المشاهد لحالة القتل البطيء الذي يتعرض لها شعبنا، ولا يمكننا أن نقبل باستمرار حكومة فتح دون أن تتحمل كامل مسئولياتها؛ مع العلم أن الحكومة الحالية هي ليست حكومة الوفاق الوطني التي تم تشكيلها في 2014، وأن حكومة الوحدة الوطنية هي ما أقرته اللجنة التحضيرية في لقاء بيروت 2017 وعليها إجماع فلسطيني؛ واستمرار هذه الحالة سيدفعنا نحو البحث مع الفصائل الفلسطينية والدول الصديقة لإيجاد حلول فاعلة، وصبرنا على الوضع الحالي له حدود.
8. ما الجديد حول معبر رفح، وهل تحمل الوعود المصرية في الزيارة الأخيرة لحماس أفكار عملية حول المعبر؟
تحدث الأشقاء في مصر بطريقة إيجابية حول مساعيهم للتخفيف من معاناة أهلنا في غزة ومن ذلك فتح معبر رفح ووجود مخططات لديهم بفتحه بصورة دورية، ونظرًا لوجود موانع كالأحداث الأمنية في سيناء، قدمنا مقترحات لتجاوز مناطق التوتر في سيناء، إلا أن الأمر يبقى في إطار الإرادة المصرية ونحن جاهزون للتعاون الكامل في أي ملف يصب في تخفيف القيود المفروضة على حياة شعبنا.
9. الوفد المصري الذي أعلن عن قدومه الأيام القادمة لغزة، هل سيستكمل ما انتهى به أم سيبدأ بخطوات جديدة؟
غزة ترحب بالوفد المصري، ولمصر تحديد ساعة قدومه وإن كنا نأمل أن يكون قدومه في أقرب فرصة، ليقف على تفاصيل المصالحة الفلسطينية ويرى بعينيه حجم العقبات التي ذللتها حماس لإتمام المصالحة وحجم العقوبات التي فرضها عباس على القطاع وما ترتب عليه من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، وبكل تأكيد سيبني الوفد على ما توصلت إليه الوفود في المرات السابقة.
10. برزت دعوات في الآونة الأخيرة لتسيير مسيرة العودة باتجاه الحدود للضغط على الاحتلال، هل توافق حماس على المقترح؟
مسيرة العودة الكبرى هي إحدى الوسائل المشروعة والخلّاقة التي يبتكرها شعبنًا العظيم للمطالبة في حقوقه التي سلبها الاحتلال الاسرائيلي، وهي تتماشى مع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بعودة اللاجئين، وموقف حماس من مسيرة العودة الكبرى وغيرها على قاعدة تأييد ودعم أي جهد يصب في صالح المطالبة بحقوق شعبنا ومحاربة الاحتلال. ويجب أن يعلم المحاصرون لغزة، أن غزة وأهلها أنهم لن ينكسروا، وأن أعينهم كانت ومازالت صوب أراضيهم.
11. كيف تنظر حركة حماس لإسقاط الطائرة الإسرائيلية في الجولان المحتل؟
الكيان الصهيوني؛ هو قوة استعمارية تحتل أرضًا سورية تمامًا كما تحتل أرض فلسطين، ولسوريا الحق الكامل في الدفاع عن أراضيها، ونحن دائمًا ما نبذل الجهود مع جميع مكونات الأمة العربية والإسلامية لتصحيح البوصلة لتكون تجاه قضيتنا المركزية قضية فلسطين، ونحن نُشيد بإسقاط الطائرة (الإسرائيلية)، وهي ردة فعل طبيعية على جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة، وأن العدوان الصهيوني يقتضي الرد من قبل الجميع كُل حسب طاقته وإمكانياته.
12. هل هناك اتفاق دفاع مشترك بين محور المقاومة وحماس، خاصة مع إعلان القسام الاستنفار بعد إسقاط الطائرة؟
لا يوجد اتفاق دفاع مشترك ونحن حركة مقاومة للاحتلال وبصورة دائمة دفاعاً عن شعبنا وأرضنا، وتشاورنا مع كل قوى المقاومة قائم واستشعار القسام عند اجراء المناورات الصهيونية تحسباً لغدره ومهاجمته للقطاع.
المصدر :" شهاب