أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر في خطاب له مساء اليوم الله " أننا أمام وعد بلفور جديد بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، فنحن أمام عدوان أمريكي سافر على مقدساتنا، وعلى مدينتا المقدسة، وعلى امتنا العربية والاسلامية".
وقال "بالأمس سمعنا محللين إسرائيليين كانوا قادة أمنين وصحفيون أكدوا أن كل ما يقال عن ردود وتداعيات وقرار ترامب لن يغير شيء في العالم الاسلامي ولن يكون هناك ردود أفعال، لأن الشعوب العربية والاسلامية نسيت فلسطين، وتخلت عن القدس، وجميع الدول العربية لها ما يشغلها في بلادها، وهذا ما شجهم القيام بهذه الخطة "المجنونه".
وأوضح نصر الله أن ادراك مخاطر القرار الأمريكي سيشكل حافزاً للجميع لتحمل المسؤولية والتحرك، موضحاً أن السيادة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس باتت لإسرائيل بحسب الموقف الامريكي، فالقدس هي قلب القضية الفلسطينية، فعندما يتم اخراجها من القضية ماذا بقي؟، فترامب بهذا القرار كأنه يقول لا يوجد قضية فلسطينية.
وأكد أن الموقف الأمريكي شكل حاجزاً او مانعاً للهيمنة الاسرائيلية المطلقة للقدس، ومن هنا نفهم خطورة قرار ترامب، مؤكداً على أن اسرائيل وقادتها لا يحترمون القوانين والمواثيق، والاتفاقيات الدولية ولا يحترمون ما يسمى المجتمع الدولي، فما قام به الاسرائيليون خلال عقود سيقومون به خلال فترة وجيزة جداً.
ونوه نصر الله إلى المنطقة ستشهد ظاهرة استيطان إسرائيلي هائلة وسريعة وبلا قيود في القدس، موضحاً أن العالم صار محكوما بشريعة الغاب وأهواء الرجل الذي يسكن البيت الابيض، موضحاً أن السكوت على قرار ترامب يرتب مخاطر كبيرة أبرزها الاستباحة الامريكية لكل شيء في العالم العربي.
وأوضح أن هذا القرار يدل على أن أمريكا لا تحترم ولا تصغي لأحد، سواء أكانوا من حلفاءها الأوروبين أو حلفاءها في المجتمع العربي والأسلامي أو المجتمع الدولي، على الرغم من كل الاستنكارات لهذا القرار، وبالتالي فهي لا تحترم الارادة الدولية، مؤكدا أن هذا القرار هو استهانة واستخفاف بكل دول العالم وحكوماتها من أجل اسرائيل.
وأشار أن هذا القرار اعتداء على المسلمين ومعهم مئات المسيحين الذين يشعورون بالاهانة والاستفزاز من هذا القرار.
وأكد نصر الله على ضرورة وقف كل الاتصالات مع الإسرائيليين، سواء كانت فلسطيناً أو عربياً، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع أمريكا، ووقف كل خطوات التطبيع التي بدأت في أي بلد عربي وإسلامي وخاصة الدول الخليجية، فهي أعظم خيانة للقدس.
كما طالب بضرورة احياء جمع قرارات المقاطعة الإسرائيلية على مستوى العالم العربي والإسلامي، والاعلان الفلسطيني والعربي عن انتهاء المفاوضات حتى يتم التراجع عن القرار .
وأكد نصر الله على ضرورة عقد اجتماع للقمة العربية وقمة التعاون الإسلامي التي دعت لها تركيا، على أن تقوم المؤسستين باصدار قرار واضح وملزم إلى جميع أعضائهما أن القدس عاصمة دولة فلسطين وليست قابلة للتفاوض.
وأشار إلى أن ترامب اطلق الرصاصة الأخيرة على هذه عملية السلام بهذا القرار.