قبل مغادرة الوفود الفلسطينية القاهرة أمس، اجتمع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري لدقائق معدودة مع رئيس وفد حركة فتح للمصالحة عزام الاحمد على الإفطار، مؤكدين أن المصالحة أصبحت حقيقة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني قد أُنجز وفي المراحل النهائية، لتبدأ مرحلة جديدة في تنفيذ باقي الملفات.
وقال العاروري لـ"القدس" قبل مغادرته: "نحن على تواصل دائم لمتابعة ما يجري على الارض لإنجاز تمكين الحكومة حتى نهاية الشهر، بعد ذلك هناك لقاء ثنائي الاسبوع المقبل"، مشيراً إلى أن المصريين سيتابعون هذا الملف.
وأضاف: "نحن نأمل أن ننتقل للملفات الحياتية التي تمس حياة اهلنا في القطاع المحاصر وخاصة قضية الكهرباء وغيرها من القضايا الحياتية اليومية التي لا تحتمل التأجيل الى جانب القضايا السياسية التي تحتاج وقت وجهد".
بدوره قال عزام الاحمد إن "البعض يعتقد ان القضايا المتعلقة بانقسام دامٍ 10 سنوات ممكن حلها في لقاء، او اجتماع الامور اكثر تعقيداً وأكثر حساسية وتحتاج لبحث وحلول مدروسة".
وأضاف الأحمد: "نحن نأمل ان ننتهي من تمكين الحكومة في كافة مهامها حتى نتفرغ لباقي القضايا".
ومن المشاهدات الأخيرة لمغادرة الوفود، اكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة قبل مغادرة القاهرة متوجهاً إلى العاصمة اللبنانية بيروت، أنه رفض ما جاء البيان الختام بخصوص الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود الرابع من حزيران.
ورفض النخالة الرد على الاسئلة او اجراء مقابلات وبدت عليه العصبية، حيث اكد العديد من اعضاء الوفود ان وفد الجهاد الذي ضم ايضاً الدكتور محمد الهندي بدا متحفظاً على بعض النقاط، ومتوجساً من طريقة تناول القضايا ومعالجتها في جولة الحوار هذه".
اما المشاهدة الثالثة والأخيرة، فكانت المصادفة التي لم تكن متوقعة ما بين عزام الاحمد رئيس وفد الحركة في القاهرة مع سمير المشهراوي المقرب من محمد دحلان، على مدخل فندق الانتركونتننتال، بعد اتمام الاحمد مقابلة مع تلفزيون الغد على مدخل الفندق.
وهذه المصافحة التي جاءت بالصدفة ودون ترتيب مسبق، تخللها حديث قصير قال خلاله سمير المشهراوي: "نحن ندعم المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس ولن نكون عقبة بل سنكون عاملاً مساعداً".
وأضاف: "إننا من خلال لجنة المصالحة المجتمعية قمنا بعمل عده إنجازات ونحن على استعداد للرجوع الى الخلف وتقديم كل الدعم لهذه اللجنة من خلال مصر الدولة الراعية للمصالحة".
وأكد المشهراوي أن حركة حماس وعلى رأسها يحي السنوار، جادة في موضوع المصالحة الوطنية، وعلى حركة فتح وكافة الفصائل الفلسطينية عدم تضييع هذه الفرصة الهامة جداً في تاريخ شعبنا الفلسطيني، ويجب فك الحصار عن قطاع غزة، وعدم ربط عملية تمكين الحكومة بالقضايا الحياتية للناس.
وفي رسالة ضمنية من تيار دحلان إلى الرئيس أبو مازن قال المشهراوي: "نحن على استعداد لدعم المصالحة المجتمعية وتحويل ما جمع لهذه المصالحة من دعم عربي".