فسّر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ملابسات استقالة رئيس الوزراء اللبناني من الرياض الشهر الماضي، والوعود التي قدّمت له بعد ذلك في بيروت وحذت به للتراجع عن هذه الاستقالة.
وفي أول تعليق للسعودية على تراجع الحريري عن استقالته قبل أسبوع، أوضح الجبير، أن "السعودية دعمت سعد الحريري وبرنامجه السياسي عندما شكل أول حكومة في رئاسة ميشال عون، إلا أن الأخير وحزب الله لم يسمحا له ولم يعطياه الهامش السياسي، واستخدماه واجهة لتغيير القانون الانتخابي، بالتالي قرر الحريري الاستقالة لإحداث صدمة إيجابية" حسب قوله.
وفي أول إقرار ضمني بوقوف المملكة وراء استقالة الحريري، قال الجبير ردا على سؤال لقناة "فرانس 24" التلفزيونية، حول رجوع الحريري إلى رئاسة الحكومة اللبنانية، وقبوله بالعودة والعمل مع حزب الله، وكيف يمكن له القبول بذلك؟": إن "الحريري عاد إلى لبنان من أجل تقديم الاستقالة بشكل رسمي، ولكن رئيس المجلس النيابي (نبيه بري) قال إنه سيستمع إليه وإن لبنان سيكون حيادياً في شأن ما يحدث في العالم العربي وإنه سيُعطى الهامش السياسي للعمل".
وعما إذا كان هذا يحصل بالفعل، قال: "هذا الأمر قبل 10 أيام، لننتظر ونرى. ونحن دعمنا ذلك وسنشهد إن قام كل من حزب الله وعون بإعطاء الهامش السياسي لسعد الحريري من أجل تطبيق أجندته السياسية".
وعما "إذا كان هذا إخفاقاً للسعودية؟"، قال الجبير: "كلا. نحن نريد لبنان مزدهراً ومستقراً". وأضاف: "لو لم يكن لبنان موجوداً لكان ينبغي ابتكاره واختراعه، فهناك أكثر من 16 أو 17 ملّة يعيشون فيه بتجانس وتناغم وهذا نموذج. وإن لم يكن هناك تجانس وتناغم مع كل هذه الطوائف سنخسر كل الأقليات وسنخسر هذه الثروة لثقافتنا".