تحت عنوان “مُنفذّي عمليات القتل في الموساد”، نشر موقع القناة الثانية في التلفزيون العبريّ تقريرًا مُقتضبًا عن وحدة “ريمون”، التي تقوم بتنفيذ عمليات الاغتيال في جميع أصقاع العالم، حيث جاء، اعتمادًا على “مصادر أجنبيّة”ٍ، أنّ عدد أعضاء الوحدة لا يتعدّى الـ40 عنصرًا، منهم خمس نساء، ومع ذلك، أضاف التقرير، فإنّ كلّ عملية اغتيال مشهورة في العالم تُنسب لهذه الوحدة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ اغتيال القياديّ في حماس، محمود المبحوح وحتى اغتيال علماء الذرّة في إيران، سيبقى “المُنفذّون” مجهولين، ولا يُمكن لكائنٍ مَنْ كان أنْ يعرفهم أوْ يتعرّف عليهم، بحسب موقع التلفزيون العبريّ.
وأشار الموقع إلى أنّ وحدة “ريمون” تابعة لقسم المعليات في الموساد، والذي يُسّمى “كيساريا” بحسب ما نشرت صحيفة (ديلي تيلغراف) البريطانيّة.
وكانت محكمة إسرائيليّة سمحت بنشرٍ جزئيٍّ لشهادةٍ أدلى بها مائير داغان، الرئيس الأسبق لجهاز (الموساد) في قضية الضابط دانئيل عوكيف، الذي قتل سائحًا بريطانيًا بدمٍ باردٍ وأدعى أنّه أقدم على فعلته بسبب خدمته في وحدة الاغتيالات (ريمون) التي أسسها ارييل شارون وقادها داغان.
ويتبيّن من الشهادة إنّ داغان اعترف بأنّه عندما وصل إلى قطاع غزة كانت قائمة المطلوبين الفلسطينيين لجيش الاحتلال تشمل 300 مطلوب ويتفاخر بأنّه تمكن من قتل 290 فلسطينيًا، وبقي 10 مطلوبين فقط، وتابع: “لم أقم بإحصاء الفلسطينيين الذين قتلتهم، وأضاف على كل فلسطينيّ تمّت تصفيته كانت الوحدة تعتقل مئات الفلسطينيين”.
يُشار إلى أنّ الوحدة المذكورة أقامها ارئيل شارون عندما كان قائدًا للمنطقة الجنوبية قبل 47 عامًا وبقيت موضع خلاف واختلاف حول طبيعتها والأهداف من إقامتها والمهام التي نفذتها والمعروفة في الصحافة الإسرائيليّة بوحدة الاغتيالات والتصفيات.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فقد قررت مؤخرًا قيادة المنطقة الجنوبية التابعة لجيش الاحتلال إعادة بناء وإحياء الوحدة سيئة الصيت على طراز وحدات اغوز (الجوز بالعربيّة) والدفدوفان (الكرز بالعربيّة)، وذلك للعمل في قطاع غزة باعتباره منطقة معادية تحتاج جنودًا ذا خبرة وقلوبًا غليظة لا تعرف الخوف، وفقًا لموقع القناة الثانية.
وأضاف في وصفها للوحدة الجديدة القديمة: عدّة عشرات من الجنود المدربين جيّدًا والمسلحين بأفضل ما تحتويه الترسانة الإسرائيليّة ويتمتعون بقلوبٍ قاسيةٍ لا تعرف الخوف ويتصرفون بعنفٍ شديدٍ خلال توغلهم في عمق أراضي العدو متخفين في صورة مارة عاديين كي يتمكنوا من تصفية قادة وربابنة الإرهاب الفلسطينيّ.
هذا الوصف والتوصيف ليس غريبًا على مسامع قدماء قادة الجيش الذين خبروا وحدة (ريمون) المعروفة في إسرائيل باسم وحدة الاغتيالات التي نشطت في سبعينيات القرن الماضي وفرضت جوًّا من الخوف والإرهاب على المنظمات الفلسطينيّة وقادتها في قطاع غزة إبان النشاط المسلح المكثف الذي عاشه القطاع في تلك الفترة التي لم يبق من عملياتها القوية سوى القصص المروية التي يقوم الإسرائيليون بتناقلها حتى اليوم، وفقًا للموقع.
وأضاف بأنّ العمليات بقيت ذكرى وقصصًا، لكنّ الإرهاب لا زال موجودًا في المنطقة الأمر الذي استدعى إعادة وحدة الاغتيالات للحياة للعمل في ذات الميدان الذي شهد انطلاقة وحدة (ريمون) الأولى، أيْ قطاع غزة.
رئيس تحرير صحيفة “هآرتس″ نشر تحقيقًا حول شخصية رئيس الموساد السابق داغان، أشار فيه إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، ارييل شارون، أصرّ في حينه على تعيين داغان كرئيس للموساد بفضل خبرته الفائقة وهوايته المتمثلة في فصل رأس العربيّ عن جسده، على حدّ تعبيره.
كما أشار إلى أنّ العلاقة بين شارون وداغان تعود إلى مطلع السبعينات، عندما كان شارون قائدًا للمنطقة الجنوبيّة، وكان داغان قائدًا لوحدة الموت (ريمون)، حيث كلّفه شارون بمطاردة المقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة وإعدامهم بعد إلقاء القبض عليهم. شارون كان يسره كثيرًا رؤية داغان وهو يقوم شخصيًا بقطع رؤوس المقاومين الفلسطينيين بعد قتلهم، كما قال الصحافي الإسرائيليّ.
كما أكّد التحقيق على أنّ عددًا من الجنود الذين خدموا تحت إمرة داغان في قطاع غزة في تلك الفترة أصيبوا بعقدٍ نفسيّةٍ بسبب تنفيذهم الأوامر التي أصدرها بشأن تنفيذ أحكام الإعدام الميدانيّة بحق الفلسطينيين بالأساليب الأكثر فظاعة.
وبحسب كتاب الصحافيين الإسرائيليين دان رافيف ويوسي ميلمان، فإنّ قاعدة الوحدة تتواجد في جنوب الدولة العبريّة، وأنّ الوحدة معزولة تمامًا عن باقي وحدات الموساد، وشدّدّا على أنّ المُقاتلين في هذه الوحدة يصلون إليها من وحدة النخبة في الجيش الإسرائيليّ (ساييرت مطكال).
بالإضافة إلى ذلك، ذكر الكتاب أنّ الوحدة تعمل بطواقم صغيرةٍ جدًا، على الأغلب كلّ طاقمٍ يضُم 2 حتى 4 مُقاتلين، وحتى في الموساد يعملون تحت أسماءٍ مُستعارةٍ بهدف الحفاظ على السريّة التامّة، وهو يستخدمون أسماءً غير حقيقيّة. وذكر الصحافيان أيضًا في كتابهما أنّه على الرغم من الكمّ الهائل الذي نُشر عن الوحدة وعن عمليات التصفية التي نفذّتها فإنّ عدد المُقاتلين فيها يصل إلى أربعين أوْ خمسين شخصًا فقط.