كتب المحلل العسكري أمير بوخبوط في موقع واللا العبري :" منظومة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ليست واثقة بأن حماس تسعى لتدهور الأمور في المنطقة لحالة تصعيد عسكري، وهذه المنظومة منشغلة في الآونة الأخيرة على محاولة فهم استمرار تنقيط الصواريخ المتواصل من غزة. منذ الحملة العسكرية الأخيرة على غزة، تم إطلاق ٢٩ صاروخ من القطاع، ١٩ منهم سقطوا في “إسرائيل”، وتم اعتراض أربعة منهم.
حتى الآن غير واضح إذا كان هذا التنقيط هو علامة على التصعيد أو عدم قدرة على لجم حماسف، حماس أثبتت مسبقا أنها قادرة على ضبط الأمور حتى حالة الهدوء المطلق، وحسب المعطيات الأخيرة، فإن القائد الجديد لحماس بغزة يحيى السنوار، يسعي لتقديم مشاريع مدنية، وغير معني بالتصعيد العسكري الشامل مع “إسرائيل”، ويسعى كذلك لزيادة الردع أمامها، ويعمل على تقوية الذراع العسكري للتنظيم، بكل السبل، لذلك لا يريد أن تخسر الحركة كل قوتها في هذا الموسم.
وفي حال أردنا تصور الحرب القادمة بين “إسرائيل” والفلسطينيين في غزة؛ فمن الواضح لكافة الأطراف أنها ستخلف دمار كبير أكثر من ذلك الذي خلفته “معركة الجرف الصامد”.
المعركة القادمة ستكون مدمرة، حتى يتم فيها إخضاع حماس، واجبارها على وقف إطلاق الصواريخ، وسيكون من الصعب إعادة إعمار ما سيتم تدميره بهذه المعركة، وحماس التي تطالب بزيادة العمل ضد “إسرائيل” في أعقاب قرار ترامب، تدرك أنها ستفقد السيطرة على غزة، ولن تكون قادرة على إعادة اعمارها، وحتى الدول المانحة لن تقدم أموال للإعمار، لأن المخطط الأمريكي يحظر تحويل الأموال لقطاع غزة. و”إسرائيل” والأمم المتحدة لا تشجعان الدول العربية والإسلامية على تمويل قطاع غزة، لذلك وتيرة الإعمار ستكون في المرة القادمة أكثر بطئا من السابق، وهذه أحد الحسابات التي تأخذ بها قيادة حركة حماس. إذا لماذا إطلاق الصواريخ لا يتوقف، بل ويتزايد؟ الاجابة على ذلك متعلقة بحركة حماس، وبعلاقاتها الداخلية مع المنظمات السلفية، ذات الفكر الجهادي العالمي.
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ليست مقتنعة بأن حماس معنية بالتصعيد، والدليل على ذلك الاختيار الدقيق للأهداف في الرد على إطلاق الصواريخ، وأن الجيش لا يرد بطريقة تتعمد قتل النشطاء بالمواقع.
حماس تركز على الحفاظ على توازن الردع، والسماح بتنقيط الصواريخ، وفي المنظومة الأمنية الإسرائيلية مقتنعون أنها قادرة على فعل المزيد، والتخوف هو أن تتفهم حماس، من خلال ردود “إسرائيل” بأن استمرار إطلاق الصواريخ ممكن، ولن يؤدي للتصعيد، في هذه الحالة يجب على “إسرائيل” أن توضح أن صبرها قد ينفذ، وأنها مستعدة لتطوير ردودها أكثر مما قامت به خلال المرات السابقة.