حذر كبار قادة الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" من تدهور الأوضاع الحياتية في قطاع غزة على إثر الانهيار الاقتصادي الذي يشهده القطاع في الأشهر الأخيرة.
وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، فإن كبار قادة الجيش والشاباك يشعرون بالقلق إزاء عواقب تطبيق نهج الضغط العسكري المستمر دون منح تنازلات. مشيرةً إلى أن هذا الموقف يتناغم مع تحذيرات سابقة لمنسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية.
ووفقا للصحيفة، فإن هناك انطباعا موحدا بشكل مدهش عن الوضع في غزة، مشيرةً إلى أن التقارير الأمنية تشير إلى أن اقتصاد قطاع غزة دخل في حالة انهيار تام وسيواصل الانهيار ومعه حالة البنية التحتية المدنية للسكان.
وتقول الصحيفة، أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية لحركة حماس تسهل من عمل إسرائيل في اتخاذ الخطوات اللازمة لتدمير أنفاقها. مشيرةً إلى أن القيادة السياسية تسعى لمواصلة الضغط العسكري على حماس والاستمرار في تجاهل الواقع الاقتصادي المتدهور ما يثير القلق لدى كبار الضباط في الجيش والشاباك.
وتشير إلى أن أولئك الضباط يخشون من تدهور الأوضاع وحدوث انفجار لا يمكن السيطرة عليه.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك انخفاض بنحو النصف خلال الأشهر القليلة الماضية في عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك بسبب انخفاض القوة الشرائية لدى السكان بالقطاع.
وأشارت إلى أن ما بين 300 إلى 400 شاحنة تدخل يوميا فقط، وأن نحو 95% من مياه غزة غير صالحة للشرب، وأن مئات الآلاف من الأمتار المكعبة من مياه المجاري تتدفق لشواطئ غزة وتصل شواطئ إسرائيل. مشيرةً إلى تحسن جدول الكهرباء إلى 6 ساعات بدلا من 3 بعد قرار السلطة بإعادة الكميات التي تم اقتطاعها.
وذكرت أن معدل البطالة وصل إلى 50% وهو الأعلى بين الشباب. مشيرةً إلى أن عدد السكان تجاوز 2 مليون وأن السكان باتوا محاصرين بين النظام الشديد لحماس وعدم القدرة على مغادرة قطاع غزة بسبب المعابر الحدودية المغلقة مع إسرائيل ومصر.
وتشير الصحيفة إلى أن التقديرات بأن حماس قد تمنع إقامة الجدار الجديد ضد الأنفاق، إلا أنها لم تفعل شيئا وأن الجيش يواصل بنائه بشكل كبير ويكشف مزيدا من الأنفاق. مشيرةً إلى أن حماس أصبحت أكثر فقرا وأكثر عزلةً مما كانت عليه ووقعت في فخ استراتيجي، حتى باتت الحركة تخشى غضب الجنرالات في مصر وتحتوي أي أزمة وتصعيد منذ اختيار يحيى السنوار قائدا للحركة بغزة وإسماعيل هنية في قمة الهرم وكلاهما من غزة، ويقودان خطا متساويا نسبيا، حتى أن السنوار أصبح متفتحا أكثر على السياسة من العمل العسكري كما كان في عام 2014.
وتشير الصحيفة إلى وجود عدة مقترحات لدى إسرائيل لتغيير السياسة المدنية تجاه القطاع، منها إدخال آلاف العمال من غزة للمستوطنات المحيطة. مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان يعارضان أي نقاش لإقامة جزيرة اصطناعية قبالة سواحل القطاع كما يطرح ذلك وزير النقل والاستخبارات يسرائيل كاتس.
وترى الصحيفة أن الظروف التي دفعت حماس للحرب في 2014، قد لا تدفعها لحرب جديدة في ظل حالة التشتت التي تعيشها. في حين أن إسرائيل يبدو متأثرة بنجاحاتها التكتيكية دون أن تقرر ما تريد تجاه غزة، ولكن ضبط النفس النسبي لحماس من شأنه أن يضلل القيادة الإسرائيلية ويقودها لحرب تقول أنها لا تريدها. وفق نص الصحيفة.
واعتبرت أنه فيما إذا كانت إسرائيل تقف خلف محاولة اغتيال القيادي في حماس محمد حمدان في لبنان رسالة إلى الحركة وحزب الله، بعد سلسلة اغتيالات نفذت ضد مازن فقهاء بغزة ومحمد زواري في تونس.